تفسير ايه
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته استوقفتني آية( يوم نقول لجهنم. هل امتلأت وتقول هل من مزيد) يعني الله سبحانه وتعالى يدخل جميع الناس النار حتى الشيعة وفئه قليلة تدخل الجنة و أعمالنا هل تشفع لنا بالدخول للجنة لان الله سبحانه وتعالى كان خطابه شديدا هل امتلأت وكان الاستثناء فقط للمتقين وهم فئه قليلة كيف يكون حالنا نحن العاصين وجزاءكم الله خير الجزاء
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته جاء في تفسير الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج١٧، ص٤٥-٤٧: وفي آخر آية من الآيات محلّ البحث إشارة إلى جانب قصير ومثير من مشاهد يوم القيامة إذ تقول الآية: {يوم نقول لجهنّم هل امتلأت وتقول هل من مزيد} والمراد من (هل من مزيد) ما هو؟ هناك تفسيران: الأوّل: أنّه إستفهام إنكاري، أي أنّ جهنّم تقول لا مجال للزيادة، وبهذا فينسجم هذا المعنى مع الآية 13 من سورة السجدة: (لأملأنّ جهنّم من الجنّة والناس أجمعين) وهو تأكيد على أنّ تهديد الله يتحقّق في ذلك اليوم تماماً وأنّ جهنّم تمتلىء في يوم القيامة من الكفّار والمجرمين. والثّاني: إنّ هذه الجملة فيها طلب للزيادة! أي هل يوجد غير هؤلاء ليدخلوا النار، وأساساً فإنّ طبيعة كلّ شيء أن يبحث عن سنخه دائماً، فلا النار تشبع من الكفّار ولا الجنّة تشبع من المؤمنين الصالحين. إلاّ أنّ هذا السؤال سيبقى بلا جواب، وهو أنّ مفهوم هذا الطلب أنّ جهنّم ما تزال غير ممتلئة، فلا تنسجم مع الآية 13 من سورة السجدة آنفة الذكر التي تقول: (لأملأنّ جهنّم من الجنّة والناس أجمعين). ولكن ينبغي الإلتفات إلى أنّ طلب المزيد لا يدلّ على عدم الإمتلاء لأنّه: أوّلا: قد يكون إناء مليء بالطعام مثلا، إلاّ أنّ شخصاً ما يزال يتمنّى أن لو اُضيف إليه فيكون متراكماً أكثر! ثانياً: هذا الطلب يمكن أن يكون طلباً لتضييق المكان على أهل جهنّم وعقابهم الأليم أو تمنّي السعة لإستيعاب أنفار آخرين أكثر. وعلى كلّ حال، فإنّ هذه الآية تدلّ دلالة واضحة أنّ أهل جهنّم كثيرون، وأنّ صورة جهنّم مرعبة وموحشة وأنّ تهديد الله جدّي وحقّ يربك الفكر في كلّ إنسان فيهزّه ويحذّره ألاّ يكون واحداً من أهلها! وهذا التفكير يمكن أن يصيّره ورعاً ملتزماً فلا يقدم على الذنوب الكبيرة والصغيرة!. وينقدح سؤال آخر، وهو كيف تخاطب النار وهي موجود غير عاقل فتردّ وتجيب على الخطاب! ولهذا السؤال توجد إجابات ثلاث: الاُولى: إنّ هذا التعبير نوع من التشبيه وبيان لسان الحال! أي أنّ الله يسأل بلسان التكوين جهنّم وهي تجيب بلسان الحال، ونظير هذا التعبير كثير في اللغات المختلفة! الثّانية: إنّ الدار الآخرة دار حياة واقعية، فحتّى الموجودات المادية كالجنّة والنار يكون لها نوع من الإدراك والحياة والشعور، فالجنّة تشتاق إلى المؤمنين، وجهنّم تنتظر المجرمين. وكما أنّ أعضاء جسم الإنسان تنطق في ذلك اليوم وتشهد على الإنسان، فلا عجب أن تكون الجنّة والنار كذلك! بل وحسب إعتقاد بعض المفسّرين إنّ ذرّات هذا العالم جميعها لها إدراك وإحساس خاصّ، ولذلك فهي تسبّح الله وتحمده، وقد أشارت إليه بعض آيات القرآن كالآية (44) من سورة الإسراء(5). والثّالثة: إنّ المخاطبين هم خزنة النار وهم الذين يردون على هذا السؤال. وجميع هذه التفاسير يمكن قبولها، إلاّ أنّ التّفسير الأوّل أنسب كما يبدو! السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وردت روايات تشير الى عدم دخول المؤمن النار منها: أولاً: في الكافي للشيخ الكليني 2 / 385 قال: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن عبد الرحمن بن الحجاج عن زرارة قال: قلت لأبي جعفر (عليه السلام): يدخل النار مؤمن؟ قال: لا والله، قلت: فما يدخلها إلا كافر؟ قال: لا إلا من شاء الله، فلما رددت عليه مرارا قال لي: أي زرارة إني أقول: لا وأقول: إلا من شاء الله وأنت تقول: لا ولا تقول: إلا من شاء الله ثانياً: في معاني الأخبار للشيخ الصدوق ص 241 قال: حدثنا أبي - رحمه الله - قال: حدثنا سعد بن عبد الله، عن أحمد بن أبي عبد الله، عن محمد بن علي الكوفي، عن علي بن النعمان، عن عبد الله بن طلحة، عن أبي عبد الله عليه السلام قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله: لن يدخل الجنة عبد في قلبه مثقال حبة من خردل من كبر، ولا يدخل النار عبد في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان. قلت: جعلت فداك إن الرجل ليلبس الثوب أو يركب الدابة فيكاد يعرف منه الكبر. قال: ليس بذاك إنما الكبر إنكار الحق، والايمان الاقرار بالحق. ثالثاً: في روضة الواعظين للفتال النيسابوري ص 100 قال: معاشر الناس: ان عليا قسيم النار لا يدخل النار ولي له، ولا ينجوا منها عدو له. إنه قسيم الجنة لا يدخلها عدو له، ولا يزحزح عنها ولى له. وفي قبال تلك الروايات هناك روايات تشير الى دخول المؤمن النار منها: الرواية الاولى: في كتاب سليم بن قيس لسليم بن قيس الهلالي الكوفي ص 172 قال: فقلت: أصلحك الله، أيدخل النار المؤمن العارف الداعي؟ قال عليه السلام: لا. قلت: أفيدخل الجنة من لا يعرف إمامه؟ قال عليه السلام: لا، إلا أن يشاء الله. قلت: أيدخل الجنة كافر أو مشرك؟ قال: لا يدخل النار إلا كافر، إلا أن يشاء الله. قلت: أصلحك الله، فمن لقي الله مؤمنا عارفا بإمامه مطيعا له، أمن أهل الجنة هو؟ قال: نعم إذا لقي الله وهو مؤمن من الذين قال الله عز وجل: (( الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ )) (البقرة:25)، (( الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ )) (البقرة:62)، (( الَّذِينَ آمَنُوا وَلَم يَلبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلمٍ )) (الأنعام:82). قلت: فمن لقي الله منهم على الكبائر؟ قال: هو في مشيته، إن عذبه فبذنبه وإن تجاوز عنه فبرحمته. قلت: فيدخله النار وهو مؤمن؟ قال: نعم بذنبه، لأنه ليس من المؤمنين الذين عنى الله (أنه ولي المؤمنين)، لأن الذين عنى الله (أنه لهم ولي) و (أنه لا خوف عليهم ولا هم يحزنون)، هم المؤمنون (الذين يتقون الله والذين عملوا الصالحات والذين لم يلبسوا إيمانهم بظلم). الرواية الثانية: في الكافي للشيخ الكليني 2 / 285 قال: علي بن إبراهيم، عن محمد بن عيسى، عن يونس، عن عبد الله بن سنان قال: سألت أبا عبد الله (عليه السلام) عن الرجل يرتكب الكبيرة من الكبائر فيموت، هل يخرج ذلك من الاسلام وإن عذب كان عذابه كعذاب المشركين أم له مدة وانقطاع؟ فقال: من ارتكب كبيرة من الكبائر فزعم أنها حلال أخرجه ذلك من الاسلام و عذب أشد العذاب وإن كان معترفا أنه أذنب ومات عليه أخرجه من الايمان ولم يخرجه من الاسلام وكان عذابه أهون من عذاب الأول. وللجمع بين تلك الروايات تذكر وجوه منها: الوجه الاول: ان يقال ان المراد بالايمان الايمان الكامل الذي يدخل في ضمنه الاعمال ففي شرح اصول الكافي 8/100 قال: وما روى من أن المؤمن لا يدخل النار يراد به المؤمن الكامل ثم المفهوم من هذا القول أن الفرائض معتبرة في الإيمان الكامل، وأما أنها من اجزائه أو شرايطه أو هي أيضاً إيمان فلا دلالة فيه على شيء من ذلك ولكن المشهور الأول وعليه روايات منها الروايات الأولى من هذا الباب والثاني محتمل والثالث مدلول بعض الأخبار كما سيجيء في الباب الآتي من تسمية الصلاة ايماناً. وفي الكافي للشيخ الكليني 2 / 284 قال: علي بن إبراهيم، عن أبيه، عن ابن أبي عمير، عن محمد بن حكيم قال: قلت: لأبي الحسن (عليه السلام): الكبائر تخرج من الايمان؟ فقال: نعم وما دون الكبائر قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): لا يزني الزاني وهو مؤمن ولا يسرق السارق وهو مؤمن. الوجه الثاني: ان كل مؤمن يدخل الجنة والذي لا يستحق الدخول يمحص بالدنيا والبرزخ حتى يأتي طاهرا من الذنوب ففي المحاسن -لأحمد بن محمد بن خالد البرقي 1 / 172 قال: عنه، عن أبيه، عمن حدثه، عن أبي سلام النخاس، عن محمد بن مسلم قال: قال أبو عبد الله عليه السلام: والله لا يصف عبد هذا الامر فتطمه النار، قلت: ان فيهم من يفعل ويفعل، فقال: انه إذا كان ذلك ابتلى الله تبارك وتعالى أحدهم في جسده فإن كان ذلك كفارة لذنوبه وإلا ضيق الله عليه في رزقه، فإن كان كقارة لذنوبه وإلا شدد الله عليه موته حتى يأتي الله ولا ذنب له ثم يدخله الجنة. وفي المحاسن ايضا 1 / 172 قال: عنه، عن ابن محبوب، عن محمد بن القاسم، عن داود بن فرقد، عن يعقوب بن شعيب، قال: قلت لأبي عبد الله عليه السلام: رجل يعمل بكذا وكذا فلم ادع شيئا إلا قلته وهو يعرف هذا الامر، فقال: هذا يرجى له والناصب لا يرجى له، وإن كان كما تقول لم يخرج من الدنيا حتى يسلط الله عليه شيئا يكفر الله عنه به، إما فقرا وإما مرضا الوجه الثالث: ان الذي يدخل الجنة المؤمن الذي يختم له بالايمان في اخر حياته واما الذي يسلب الايمان فلا يدخل الجنة فالذي يرتكب الذنوب ويصر عليها ربما اخرجته تلك الذنوب من الايمان يقول تعالى: ثم كان عاقبة الذين اساءوا السوأى ان كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤون.