حيدر قاسم عبد الحسن ( 20 سنة ) - العراق
منذ سنتين

الجنة وعظيم نعيمها وهو اكثر مما يحتاجه الانسان

س١ ما الفرق بين درجات الجنان س٢ لماذا يوجد بعض الاعمال تعطيك اشياء بالجنة مثلاً بعض العمال تعطي قصور بالجنة او مثلاً من قال لا اله الا الله له شجرة بالجنة مع انه استطيع ان اطلبها لاني بالجنة استطيع طلب اي شي ويقدم لي س٣ ،ولماذا هذا العدد الكبير من الحواري والقصور في الجنة للفرد الواحد حسب ما سمعت انه يوجد عدد كبير مثلاً ٤٠ الف قصر للفرد وفي كل قصر ٤٠ غرفة وفي كل غرفة ٤٠ الف سجادة ( فراش فاخر) وعلى كل سجادة ٤٠ الف حورية حسناء! والفرق بينة جنة الحسين وجنة النبي سليمان (عليهم الصلاة والسلام)


بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلا بكم اخي حيدر في تطبيقكم المجيب بالتاكيد هناك اختلاف بين الجنان كل بحسب مرتبته والمراتب تحددها الاعمال التي عملها الانسانا فليس مرتبة النبي صلى الله عليه واله في الجنة هي نفس المرتبة لغير سيد الانبياء فالناس مراتب بمقدار ايمانهم وعملهم الصالح فالفرق يكون من جهة النعيم المادي والمعنوي وهذا اعظم من المادي وهو القرب الالهي ورضا الله تعالى يقول الله تعالى في كتابه الكريم : (( قُلْ أَ أُنَبِّئُكُمْ بِخَيْرٍ مِنْ ذلِكُمْ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا عِنْدَ رَبِّهِمْ جَنَّاتٌ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَأَزْواجٌ مُطَهَّرَةٌ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ وَاللهُ بَصِيرٌ بِالْعِبادِ)) (آل عمران: 15) وفي اية اخرى بنفس المضمون تقريبا ((وَعَدَ اللهُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِناتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهارُ خالِدِينَ فِيها وَمَساكِنَ طَيِّبَةً فِي جَنَّاتِ عَدْنٍ وَرِضْوانٌ مِنَ اللهِ أَكْبَرُ ذلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ)) (التوبة:72) ففي ايتين يؤكد الله تعالى على ان رضا الله اكبر من كل هذا النعيم وهذا يدل على ان النعيم الحقيقي في الاخرة يكمن في الجنة المعنوية وهذه الجنة المعنوية وهي رضا الله تعالى القرب الالهي ليست بدرجة واحدة فهناك من وصل الى قاب قوسين او ادنى وهو النبي الخاتم صلى الله عليه واله ومن بعده ياتي الخلق جميعا كل حسب درجته ومنزلته من الله تعالى . س2 اتضح من الجواب السابق ان درجات الجنة تعني اختلاف النعيم وليس كل ما يطلبه المرء يجده في الجنة في كل طبقاتها فهناك نعيم خاص لمرتبة عليا لا يناله اصحاب المرتبة الادون وهذا النعيم الذي يجنيه الانسان في الجنة انما هو نتاج عمله تلك بضاعتكم ردت اليكم فهذه الروايات التي تبين ان عمل الانسان يترجم بشكل مدد يحدد نوع النعيم الذي سيناله فمن لم يعمل العمل الذي يوصله الى المرتبة العالية لا ينال نعيم هذه المرتبة فان كل ما بناه من اعماله هو في حدود جنة خاصة ادون من العالية وهكذا في بقية الاعمال . س3 ان الانسان دوما يريد النعيم ويريد ان يزداد من هذا النعيم فلو قيل لك الان نعطيك الف قصر في ارجاء الارض وفي اجمل مناطق العالم ويمكنك ان تنتقل بين كل قصر وقصر بلمح البصر وفيه ما تشتهيه من النعم اليس نطمع بهكذا عرض ونقبله ونحن في فرح وسرور فاذن هذا شيء بحد نفسه مقبول مادام يمكن ان يستفيد من كل هذه الاشياء ويتنعم بها اي لا يكون هناك عبث ولغو في المقام فالكل يريد هكذا شيء واضيف شيئا اخيرا وردت بعض الروايات تبين ان كل هذا الذي بينته الايات والروايات هو لاجل نقل الناس الى صورة يمكن تصورها عن نعيم الجنة بحيث يحصل لهم الشوق لها وبالتالي ياتون بما يوصل الى هذا النعيم من الخيرات والعقائد الصحيحة واما واقع الحال فان النعيم الذي اعده الله تعالى للمؤمنين لا عين رات ولا اذن سمعت اي ما هو اعظم واعظم من كل هذا وهذا مثل الطفل الرضيع في بطن امه اذا اردت ان تبين له العالم خارج رحم امه فكيف يمكن لك ان تبين له حقيقة هذا العالم وهو لا يعرف شيئا عنه فاقصى ما يمكنك ان تشبه له العالم الخارجي بما يفهمه كطفل باي صورة مقربة له مع ان النعيم الذي ينتظره لا عينه راته ولا سمعته اذنه وهذا المعنى هو في حقنا فان عالم الاخرة عالم يختلف عن عالم الدنيا له قوانينه وضوابطه ونعيمه والفيزياء التي تحكمه غير ما هي تحكمنا هنا فلهم ما يشاؤون بلا مهلة فهذا يعني ان النعيم له شيء يختلف عما نحن نعيشه وهذا ما علينا ان نفهمه فان ما اعده الله تعالى لعباده شيء عظيم ليس من جهة الماديات بل هناك ما هو اعظم منها وهو جهة المعنويات والنعيم المعنوي الذي ذكرناه في الايتين الشريفتين والروايات ايضا تناولت هذا اللون من النعيم مما يعني ان الله تعالى اعد للمؤمنين نعيما عظيما يرتبط بمقامات الانسان ومنازله وقربه من الله تعالى . تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

1