( 27 سنة ) - العراق
منذ سنتين

أحاديث وروايات

من كلام لأمير المؤمنين (الحمدلله بطن خفيات الأمور ودلت عليه إعلام الظهور وامتنع على عين البصير فلا عين من لم يره تنكره ولا قلب من أثبته ببصره سبق في العلو فلا شي أعلى منه وقرب في الدنو فلا شي أقرب منه فلا استعلاؤه باعده عن شي من خلقه ولا قربه ساواهم في المكان به)فماذا أراد عليه السلام أن يثبت من (البعد والقرب) في حال واحدة


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته في هذه الخطبة مباحث جليلة من العلم الإلهىّ و جملة من الصفات الربوبيّة: أوّلها: كونه تعالى بطن خفيّات الامور يفهم منه معنيان: أحدهما: كونه داخلا في جملة الامور الخفيّة، و لمّا كانت بواطن الامور الخفيّة أخفى من ظواهرها كان المفهوم من كونها بطنها أنّه أخفى منها عند العقول. الثاني: أن يكون المعنى أنّه نفذ علمه في بواطن خفيّات الامور أمّا المعنى الأوّل فبرهانه أنّك علمت أنّ الإدراك إمّا حسىّ أو عقلىّ، و لمّا كان البارى تعالى مقدّسا عن الجسميّة منزّها عن الوضع و الجهة استحال أن يدركه شي‏ء من الحواسّ الظاهرة و الباطنة، و لمّا كانت ذاته بريئة عن أنحاء التركيب استحال أن يكون للعقل اطّلاع عليها بالكنه فخفاؤه إذن على جميع الإدراكات ظاهر، و كونه أخفى الامور الخفيّة واضح. و أمّا الثاني: فقد سبق في خطب سابقه بيان أنّه عالم الخفيّات و السرائر. و ثانيها: كونه تعالى قد دلّت عليه أعلام الظهورو كنّى بأعلام الظهور عن آياته و آثاره في العالم الدالّة على وجوده الظاهر في كلّ صورة منها كما قال:و في كلّ شي‏ء له آية * تدلّ على أنّه واحد. بعبارة اخرى في كونه تعالى عالما بالأمور الخفيةفاعلم أن أمير المؤمنين (عليه السلام ) إنما قال بطن خفيات الأمور- و هذا القدر من الكلام يقتضي كونه تعالى عالما- يعلم الأمور الخفية الباطنة- و هذا منقسم قسمين- أحدهما أن يعلم الأمور الخفية الحاضرة- . و الثاني أن يعلم الأمور الخفية المستقبلة- . وللزيادة اكثر يراجع شرح البحراني و ابن ابي الحديد…