حسن ابو فاطمه اللامي ( 45 سنة ) - العراق
منذ سنتين

القران الكريم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته سؤالي تفسير الأيه القرانيه كل نفس ذائقة الموت هنا النفس تموت لو تذوق الموت عند خروجها من الجسد وتبقى حيه سوالي الثاني ماالفرق بين الموت والوفاة جزاكم الله خير


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته س١/ تشير هذه الآية إلى قانون " الموت " العام وإلى مصير الناس في يوم القيامة، ليكون ذلك تسلية للنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والمؤمنين، وتحذيرا - كذلك - للمعارضين العصاة. فهذه الآية تشير - أولا - إلى قانون عام يشمل جميع الأحياء في هذا الكون وتقول: كل نفس ذائقة الموت. والناس، وإن كان أكثرهم يحب أن ينسى مسألة الفناء ويتجاهل الموت، ولكن هذا الأمر حقيقة واقعة إن حاولنا تناسيها والتغافل عنها، فهي لا تنسانا، ولا تتغافل عنا. إن لهذه الحياة نهاية لا محالة، ولابد أن يأتي ذلك اليوم الذي يزور فيه الموت كل أحد، ولا يكون أمامه - حينئذ - إلا أن يفارق هذه الحياة. إن المراد من " النفس " في هذه الآية هو مجموعة الجسم والروح، وإن كانت النفس في القرآن تطلق أحيانا على خصوص " الروح " أيضا. والتعبير بالتذوق إشارة إلى الإحساس الكامل، لأن المرء قد يرى الطعام بعينيه أو يلمسه بيده، ولكن كل هذه لا يكون - والأحرى لا يحقق الإحساس الكامل بالشئ، نعم إلا أن يتذوق الطعام بحاسة الذوق فحينئذ يتحقق الإحساس الكامل، وكأن الموت - في نظام الخلقة - نوع من الغذاء للإنسان والأحياء. س٢/ جاءت الآيات القرآنية الكثيرة التي تحدثت عن الموت والوفاة ويمكن لنا من خلالها بيان بعض الفروق بينهما فالموت هو خروج روح الكائن الحي سواء كان إنساناً أو حيواناً أو نباتاً، فكل كائن حي في هذه الأرض له روح تنتزع فتخرج، ويتوقف بخروجها عنصر الحياة فيه لينتهي الأجل. أما الوفاة: فهي توقف عمل الإنسان، ويكفُّ الملائكة الحفظة عن كتابة سجله فيطوى عمله، وتغلق أبوابه التي في السماء تلك التي ينزل منها رزقه ويرفع إلى الله عمله، ومن الفروق بين الموت والوفاة أنّ الموت يقع مرة واحدة وهي بخروج الروح دون عودة، أمّا الوفاة فهي أعم من الموت فهناك الوفاة المؤقتة "الصغرى" والتي هي النوم، فإن نام الإنسان خرجت روحه من جسده إلى أجل مسمّى فإن كتب لها العودة عادت وإلأ فارقت جسدها ورحلت عنه للأبد مصداقاً لقوله تعالى: "اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنْفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ"، وخلال ذلك يكفُّ القلم عن الكتابة حتى تعود الروح فيبدأ من جديد الكتابة وهذه هي الوفاة الصغرى، أمّا الموت فيتم بخروج الروح بلا عودة وحينها يتوقّف القلم وينتهي العمل، ومنها: أنّ الموت هو للكائنات جميعها، بينما الوفاة للثقلين وحدهما من إنس وجان دون غيرهما؛ لأنها لا تقع إلا على من هو مكلف عاقل مسؤول.

2