logo-img
السیاسات و الشروط
زينب ( 20 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

الجمع بين الصلاتين

لدي سؤال يخص الجمع بين الصلاتين لماذا نحن الشيعه نقوم بالجمع بين الصلاتين مثلا صلاة الضهر مع صلاة العصر والمغرب مع العشاء فأنا لدي شك في هذا الامر وتصفحت عبر الانترنت فوجدت انه لا يجوز الجمع بين الصلاتين إلا في الحرب وهناك قول في القرآن الكريم قال تعالى (فأقيموا الصلاة إنّ الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا) أنا منذ الصغر والآن عمري عشرين سنه وأنا اصلي هكذا لماذا نحن نصلي هكذا؟


إنّ الجمع بين الصلاتين لم يكن من مختصات الشيعة وحدهم، بل اشترك جميع المسلمين في القول بجواز الجمع بين الصلاتين من دون عذر ولا مطر ولا سفر، وهذه الصحاح هي دليلنا على جواز الجمع. أولاً: روى مسلم في صحيحه عن ابن عباس قال: صلّى رسول الله (صلى الله عليه وآله) الظهر والعصر جميعاً والمغرب والعشاء جميعاً في غير خوف ولا سفر. ثانياً: عن ابن عباس كذلك: إن رسول الله (صلى الله عليه وآله) صلّى بالمدينة سبعاً وثمانياً، الظهر والعصر، والمغرب والعشاء. ثالثاً: وعن عبد الله بن شقيق قال: خطبنا ابن عباس يوماً بعد العصر، حتى غربت الشمس، وبدت النجوم وجعل الناس يقولون: الصلاة الصلاة قال: فجاءه رجل من تميم لا يفتر ولا ينثني: الصلاة الصلاة قال: فقال ابن عباس: أتعلمني بالسنة لا أُمّ لك؟ ثُمَّ قال: رأيت رسول الله (صلى الله عليه وآله) جمع بين الظهر والعصر والمغرب والعشاء. قال عبد الله بن شقيق، فحاك في صدري من ذلك شيء، فأتيت أبا هريرة، فسألته فصدّق مقالته. (راجع مسند أحمد بن حنبل 1/251). رابعاً: روى مسلم عن ابن عباس قال: صلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) الظهر والعصر جميعاً بالمدينة في غير خوف ولا سفر قال أبو الزبير: فسألت سعيد بن جبير ِلمَ فعل ذلك؟ فقال: سألت ابن عباس كما سألتني، فقال: أراد أن لا يُحرج أحداً من أمته. (راجع في هذه الروايات صحيح مسلم كتاب الصلاة باب الجمع بين الصلاتين). هذه هي الصحاح وغيرها كثير حجة الإمامية في جواز الجمع بين الصلاتين. ولنا أن نتساءل الآن عن سبب عدم جمع المسلمين بين الصلاتين مع ما ورد في جواز الجمع من صحاح صريحة، فهل هناك دليل على سبب عدم الجمع يمكن أن تجده أيها الأخ العزيز؟ لا نظنك ستجد دليلاً واحداً يقول بعدم جواز الجمع، نعم، هناك اعتذارات وتوجيهات لهذه الصحاح التي ذكرناها كلها لا تقوى على إبطال قول الإمامية بجواز الجمع. والإمامية تقول بالتفريق في الصلاة، وتقول أيضاً بجواز الجمع، فلا مانع في الإتيان بكلتا الرخصتين، ولئلا يشق رسول الله (صلى الله عليه وآله) على أمته، فقد أجاز الجمع بين الصلاتين، وأنت ترى كم هو محرجٌ حقاً أن يواظب الإنسان ـ خصوصاً في هذا العصر مع تفاقم الانشغالات والالتزامات ـ كم هو محرجٌ الالتزام بالتفريق بين الصلاتين، وكثيراً ما يترك الشباب صلاتهم بسبب عدم استطاعتهم على المواظبة للتفريق بين كل صلاة. على أن إخواننا أهل السنة يجمعون بين الظهرين في عرفة وهو ما يسمونه بجمع التقديم، ويجمعون بين المغرب والعشاء في المزدلفة وهو ما يسمونه بجمع التأخير. فما المانع من أن يكون الجمع مخيراً به في كل وقت كما يفعله الإمامية، والروايات المجوّزة متواترة في كتبهم كثيرة.

4