السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
ممكن توضحون لي اكثر هذه الروايات عن الائمة عليهم السلام
الإمام علي (عليه السلام): إن للقلوب شهوة وإقبالا وإدبارا، فأتوها من قبل شهوتها وإقبالها، فإن القلب إذا اكره عمي (3).
- عنه (عليه السلام): إن للقلوب إقبالا وإدبارا، فإذا أقبلت فاحملوها على النوافل، وإذا أدبرت فاقتصروا بها على الفرائض (4).
- الإمام الصادق (عليه السلام): إن القلب يحيا ويموت، فإذا حيي فأدبه بالتطوع، وإذا مات فاقصره على الفرائض (5).
- الإمام الرضا (عليه السلام): إن للقلوب إقبالا وإدبارا، ونشاطا وفتورا، فإذا أقبلت بصرت وفهمت، وإذا أدبرت كلت وملت، فخذوها عند إقبالها ونشاطها، واتركوها عند إدبارها وفتورها (6).
- الإمام العسكري (عليه السلام): إذا نشطت القلوب فأودعوها، وإذا نفرت فودعوها (7).
- الإمام علي (عليه السلام): إن هذه القلوب تمل كما تمل الأبدان، فابتغوا لها طرائف الحكم (8).
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
من المعلوم أن الإنسان لا تتساوى حالاته وتوجهاته النفسانية بل تؤثر عليه عوامل الزمان والمكان والأصدقاء والبيئة والفقر والغنى والصحة والمرض والأمن والخوف والانفتاح وعدمه والمداومة على العمل وعدمها وكبر السن وصغره ... المزید
وهذا بشكل عام فيشمل بطبيعة الحال اتصاله بالله تعالى حال العبادة فقد ينشد تماماً فيؤدي المفروض ويتطلع نحو المزيد لأنه ممن ذاق حلاوة مناجاة الله تعالى وفاز بالاتصال الروحي معه فتعلّقت روحه بباريها وتخففت من أدران المادة وتبعاتها.
وقد يتخفف من كل ذلك فلا يجد من نفسه الإقبال على عمل المزيد وإنما يحاول أن يوجد فرصة لإنجاز المفروض.
وهذا كشيء طبيعي لا غبار عليه ولا يمكن إنكاره لأنه يتماشى وتركيبة الإنسان الفسلجية والاجتماعية، لأن العوامل الجسدية والنفسية والبيئية تترك تأثيرات قوية عليه.
فالإمام عليه السلام يدعونا لأن نكون أكثر واقعية ونتجرد من نمطية أداء طقوس وممارسة أعمال وقراءة سطور أو صفحات مما يشكل دائرة روتين، بل لابدّ من أن نتعايش روحياً بكل ما يشدّنا بالخالق تعالى؛ لأنه أنعم علينا بكل مواهبنا ومراكز القوة فينا فلا يناسب أن نأتي إلى رحابه متناعسين متكاسلين متثاقلين، بل المطلوب أن نأتي بكل انفتاح وشوق وشعور بأنه سبيل الراحة والتنفيس اللذين يطلبهما الإنسان بعد إثقاله بمتاعب الحياة المادية وما تقتضيه من تقيّدات وملاحظات سياقية.
ومن غير الصحيح أن ننكر اتصافنا بذلك وإلا لفقدنا موقعنا المناسب في المحيط الإنساني الطبيعي، وكنا مؤدين لمظاهر لا تتسم بالمصداقية الصحيحة وإنما مجرد ترديد ولقلة لسان أو قيام وقعود بلا وعي، بلا حس صادق، بلا شعور حقيقي، بلا تفاعل مع الممارسة، لينعكس من ذلك إشعاع على مؤديها ليسمو به إلى حيث الكمال أو التكامل المنشود.
ولابد أن ننتبه إلى أن الشيطان يترصدنا فلا مناص من الحذر منه وإلا لحاربنا بسلاح إقبال النفس وإدبارها بل اللازم أن نربّي أنفسنا ونجاهد أهواءها ونحاو السير إلى مدارج الرقي الأخلاقي ضمن درب العبادة لنضمن محلاً كريماً في منازل الآخرة يتناسب مع طموح الواحد منّا وإلا لكنّا ممن يطلب الآخرة بلا عمل