( 20 سنة ) - العراق
منذ سنتين

لقمة الحرام

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته إنسان أكل لقمة الحرام ودخلت في جوفه فكيف يكفّر عن ذلك؟


وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته يجب عليك التوبة من ذلك الذنب، وهي: رجوع العبد إلى الله تعالى، وإقلاعه عن المعاصي، ولا يتحقّق ذلك إلّا بمراعاة شروط التوبة والالتزام بأركانها؛ فالتوبة ما لم تقترن بندمٍ حقيقيٍ على الفعل الذي هو حاجب بين العبد وربّه، وتصميمٍ على عدم العود إليه أصلاً، ويسعى لمحو كلّ آثاره الباطنية والخارجية، من خلال إفراغ ذمّته من أيّ حقّ متعلّق فيها، سواء الحقّ الإلهي أو حقّ الناس، فإنّ التوبة تبقى ناقصةً وغير مكتملةٍ، ولا يتوقّع منها أن تؤتي ثمارها الطيبة والمرجوّة، قال تعالى: ﴿إِلّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَبَيَّنُوا فَأُولَئِكَ أَتُوبُ عَلَيْهِمْ وَأَنَا التَّوَّابُ الرَّحِيمُ﴾.(البقرة:آية١٦٠). جاء في نهج البلاغة أنّ أمير المؤمنين (عليه السلام) قال لقائل قال بحضرته: أستغفر الله: "ثكلتك أمّك، أتدري ما الاستغفار؟ إنّ الاستغفار درجة العلّيين، وهو اسم واقع على ستّة معان: أوّلها: الندم على مضى. والثاني: العزم على ترك العود إليه أبداً. والثالث: أن تؤدّي إلى المخلوقين حقوقهم؛ حتى تلقى الله أملس ليس عليك تَبِعة. والرابع: أن تعمد إلى كلّ فريضةٍ عليك ضيعتها، فتؤدّي حقّها. والخامس: أن تعمد إلى اللحم الذي نبت على السحت، فتذيبه بالأحزان، حتى تلصق الجلد بالعظم، وينشأ بينها لحم جديد. والسادس: أن تذيق الجسم ألم الطاعة، كما أذقته حلاوة المعصية، فعند ذلك نقول: أستغفر الله".(المجلسي،بحار الأنوار:ج٦،ص٣٧). وممّا تقدّم من كلام الإمام علي (عليه السلام)، نستنتج أنّ للتوبة ركنين وأربعة شروط. 1. الركن الأول: الندم على الذنب. 2. الركن الثاني: العزم على ترك الذنب وعدم العود إليه، ورد عن أمير المؤمنين (عليه السلام): "إنّ الندم على الشرّ، يدعو إلى تركه".(الكليني،الكافي:ج٢،ص٤٢٧). وأمّا الشروط، فهي على قسمين: - شروط القبول: 1. تأدية حقوق المخلوقين بإرجاعها إلى أهلها: عن أمير المؤمنين (عليه السلام): "أيّها الناس، إنّ الذنوب ثلاثة: فذنب مغفور، وذنب غير مغفور، وذنب نرجو لصاحبه، ونخاف عليه. قيل: يا أمير المؤمنين، فبيّنها لنا، قال: نعم. أمّا الذنب المغفور، فعبد عاقبه الله على ذنبه في الدنيا، فالله أحلم وأكرم من أن يعاقب عبده مرتين. وأمّا الذنب الذي لا يُغفر، فمظالم العباد بعضهم لبعض، إنّ الله تبارك وتعالى إذا برز لخلقه أقسم قسماً على نفسه، فقال: وعزّتي وجلالي، لا يجوزني ظلم ظالم، ولو كفّ بكف، ولو مسحة بكفّ، ولو نطحة ما بين القرناء إلى الحمّاء، فيقتصّ للعباد بعضهم من بعض، حتى لا تبقى لأحدٍ على أحدٍ مظلمة، ثمّ يبعثهم للحساب. وأمّا الذنب الثالث، فذنب ستره الله على خلقه، ورزقه التوبة منه، فأصبح خائفاً من ذنبه راجياً لربّه، فنحن له كما هو لنفسه، نرجو له الرحمة، ونخاف عليه العذاب". (الكليني،الكافي:ج٢،ص٤٤٣). 2. تأدية حقوق الخالق سبحانه وتعالى: يجب على التائب تدارك ما فوّته من حقوق الله تعالى، وأن يعود فيتداركها كلّها حسب ما قرّرت الشريعة الإسلامية، فيقضي الصلاة، ويقضي الصوم، ويكفّر عمّا فاته أيضاً، إلى غير ذلك من الأمور المتعلّقة بحقوق الله تعالى. - شروط الكمال: 1. إذابة اللحم الذي نبت على الحرام (كأكل الربا). 2. إذاقة الجسم ألم الطاعة.

1