الغناء #
ماهو الدليل على حرمة الغناء؟
الغناء حرام فعله واستماعه والتكسّب به. ولا خلاف في أصل حرمة الغناء بين العلماء؛ لكثرة النصوص والارتكاز على ذلك. والظاهر أن الغناء هو الكلام اللهوي - شعراً كان أو نثراً - الذي يؤتى به بالألحان المتعارفة عند أهل اللهو و اللعب، ويلحق به في الحرمة قراءة القراَن الكريم والأدعية المباركة ومدائح أهل البيت (عليهم السلام) بهذه الألحان. وأما قراءة سوى ذلك من الكلام غير اللهوي - كالأناشيد الحماسية - بالألحان الغنائية ، فحرمتها تبتني على الاحتياط اللزومي. أما الأدلة على تحريم الغناء فهي : 1- قوله تعالى: (( وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا ۚ أُولَٰئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ )) (لقمان:6) . فعن الامام الصادق (عليه السلام) قال في تفسير هذه الآية : (منه الغنا) (تفسير الميزان 21/212) . وعنه (عليه السلام ) قال : (لا تدخلوا بيوتا الله معرض عن أهلها، وقال الغناء مجلس لا ينظر الله الى أهله وهو مما قال الله (( ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله )) (لقمان:6). 2- قوله تعالى: (( وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ )) (الحج:30) . فورد في (الكافي) عن الامام الصادق (عليه السلام ): (أنه يدخل فيه الغناء). راجع (تفسير مجمع البيان والصافي وتفسير الميزان) . 3- قوله تعالى: (( وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا )) (الفرقان:72). فقد روي في (الكافي) عن الامام الصادق (عليه السلام): (أن المراد هو الغناء) . (راجع تفسير الصافي وتفسير الميزان) . 4- قوله تعالى ينذر فيه أمة محمد (ص) : (( وَأَنتُمْ سَامِدُونَ )) (النجم:61) . قال عكرمة عن ابن عباس: إنه قال : هو الغناء بلغة حميَر يقال : سمّد لنا . أي غنّ لنا . (راجع تفسير الطبري 28 / 48 ، تفسير القرطبي 17 / 122 الدر المنثور 6 / 132 ، تفسير الالوسي 27 / 72) . 5- في خطاب الله لابليس (( وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُم بِصَوْتِكَ )) (الاسراء:64) . قال ابن عباس ومجاهد : (إنه الغناء والمزامير واللهو) (كما في تفسير الطبري 15 / 81 ، تفسير القرطبي 10 / 288 ، تفسير ابن كثير 3 / 49 ، تفسير الالوسي 15 / 111) . وقد ورد تحريم الاستماع والإنصات الى الغناء والموسيقى المحرمة في السنة الشريفة: ١- قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حديث شريف له: ((…يُحْشَرُ صَاحِبُ اَلْغِنَاءِ مِنْ قَبْرِهِ أَعْمَى وَأَخْرَسَ وَأَبْكَمَ، وَيُحْشَرُ اَلزَّانِي مِثْلَ ذَلِكَ، وَصَاحِبُ اَلْمِزْمَارِ مِثْلَ ذَلِكَ، وَصَاحِبُ اَلدَّفِّ مِثْلَ ذَلِكَ))، مستدرك الوسائل للميرزا النوريّ، ج ١٣، ص ٢١٩. ٢- وقال (صلى الله عليه وآله) : «مَنِ اِسْتَمَعَ إِلَى اَللَّهْوِ (الغناء والموسيقى) يُذَابُ فِي أُذُنِهِ اَلْآنُكُ (الرصاص المذاب) يومَ القيامة))، مستدرك الوسائل للميرزا النوري، ج ۱۳، ص ۲۲۱. ٣- وقال (صلى الله عليه وآله) : ((الغناءُ والموسيقى رقيةُ الزِّنا))، بحار الأنوار للعلّامة المجلسيّ، ج ٧٦، ص ٢٤٧، أي: وسيلة، أو طريق يؤدي إلى الزنى. ٤- وعنه (صلى الله عليه وآله) : (مارفع أحد صوته بغناء الاّ بعث الله تعالى إليه شيطانان يجلسان على منكبيه يضربان بأعقابهما على صدره حتى يمسك) (راجع تفسير القرطبي 14/53 ، تفسير الزمخشري 2 / 411 ، الدرّ المنثور 5 / 159) . ٥- وقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): (خمسة لا ينظر اليهم يوم القيامة، الى أن قال : والمغني) . ٦- وعنه (صلى الله عليه وآله) : كان ابليس لعنه الله أوّل من يتغنى أو تغنى . ٧- وعن صفوان بن أبي أمية قال : كنّا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) إذ جاء عمر بن قرة فقال: يا رسول الله إن الله كتب عليّ الشقوة، فلا أراني أرزق إلا من دفّي بكفي، فأذن لي في الغناء من غير فاحشة . فقال(صلى الله عليه وآله): (لا إذن لك ولا كرامة ولا نعمة، أي عدوّ الله لقد رزقك الله طيباً فاخترت ما حرّمه عليك من رزقه مكان ما أحل الله لك من حلاله، أما إنك لو قلت بعد هذه المقالة ضربتك ضرباً وجيعاً) . (راجع البحار). ٨- وروى في (الكافي) عن أبي جعفر قال: كنت عند أبي عبد الله فقال له رجل : بأبي أنت وأمي إني أدخل كنيفاً لي، ولي جيران، وعندهم جوار يغنين ويضربن بالعود، فربما أطيل الجلوس استماعاً مني لهن، فقال : لا تفعل ؛ فقال الرجل : والله ما أتيتهن إنما هو سماع أسمعه بأذني ، فقال له (عليه السلام) : أما سمعت الله يقول : (( إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَٰئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا …))[الاسراء:36] (راجع تفسير الميزان 13 / 102) . ٩- وعن الامام الصادق (عليه السلام) سأله رجل عن بيع الجواري المغنيات؟ فقال (عليه السلام) : (شراؤهن وبيعهن حرام ، وتعليمهن كفر، واستماعهن نفاق) . (وسائل الشيعة 17/124) .