Karrar Alfawazi ( 32 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

شرح حديث من عاشر قوم ٤٠ يوم صار منهم

مامعنى ...من عاشر الناس ٤٠ يوما صار منهم..


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ١- هذه العبارة ليست حديثا صحيحة، وقد نقل عن النبي -صلى الله عليه وآله -: «المرء مع من أحب»؛ فمن أحب قوماً فهو منهم ولو عاشرهم يوماً واحداً, ومن ليس بينه وبينهم صلة في المحبة؛ فهو لو بقي عندهم أربعين سنه ؛ فليس منهم … ٢- نذكر لكم كيفية تاثير الشخص بصديقه و عليه كيفية تأثير الشخص بالقوم و تأثره بهم فان الروابط البشريّة لها اهتمامٍ وتقديس. وقد اوصى بها الاسلام كثيرا بشأن الصداقة وانتخاب الصديق، لما للصداقة من أثرٍ عميق على حياة الإنسان. فالصديق له أثرٌ بالغ على صديقه فكرياً وعملياً وأخلاقياً، لما طُبع عليه الإنسان من سرعة التأثّر والانفعال بالقرناء والأخلّاء، ما يحفّزه على محاكاتهم والاقتباس منهم. لذا، نرى أن التّجاوب قويّ بين الأصدقاء، وصفاتهم سريعة الانتقال والعدوى فيما بينهم، وهي تارة تنشر مفاهيم الخير والصلاح، وأخرى مفاهيم الشرّ والفساد تبعاً لخصائصهم وطباعهم الكريمة أو الذميمة، وإن كانت عدوى الرذائل أسرع انتقالاً وأكثر شيوعاً من عدوى الفضائل. فالصديق الصالح رائد خيرٍ يهدي إلى الرشد والصلاح، والصديق الفاسد رائد شرٍّ، ويقود إلى الغيّ والفساد. وكم انحرف أشخاصٌ كانوا يُعدّون مثاليين فكراً وسلوكاً، ولكن ما لبثوا أن ضلّوا في متاهة الغواية والفساد لتأثّرهم بالأصدقاء والأخلّاء المنحرفين، فعن رسول الله صلى الله عليه وآله ، قال: "مِن خير حظّ المرء قرين صالح، جالسْ أهل الخير تكن منهم" لذلك كلّه، أكّد الإسلام على ضرورة إيلاء مسألة اختيار الأصدقاء الجدّية والأهمّيّة المطلوبة لكي لا تصبح الصداقة عامل ضياعٍ وانحراف، فمن الوصايا: "صادقْ أهل الخير والصلاح، وكنْ منهم" من هنا، يتحتّم على العاقل أن يتحفّظ في اختيار الأصدقاء، ويصطفي منهم من تحلّى بالخلق المرضيّ والسمعة الطيّبة والسلوك الحميد، رُوي أنّ النبيّ سليمان عليه السلام، قال: "لا تحكموا على رجل بشي‏ء حتى تنظروا إلى من يصاحب، فإنّما يُعرف الرجل بأَشكاله وأَقرانه ويُنسب إلى أَصحابه وأَخدانه"…

2