logo-img
السیاسات و الشروط
( 18 سنة ) - لبنان
منذ 3 سنوات

طبيعة الانسان

السلام عليكم هل الفطرة التي خلق الله الانسان عليها هي الاسلام واذا كانت هي الاسلام فكيف يستطيع الانسان ان يغير ما خلقه الله عليه ٢ هناك العديد من الامور التي يخلق الله عليها البشر سواء اناث ام ذكور لاسباب معينة مثل ان يخلق المرأة اكثر عاطفة من الرجل او يخلق الرجل حازم في بعض الامور اكثر من المرأة ولكن البشر عندما يكبرون تتغير هذه الامور التي خلقهم الله لتكون بهم مثلا لربما نجد رجلا ضعيف القلب اكثر من المرأة او نجد امرأة متوحشة بلا رحمة نجد ابا ظالما يخالف فطرة الابوة والرحمة لاولاده او نجد بنتا تقتل امها فهل حقا يستطيع الانسان هو بارادته ان يغير طبيبعته التي خلقه الله عليها ليؤدي دوره في الحياة ام ان الظروف هي التي تغير طبيعته وشكرا لكم


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم اختنا هدى في تطبيقكم المجيب (الفطرة هي الجبلة الانسانية الموهوبة من الله تعالى للانسان : (( فِطرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيهَا )) (الروم:30) وقد ورد عن الامام الصادق (عليه السلام) انه قال : ( فطروا على التوحيد ) وعن زرارة قال : سألت ابا جعفر (عليه السلام) عن قول الله (( فِطرَتَ اللَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيهَا )) قال : فطرهم على معرفة انه ربهم ولولا ذلك لم يعلموا اذا سئلوا من ربهم ولا من رازقهم ) والامر الفطري هو الامر المركوز في نفس الانسان ووجدانه . واذا كان كذلك فليست الفطرة اذن امرا كسبيا، ومن شأن الفطرة انها تتلوث بادران المعاصي والذنوب فتتشوه او يغلفها الرين، فيفقد الانسان قدرته على معرفة التوحيد فيصير مشككا وربما وصل به الامر انكار التوحيد والالوهية )(مركز الابحاث العقائدية) واضيف لكم بخصوص تغير الفطرة: ان تغيير الفطرة له اسباب مختلفة منها النفس الامارة بالسوء والعياذ بالله فانها تاخذ بصاحبها إلى المهاوي ((وَ نَفْسٍ وَ ما سَوَّاها فَأَلْهَمَها فُجُورَها وَ تَقْواها قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاها وَ قَدْ خابَ مَنْ دَسَّاها))(سورة الشمس، من آية ٧، إلى آية ١٠) فالفلاح في اعداد النفس اعدادا صالحا وابعادها عما يفسدها ويكدرها. ومن الاسباب التي تؤدي تردي الفطرة السليمة هو الشيطان فهو مذ عصى الله تعالى توعد بالانسان شرا رغبة منه في اضلاله يقول الله تعالى في القران الكريم حكاية لكلام الشيطان في مساعيه لاضلال الناس: ((وَ لَأُضِلَّنَّهُمْ وَ لَأُمَنِّيَنَّهُمْ وَ لَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُبَتِّكُنَّ آذانَ الْأَنْعامِ وَ لَآمُرَنَّهُمْ فَلَيُغَيِّرُنَّ خَلْقَ اللَّهِ وَ مَنْ يَتَّخِذِ الشَّيْطانَ وَلِيًّا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَقَدْ خَسِرَ خُسْراناً مُبِيناً))(سورة النساء، آية 119) ويذكر تفسير الامثل في بيان الاية الشريفة: (تذكر الآية أن الشيطان قد أقسم على أن ينفذ بعضا من خططه: أولها: أن يأخذ من عباد الله نصيبا معينا، حيث تقول الآية حاكية قول الشيطان: وقال لأتخذن من عبادك نصيبا مفروضا فالشيطان يعلم بعجزه عن اغواء جميع عباد الله، لأن من يستسلم لإرادة الشيطان ويخضع له هم فقط أولئك المنجرفون وراء الأهواء والنزوات، والذين لا إيمان لهم، أو ضعاف الإيمان. والثانية: خطط الشيطان تلخصها الآية بعبارة: ولأضلنهم. والثالثة: اشغلهم بالأمنيات العريضة وطول الأمل ولأمنينهم. أما الخطة الرابعة: ففيها يدعو الشيطان اتباعه إلى القيام بأعمال خرافية، مثل قطع أو خرق أذان الحيوانات كما جاء في الآية: ولآمرنهم فليبتكن أذان الأنعام وهذه إشارة لواحد من أقبح الأعمال التي كان يرتكبها الجاهليون المشركون، حيث كانوا يقطعون أو يخرقون أذان بعض المواشي، وكانوا يحرمون على أنفسهم ركوبها بل يحرمون أي نوع من أنواع الانتفاع بهذه الحيوانات. وخامس: الخطط التي أقسم الشيطان أن ينفذها ضد الإنسان، هي ما ورد على لسانه في الآية إذ تقول: ولآمرنهم فليغيرن خلق الله ... المزید وهذه الجملة تشير إلى أن الله قد أوجد في فطرة الإنسان منذ خلقة إياه - النزعة إلى التوحيد وعبادة الواحد الأحد، بالإضافة إلى بقية الصفات والخصال الحميدة الأخرى، ولكن وساوس الشيطان والانجراف وراء الأهواء والنزوات تبعد الإنسان عن الطريق المستقيم الصحيح، وتحرفه إلى الطرق المعوجة الشاذة. والشاهد على والقول أيضا الآية (٣٠) من سورة الروم، إذ تقول: فأقم وجهك للدين حنيفا فطرة الله التي فطر الناس عليها لا تبديل لخلق الله ذلك الدين القيم. ونقل عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه فسره بأن القصد من التغيير المذكور في هذه الآية من سورة النساء هو تغيير فطرة الإنسان وحرفها عن التوحيد وعن أمر الله. وهذا الضرر الذي لا يمكن التعويض عنه، يلحقه الشيطان بأساس سعادة الإنسان، لأنه يعكس له الحقائق والوقائع ويستبدلها بمجموعة من الأوهام والخرافات والوساوس التي تؤدي إلى تغيير السعادة بالشقاء للناس، وقد أكدت الآية في آخرها مبدأ كليا، وهو أن أي إنسان يعبد الشيطان ويجعله لنفسه وليا من دون الله، فقد ارتكب إثما وذنبا واضحا إذ تقول الآية: ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا.)(تفسير الامثل، الشيخ ‏ناصر مكارم الشيرازي، ج٣/ص٤٦٤). فعلى الانسان الحذر تمام الحذر عن اتباع الشيطان واتباع النفس الامارة بالسوء فان نتيجة ذلك هو دس الفطرة ولا يجد بريق فطرته ولمعان هدايته بل يجد الظلمة والكدرة مما تجعله ينحدر نحو الهاوية حتى يصل بهم الحال ان يروا قبائح الافعال حسنا ومحاسن الافعال سوءا والعياذ بالله. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

3