سلام عليكم، قرءت اليوم ان العاق لوالديه لايخلد باالنار بل يعذب شديدا ثم يخرج . لاكن كيف ؟ والله قد حرم الجنة على الكافر فنعلم انهو تحريم ابدي ومن هذا النص نعلم بأن النبي ص عندما قال حرم الله الجنة على العاق وكذالك قوله ص لم يدخل الجنة عاق ، فنعلم انه لم يدخل الجنة ولم يدخلها وسيحرم منها مثل تحريم الجنة للكافر. فمن اين اتيتم به هذا النص الذي تقولون انه لايخلد اعطوني ايه اعطوني حديث ، وما هو رأي السيد السيستاني يحفضه الله ، وكيف يعني عندما قال الله حرم الجنة على الكافر تصدقون وتقولون انه تحريم ابدي لاكن لماذا عندما قال النبي ص حرم الجنة على العاق تقولون كلا يدخل الجنة بعد عذاب قوي جدا وما الفرق بين تحريم الجنة على الكافر وتحريم الجنة على العاق اليس كلمة تحريم واحدة وتعني مؤبدا ؟
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم اختنا زهراء في تطبيقكم المجيب
اختنا الكريمة العاق لوالديه ليس كافرا فهو يوحد الله ويؤمن بالنبي الخاتم (صلى الله عليه واله) ويعتقد بامامة اهل البيت (عليهم السلام) ويعبد الله ويطيعه ويصوم ويصلي ويعمل الواجبات ولكنه عصى الله تعلى في والديه
والادلة التي دلت ان الموحد لا يخلد في النار وان الذي يخلد هو من اشرك بالله فلاحظي معي الاية الشريفة
((إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً))(سورة النساء، آية 116)
فمدلول الاية الشريفة يثبت ان دون الشرك يمكن ان يغفره الله تعالى والعاق ليس مشركا حتى يخلد بالنار
ومن هنا نحمل قول النبي (صلى الله عليه واله) على تشديد الامر على عقوق الوالدين لما له اثر كبير على الوالدين وعلى نفس العاق وعلى المجتمع وهذا له نظائر في الروايات التي تحمل على التشديد كما في الروايات الواردة في جار المسجد فالروايات تقول (لاصلاة لجار المسجد الا في المسجد) وهذا لا يعني ان صلاته باطلة لأنه قال (لا صلاة) بل المراد هو التشديد على اتيان الصلاة في بيت الله وصلاته صحيحة وكذا ورد في الروايات : ملعون الآكل وحده ملعون البائت في بيت وحده وهذا اللعن لا يعني ان هذا سيدخل النار بل تشديد على الابتعاد عن المبيت وحده في بيت لما له من اثار سلبية على الشخص اذ يكون اضعف وربما يميل بسهولة لوساوس الشيطان او غير ذلك فهذه التعبيارات في الروايات كثيرة ولاينبغي ان ننظر اليها لوحده بل لابد من النظر إلى كل منظومة الدين والايات والروايات الناظرة إلى العذاب والعقاب ومن مجموع هذه الادلة ننتهي إلى ان العاق ليس كافرا ولا مشركا والادلة دلت ان الذي يخلد بالنار فقط هذه الطوائف اما المسلم الموحد لله فلا يخلد في النار
بل اكثر من ذلك على مافي بعض الروايات فان الله يلطف بالمؤمنين ولا يعذبهم وان ذنوبه يغفرها الله له اما بشفاعة الشافعين او انه يرضي كل من له حق في عنقه فيرضي في ذاك الموقف والديه عنه فيكون مؤهلا للدخول إلى الجنة فان الذنوب مهما كانت عظيمة ولو عقوق الوالدين فهي ممكن ان تغفر نعم بشرط رضا الوالدين عته يوم القيامة فاذا جاء امير المؤمنين وشفع للمؤمن عند والديه وعفوا عنه فعندها يتجاوز الله تعالى عنه.
وهذا المعنى لا يمكن تحقيقه في الكافر والمشرك لأنه فاقد اهلية الغفران من الراس.
وختاما اقول لجنابكم ان هناك محكمات وهناك متشابهات في القران والروايات ولابد من ارجاع المتشابه إلى المحكم وليس كل رواية نطلع عليها تكون هي راس المال عندنا بل لابد من الرجوع إلى اهل الاختصاص المطلعون على المحكم والمتشابه وتتم محاكمة الروايات مع بعضها البعض ومع دلالة الايات ونخرج بالنتيجة
واتفاق الراي ان العاق لا يخلد بالنار وانما العقوق ذنب كبقية الذنوب نعم هناك تشديد عليه في الروايات وليس عقوق الوالدين كقتل النفس المحترمة فان القتل اعظم من العقوق ومع ذلك لا نقول ان القاتل يخلد بالنار بل يعاقب بما قدر له من العذاب ويدخل الجنة.
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته