logo-img
السیاسات و الشروط
Karrar Alfawazi ( 32 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

قول الرسول ص في حديث الثقلين

مامعنى قول رسول الله (ص) فمن تمسك بأحدهما دون الآخر لن يسعد ابدا؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ومن الحجج الدامغة التي ينص عليها حديث الثقلين، هو: اقتران اهل البيت صلوات الله عليهم بالقرآن الكريم الدستور السماوي الذي جعله الله تعالى مصدراً للتشريع الإسلامي، ولو لم يكن أهل البيت عليهم السلام حجة على البشر كالقرآن لما قرنهم النبي صلى الله عليه وآله به، وجعلهم عدله وفي عرض واحد، فعلى هذا لايسوغ الإستغناء عن العترة بحال، وكذلك لو كان الكتاب وحده يغني عن العترة في الدين لما قرنه النبي صلى الله عليه وآله بهم، ومن هنا نقول: أن الأمر بهما معاً فيه دلالة واضحة على حجيتهما، وعدم الإستغناء بأحدهما عن الآخر، ولذا أخبر أنهما عاصمان من الضلال حين التمسك بهما، وإلا لاستلزم لغوية اقترانهم بالقرآن الكريم، وقول النبي صلى الله عليه وآله في ذلك حقٌّ لا ريب فيه، قال تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى، إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) فبعد هذا البرهان الواضح، والدليل الناصع هل تسوغ مخالفة النبي صلى الله عليه وآله فيما أمر به وحكم، ويقال له: (حسبنا كتاب الله)؟! فلزوم التمسك بهما معاً لا بواحد منهما منعاً من الضلالة، لقوله صلى الله عليه وآله فيه: ما إن تمسكتم بهما لن تضلوا، ولقوله: فانظروا كيف تخلفونني فيهما، وأوضح من ذلك دلالة ما ورد في رواية الطبراني في تتمتها: (فلا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا، ولا تعلموهم فإنهم أعلم منكم). وبالطبع أن معنى التمسك بالقرآن، هو الأخذ بتعاليمه، والسير على وفقها، وهو نفسه معنى التمسك بأهل البيت عدل القرآن. ومن هذا الحديث يتضح أن التمسك بأحدهما لا يغني عن الآخر (ما إن تمسكتم بهما)، (ولا تقدموهما فتهلكوا، ولا تقصروا عنهما فتهلكوا) ولم يقل: ما إن تمسكتم بأحدهما، أو تقدمتم أحدهما! وسيأتي السّر في ذلك من أنهما معاً يشكلان وحدة يتمثل بها الإسلام على واقعه، وبكامل أحكامه ووظائفه. وايضا من أقوى الأدلة من الأحاديث في هذا الباب، حديث الثقلين المشهور المتواتر القطعي الذي اتفقت الأمة على روايته.. فإنه يدل على وجوب اتباع الأئمة من أهل البيت عليهم السلام كوجوب اتباع القرآن، وهذا يستلزم العصمة، وعلى أنهما متلازمان لا ينفك أحدهما عن الآخر، ولا يغني أحدهما عن الآخر، وعلى أن الأئمة باقون ما بقي القرآن، وعلى أنه كما لا يسقط وجوب اتباع القرآن بالإعراض عنه وعدم العمل به، فكذلك الأئمة لا تسقط إمامتهم بإعراض الناس عنهم! وعلى أنه من لم يتبعهم ضل! ولذلك قال صلى الله عليه وآله في حديث آخر متفق عليه مشهور: (من مات ولم يعرف إمام زمانه فقد مات ميتة جاهلية) وهو يدل - هو الآخر - على وجود الإمام في كلّ زمان، وعلى وجوب اتباعه ، لان السعادة تنحصر باتباع الامام و القرآن الكريم و الا لا تتحق الا عند تحقق شروطها وهو أتباعهما معا …

4