( 26 سنة ) - العراق
منذ سنتين

ابا سلمة الخلال

يذكر في التاريخ ان ابا سلمة اراد ان يرجع الخلافة للهاشميين فعرضها على ثلاثة منهم و منهم الامام جعفر الصادق فلماذا رفض الامام هذه الفرصة و خرج لخلافة الناس و بالتالي سيمنع ابا العباس السفاح و ابو جعفر المنصور من الخلافة ، ما الغاية من ذلك ؟


لقد أدرك أبو سلمة الخلاّل ـ أحد الدعاة العباسيين النشطين في الكوفة والذي لعب دوراً متميزاً في نجاح الدعوة العباسية وتكثير أنصارها في الكوفة، وذلك لما امتاز به من لياقة وعلم ودهاء ، وثراء حيث أنفق من ماله الخاص على رجال الدعوة العباسية، وكانت له علاقة خاصة واتصالات مستمرة مع إبراهيم الإمام وأدرك بعد موت ابراهيم الإمام بأن الامور تسير على خلاف ما كان يطمح إليه أو لعلّه كان قد تغير هواه واستجد في نفسه شيء ولاحظ أنّ مستقبل الخلافة سيكون إلى أبي العباس أو المنصور وهما غير جديرين بالخلافة أو لطمعه بالسلطة ، نراه يكتب للعلويين وفي مقدمتهم الإمام الصادق (عليه السلام) بأنه يريد البيعة لهم. لكننا لا نفهم من رسالة ـ أبي سلمة ـ للإمام (عليه السلام) بأنها رسالة ندم أو اعتراض على النهج العباسي وخديعتهم للعلويين أو إدانة أساليبهم في الاستيلاء على السلطة. نعم إن الّذي نجده عند مشهور المؤرخين هو أنّ أبا سلمة الخلال أراد نقل الخلافة إلى العلويين ولم يوفق لذلك. ونجد في جواب الإمام (عليه السلام) على رسالة أبي سلمة: أن الإمام (عليه السلام) قد رفض العرض لا بسبب كون الظروف قلقة وغير مؤاتية فحسب بل كان الرفض يشمل أبا سلمة نفسه حيث قال: «مالي ولأبي سلمة وهو شيعة لغيري» . وأكد الإمام (عليه السلام) رفضه القاطع عند ما قام بحرق الرسالة التي بعثها له أبو سلمة جواباً لأبي سلمة: قال المسعودي : كاتب أبو سلمة الخلاّل ثلاثة من أعيان العلويين وهم جعفر بن محمد الصادق (عليه السلام) وعمر الأشرف بن زين العابدين ، وعبد الله المحض، وأرسل الكتب مع رجل من مواليهم يسمى محمد بن عبد الرحمن ابن أسلم مولىً لرسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم). وقال أبو سلمة للرسول: العجل العجل فلا تكونن كواقد عاد وقال له: اقصد أولا جعفر بن محمد الصادق فإن أجاب فأبطل الكتابين الآخرين وإن لم يجب فالق عبد الله المحض فإن أجاب فأبطل كتاب عمر وإن لم يجب فالق عمر . فذهب الرسول إلى جعفر بن محمد أولا ، ودفع إليه كتاب أبي سلمة فقال الإمام (عليه السلام) : « مالي ولأبي سلمة وهو شيعة لغيري؟! . فقال له الرجل: اقرأ الكتاب ، فقال لخادمه: إدن السراج مني فأدناه ، فوضع الكتاب على النار حتى احترق، فقال الرسول: ألا تجبه ؟ قال (عليه السلام): قد رأيت الجواب. عرّف صاحبك بما رأيت » .

1