جابر بن عبدالله الأنصاري
السلام عليكم ورحمة الله من المعروف أن جابر بن عبد الله الأنصاري كان من الأصحاب لأهل البيت عليهم السلام ، فلماذا لم يستشهد مع الإمام الحسين عليه السلام ؟
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته إنّ جابر بن عبد الله بعدما بقي في الكوفة لمدة من الزمن ، عاد إلى المدينة كما ينص عليه المؤرخون وبقي فيها وفي هذه الأثناء حدثت واقعة كربلاء ، ولا نعرف شيئا عن الاسباب التي منعت جابر عن الخروج من المدينة مع الحسين ( وهي ليست بالضرورة العمى وفقدان البصر ) فإن الحسين عليه السلام لم يدعُ كل من كان في المدينة للخروج معه بعد موت معاوية ، وإنما خرج مع أهل بيته من المدينة المنورة متجها إلى مكة ، والذين التحقوا به من غير أهل بيته إنما التحقوا به من مكة المكرمة أو من الطريق أو ممن راسلهم في الكوفة أو البصرة. ويحتمل عدم مشاركته في واقعة الطف،كونه كبيرا في السن ،فجابر الأنصاري صحابياً جليلاً روى روايات عن النبي (صلّى الله عليه وآله) وأهل بيته (عليهم السلام)، وعاش حتى زمن الإمام الباقر (عليه السلام)، وأبلغ سلام النبي (صلّى الله عليه وآله) للإمام (عليه السلام) كما هو مشهور، وذكر بأنه أول من زار الحسين (عليه السلام)، وجاء في زيارته لقبر الإمام (عليه السلام)، أنّه خرّ على القبر مغشيا عليه، يقول غلامُه عطية العوفي: “فرششت عليه شيئا من الماء، فلما أفاق قال: يا حسين ثلاثا، ثم قال: حبيب لا يجيب حبيبه. ثم قال: وأنّى لك بالجواب وقد شحطت أوداجك على أثباجك وفرق بين بدنك ورأسك، (إلى أن قال)، والذي بعث محمدا بالحق (نبيا) لقد شاركناكم فيما دخلتم فيه. قال عطية: فقلت له: يا جابر كيف ولم نهبط واديا ولم نعل جبلا ولم نضرب بسيف، والقوم قد فرق بين رؤوسهم وأبدانهم وأوتمت أولادهم وأرملت أزواجهم؟ فقال لي: يا عطية سمعت حبيبي رسول الله (صلّى الله عليه وآله) يقول: من أحبّ قوما حشر معهم، ومن أحبّ عمل قوم أشرك في عملهم، والذي بعث محمدا بالحق نبيا إن نيتي ونية أصحابي على ما مضى عليه الحسين (عليه السلام) وأصحابه، خذني نحو أبيات كوفان. فلما صرنا في بعض الطريق قال (لي): يا عطيّة هل أوصيك وما أظنّ أنّني بعد هذه السفرة ملاقيك: أحبب محب آل محمد (عليهم السلام) ما أحبهم، وابغض مبغض آل محمد ما أبغضهم، وإن كان صواما قواما، وارفق بمحب محمد وآل محمد، فإنّه إن تزل له قدم بكثرة ذنوبه ثبتت له أخرى بمحبتهم، فإنّ محبهم يعود إلى الجنة، ومبغضهم يعود إلى النار”(31). فما ورد في الرواية يؤيد هذه الثورة المقدسة، وفي وصيته لعطيّة د دلائل على حقانية مذهب أهل البيت (عليهم السلام)، إنّ في ذلك لذكرى لمن كان له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد.