حسين الجمالي ( 22 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

واقعة الطف

كيف استطاع الامام الحسين عليه السلام في لليلة واحدة بناء خندق وجيشه فقط ٧٨


إنّ الإستراتيجية الدفاعية التي أعتمد عليها الإمام الحسين (عليه السلام )،لمواجهة هذه الجيوش التي زحفت لقتاله مع أهل بيته وأصحابه،قد تميزت بعدة مراحل منها دراسة أرض المعركة وصفاتها الجغرافية وبعد دراسة أرض المعركة واختيار محل النزول وتحديد ساحة المعركة حسبما توفر من صفات جغرافية فإن المرحلة الثانية من الإستراتيجية العسكرية في تهيئة خطوط الدفاع والمواجهة فقد قام الإمام الحسين عليه السلام بحفر خندق خلف المخيم الذي جمع فيه أهل بيته وأصحابه متوسطاً المخيم. أمر الإمام أصحابه ليلة العاشر من محرم بحفر خندق حول المخيم، مستعيناً أيضاً بطبيعة الأرض التي كانت على شكل روابي تتخللها الحفر من كل جانب وقد وضعوا في الحفر الحطب والقصب، وأشعلوها يوم العاشر من محرم حتى لا يستطيع العدو أن يأتيهم من الخلف.ولم يكن الخندق كبيرا حتى يحتاج إلى مجموعة كبيرة من الرجال لحفره بل كان في مساحة محدودة حيث اختار الإمام أعلى مكان في المنطقة، حيث كانت مجموعة من التلال تمتد من نقطة في الناحية الشرقية الشمالية من كربلاء، وهي باب السدرة الحالية، وتواصل التلال امتدادها نحو الشمال والغرب وحتى الجنوب الغربي مشكلة هلالاً، وفي وسط هذه التلال هناك تلة مستطيلة مستوية اختارها الإمام معسكراً له، وقال الطبري: (وكان الحسين عليه السلام أتى بقصب وحطب إلى مكان من ورائهم منخفض كأنه ساقية فحفروه في ساعة من الليل فجعلوه كالخندق ثم ألقوا فيه ذلك الحطب) وقد سعى الإمام الحسين عليه السلام في ذلك إلى حفظ مؤخرة المعسكر كي يأمن من المباغتة والالتفاف من الخلف وهو تكتيك دفاعي مهم لإجبار العدو على المواجهة حسبما أراده الإمام الحسين عليه السلام. يعد حفر الخندق الخط الدفاعي الأول إلاّ أن الإمام الحسين عليه السلام رفع من تجهيز هذا الخط الدفاعي إلى مستوى كبير بحيث يستحيل على العدو اختراق هذا الخط الدفاعي وذلك حينما جمع فيه القصب والحطب ثم أضرم النار فيه قبل البدء في المعركة مما أعطى زخماً قتالياً عالياً، فقد آمن معسكر الإمام الحسين عليه السلام من مباغتة العدو من الخلف. مما دفع شمر بن ذي الجوشن إلى الاستياء بشكل كبير حينما وجد هذا الخط الدفاعي وأنه سيضطر لا محالة إلى مواجهة معسكر الإمام الحسين عليه السلام من جهة واحدة. ولذا: يروي المؤرخون هذه المفاجأة لكسر اندفاع العدو في المواجهة، فقالوا: (وأقبلوا يجولون حول البيوت فيرون النار تضطرم في الخندق، فنادى شمر بأعلى صوته: يا حسين تعجلت بالنار قبل يوم القيامة، فقال الحسين عليه السلام: «من هذا؟ كأنه شمر بن ذي الجوشن». قيل: نعم، فقال عليه السلام: «يا ابن راعية المعزى أنت أولى بها صلياً») وهذا التعبير من الشمر لعنه الله يدل على انه تفاجىء وانزعج من هذا التكتيك الحربي.

3