عدنان ياسر ( 53 سنة ) - العراق
منذ سنتين

الرسالات السماوية

السلام عليكم نقرأ في القرآن الكريم ان الله اهلك أقواما بأشد أنواع العذاب لكفرهم أو لفسقهم وهم في تلك الحقبة عبارة عن قرى وتعدادهم قد لا يصل إلى المليون كقوم يونس عليه السلام مئة الف او يزيدون فيما نرى مليارات البشر في هذه السنين والسنين السابقة وأغلبهم لم تصل اليه الرسالة بالشكل الصحيح ولعل بعضهم في أفريقيا وامريكا لم تصل اليه رسالة سماوية اصلا فلم عذب الله اولىك وترك اخرين الا ينافي العدل


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب اخي عدنان المحترم ان كنت تقصد ان الله تعالى كيف يعذب ملايين الناس في هذه الازمان وهؤلاء لم يصل لهم رسول من الله فكيف يعذبهم في الدنيا بلا ان يرسل لهم رسولا وهذا مخالف لعدل الله تعالى؟ جوابه: ان العذاب الذي يصيب الناس في الدنيا في هذا الزمان ليس هو كالعذاب الذي اصاب القوم الذين انكروا انبيائهم فان هؤلاء قامت عليهم الحجة فاستحقوا العذاب ((وَ ما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً))(سورة الإسراء، آية 15) وهذا اصل محكم بمقتضى عدله تعالى. اما الاقوام في هذا الزمان فان قامت عليهم الحجة وانكروها وجحدوا بها واستحقوا العذاب العاجل فمن الممكن ان يكون هذا العذاب الذي اصابهم هو من هذا الانكار واما اذا لم تقم عليهم الحجة ولم يعرفوا شيئا عن اي نبي ارسل سابقا (مع انه فرض بعيد او متعذر) فهؤلاء لا يستحقون العذاب وهذا لا يعني انهم لا يعذبون فان بعض انواع العذاب هو من سوء ما يصدر من الناس فاذا كان يقتل بعضهم بعضا ظلما وعدوانا ويهتك بعضهم بعضا او لم يتوانوا عن فعل اي قبيح فهؤلاء يصيبهم العذاب من سوء اخلاقهم ولا يقال: ان هؤلاء لم يعرفوا ان هذه قبائح لانهم لم يرسل اليهم نبي يبين لهم تلك القبائح. فانه يقال: ان هذه القبائح هي قبائح بحد نفسها وكل عاقل يدرك قبحها فهؤلاء فان الظلم بحد نفسه قبيح ولا يوجد عاقل يقول ان هذا الظلم ليس من القبائح فما يدركه الانسان بفطرته لا يحتاج الى نبي يقول له انه قبيح ومن هنا يكون هؤلاء قد أنزلوا على انفسهم عذابا من اختيارهم لتلك القبائح. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

1