الكمال،التدبر،هل يكلمنا الله في الجنة؟
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته س1/هل السير إلي الكمال مختص في عالم الدنيا فقط وإن الدرجة التي نحصل عليها هنا نجازى عليها غداً ولا نستطيع أن نصعد رتب أخرى ودرجات عند دخولنا الجنة؟؟؟ س2/عندما أتدبر في آيات القرآن لاحظت أنها أفعال مفعوله وليس كتاب مكتوب فقط فمثلاً قوله تعالى«وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ»فلو تدبرنا في انفسنا و واقعنا الخارجي لرأينا اننا حقاً خلقنا لذالك لا لغيره فهي ليست مجرد كلمات إنما افعال مفعوله...السؤال هل اعتقادي صحيح أم فيه إشكال س3/أخي الصغير سألني هل نرى الله في الجنه فأجبته بأن الله اعظم من أن نراه لأنه ليس كمثله شئ واننا ضعيفون والله قوي فضعفنا يمنعنا من رؤية الله إلي أن اقتنع ولاكن سألني هل يكلمنا الله في الجنة فقلت له نعم يكلمنا ويرحب بنا ونتكلم معه ولاكن بعدها قلت في نفسي أن الله منزهه عن الكلام والتكلم فماذا اجيب أخي الصغير ...لاكن هل يوحي لنا الله مثل ما يوحي للملائكة في الجنة أم كلا لا نتكلم معه ولا يكلمنا؟؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب س١ ورد في بعض الروايات ان البعض في البرزخ يتكاملون يتدارسون ويتعلمون ولعل هذا ليس لكل شخص بل خصوص من له حظ في الدنيا فمن سعى سعيا في الدنيا ووصل إلى درجة من الطاعات والمعارف فانه يؤهله ان يتكامل في غير هذا العالم. س٢ العبادة بمعنى المعرفة هكذا ورد في الروايات الشريفة ويكون المعنى ان الله تعالى خلق الخلق حبا بهم حتى يتكاملوا ويرتقوا ولم يخلقهم عبثا ومن هنا على الانسان ان يستثمر هذه الدنيا حتى يصل إلى مراتب كمال عالية. اما ان القران ليس كلمات وانما افعال فهذا المعنى غير دقيق فانه يوحي ان الانسان مجبور على ما ذكره القران وانه لابد ان يتحقق وليس الامر كذلك فالقران فيه تعاليم وشريعة المطلوب من الانسان ان يحققها في الخارج باختياره فالقران يقول اقم الصلاة وهناك من الناس من لا يصلي وهناك من يختار الصلاة فمن لم يصل خالف القران فلم تتحقق الصلاة من جهته واما من اتى بالصلاة فهذا قد امتثل وحقق الصلاة. فان كان قصدكم هذا فهو تام وصحيح. س٣ الله عز وجل كما هو منزه عن ان يرى لان الذي تراه العين يكون جسما ومحدودا والله تعالى ليس بجسم فهو اعظم من ان يكون محدودا بالجسمية. وكذلك الله تعالى لا يتكلم كما نحن نتكلم فالله تعالى لا يفتقر إلى شيء ونحن لانتكلم الا بالحاجة إلى آلة الكلام ولكن يتكلم معه بطرق اخرى يذكرها القران الكريم وهي : ((وَ ما كانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلاَّ وَحْياً أَوْ مِنْ وَراءِ حِجابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ ما يَشاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ))(سورة الشورى، آية 51). تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته