السلام عليكم ورحمة الله وبركاته...
ما معنى قوله: {وَكَانُواْ يُصرُّونَ عَلَى الحِنثِ العَظِيمِ} [الواقعة، ٤٦]، وما هو الحنث العظيم، وأشارة إلى أي قوم؟ أرجو بيان الأية بالتفصيل، جزاكم الله خيراً
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
جاء في تفسير الأمثل ج١٧ص٤٦٨:
ثمّ يشير سبحانه إلى العامل الثاني الذي كان مصدرا و سببا لعذاب أصحاب الشمال، فيقول سبحانه: وَ كانُوا يُصِرُّونَ عَلَى الْحِنْثِ الْعَظِيمِ.
«الحنث» في الأصل يعني كلّ نوع من الذنوب، و قد استعمل هذا المصطلح في كثير من الموارد بمعنى نقض العهد و مخالفة القسم، لكونه مصداقا واضحا للذنب، و بناء على هذا فإنّ خصوصية أصحاب الشمال ليس فقط في ارتكاب الذنوب و لكن في الإصرار عليها، لأنّ الذنب يمكن صدوره من أصحاب اليمين أيضا، إلّا أنّهم لا يصرّون عليه أبدا، و يستغفرون ربّهم و يعلنون التوبة إليه عند تذكّره.
و فسّر البعض «الحنث العظيم» بمعنى الشرك، لأنّه لا ذنب أعظم من الشرك.
قال تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَ يَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ .
و فسّر (الحنث) بالكذب، لأنّه أعظم الذنوب، و مفتاح المعاصي، خصوصا حينما يكون الكذب توأما لتكذيب للأنبياء عليه السّلام و المعاد.
و الظاهر أنّ هذه جميعا تعتبر مصاديق للحنث العظيم.