( 8 سنة ) - العراق
منذ سنتين

حكمة الحياة

السلام عليكم هنالك سؤال يشغل تفكيري الى الحد الذي اصبح يؤثر على حياتي الاجتماعية والسؤال هو ماهي حكمة الحياة ولماذا نتعلم ونعمل ونتزوج ودائما نحرص على النجاح في الدراسه وفي العمل ونحرص ان تكون حياتنا الاجتماعيه ممتازة وان نحيا حياة كريمه وسعيده وكل هذا وفي النهايه نحن سنموت! هذا سؤال بدأ يأثر على حياتي ففقدت الرغبه بأنجاز ابسط الاشياء .وفي نفس الوقت اتذكر اقوال النبي عليه وعلى اله الصلاة والسلام في حث الانسان على العمل والتعليم والزواج والتكاثر ولكن لا اعرف الحكمة في ذلك والفائده والنهايه ستكون الموت..علما ان عمري ٢٤ ولكن اصبح خلل في تحديد العمر اثناء طرح السوال وشكرا جزيلا مقدما وبارك الله بكم


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم اختنا الكريمة في تطبيقكم المجيب لو كان الامر كما تفضلت لكانت النتيجة هي ما توصل اليها جنابكم الكريم الا ان الامر غير هذا الذي صورته وتولدت قناعتك عليه فلسنا ناكل ونشرب ونتعلم وووو ولا نعرف الحكمة وبالنهاية نموت فان الموت ليس هو نهاية المطاف بل الموت هو بداية الحصاد فنحن مررنا بالدنيا وكل يعمل على شاكلته في هذه الدنيا وبعد الدنيا هناك البرزخ وهناك ما هو اهم من الجميع وهو الاخرة وفيها تنكشف الحقائق وكل ما زرعه الانسان في الدنيا سيجده في الاخرة وينال جزاءه وسيرى عظيم القربات التي ينالها هناك فالانسان بطبعه يحب الكمال ويسعى الى الافضل ويبذلك كل ما بيده لاجل ان يحصل على الكمال والمقام الرفيع ونحن نعتقد ان الانسان كماله المطلق هو القرب من الله تعالى وان القرب من الله هو الفوز العظيم فنحن نجد الكثير من الناس يسعى لاجل منافع ينالها ويبذل كل ما يستطيع لاجل الحصول عليها كي تدر عليه منافع مادية او غير ذلك وذلك لانه يرى ان الكمال يكمن في هذه الاشياء ولكنه مخطئ فان الكمال الحقيقي يكمن بالقرب من الله تعالى ولذا نجد ان من عظيم ما وصف به النبي صلى الله عليه واله في القران الكريم انه نال القرب الى الله تعالى ما لم يناله احد من الانبياء ولا الملائكة اذ قال فيه تعالى في سورة النجم ((ثُمَّ دَنا فَتَدَلَّى (8) فَكانَ قابَ قَوْسَيْنِ أَوْ أَدْنى (9) فهذا الدنو المقامي فكان اقرب من قاب قوسين من الله تعالى وهذا هو الفوز الحقيقي الذي يكون قريبا من مصدر الكمال بهذا القرب فعلينا اذن في سبيل تحصيل القرب الالهي والمقام الرفيع عند الله تعالى ان نبذل كل ما يمكن في هذه الدنيا من اتيان الواجبات والامتناع عن المحرمات واتيان الصالحات كي ننال شيئا مما ناله النبي الكريم صلى الله عيه واله ومن هنا نجد القران الكريم يعد المؤمنين خيرا في قوله تعالى : ((وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) (التوبة:72) فالذين امنوا اي اعتقدوا بالعقيدة الحقة ويصفهم الله تعالى في الاية التي قبل هذه الاية بقوله تعالى : ((وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِناتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِياءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُولئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (71) ويجمع الله بين الايمان والعمل الصالح باكثر من خمسين اية في القران ويبين اجرهم وثوابهم ومقامهم ومنزلتهم عند الله تعالى يوم القيامة وان ما اعده الله تعالى لهم شيء لا يخطر على بال انسان فلا عين ورات ولا اذن سمعت بمثل ما يعده الله تعالى للمؤمنين وكل هذا وغيره من عظيم العطاء والمنزلة الالهية يوم القيامة لا يستحق ان يسعى الانسان اليه ويبذل الغالي والنفيس في سبيل تحصيله ويكفي من كل هذا ان الانسان يحظى يوم القيامة بجوار سيد الانبياء واهل بيته عليهم السلام ويكون مع مصدر النور الالهي فمن يريد هذا العطاء عليه ان يبذل وسعه ويجهد نفسه في سبيل نيل هذه الامتيازات العظيمة التي اعدها الله للمؤمنين. واخيرا اريد ان اؤكد على قضية مهمة اننا اناس نؤمن بالخالق الحكيم الذي خلق كل هذا الخلق لاجل عباده حبا واكراما لهم وان كل ما يامرنا به تعالى او ينهانا عنه انما هو لحكمة فيه وكذا ما يرغبنا نحوه من المستحبات او تركه من المكروهات وتسليمنا لله تعالى الحكيم يجعلنا على اصرار ان ناتي بكل هذه الامور ونتبع النبي الكريم صلى الله عليه واله اهل بيته عليهم السلام ونحن بكامل الاطمئنان اننا نسير نحو الافضل والاحسن لنا بل ونسعى للازدياد منه بلا ملل ولا كلل ونرى انفسنا في فوز عظيم اذ نعمل على وفق ما يحبه الله تعالى لعلمنا بانه تعالى اهل ان ناتمر بما يحبه ويريده ونمتنع عما يكرهه وهذه في الحقيقة هي نظرة اعظم من تلك النظرة السابقة فان هذه عبادة الاحرار كما قال امير المؤمنين عليه السلام في مناجاته (("إلهي ما عبدتك خوفا من عقابك ولا رغبةً في ثوابك ولكن وجدتك أهلا للعبادة فعبدتك)) وطريق التكامل فيها اعظم من تلك التي بينتها لكم فان في هذه طرق باب العظمة الالهية وان الله تعالى اهل للعبادة بلا شائبة. يقول امير المؤمنين عليه السلام في دعائه ((إلهي كفى بي عزا أن أكون لك عبدا، وكفى بي فخرا أن تكون لي ربا إلهي أنت لي كما أحب فوفقني لما تحب) فعلينا اذن دوما ان ننظر الى اعمالنا وكل ما يصدر منا انه لله تعالى لانه عظيم يستحق ان نكون معه دوما ونطلب التوفيق في كل ان وفي كل وقت كي نكون بمستوى المسؤولية ولا يصيبنا ملل ولا كلل بل نكون دوما في مقدمة العاملين بالطاعات كي نكون محل فخر لانفسنا اننا نقترب من مصدر العز والكمال وهو الله تعالى. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

1