ذكروا أنّ السيّدة شاهزنان وُلدت سنة (11هـ) في المدائن، وتزوّجت بالإمام الحسين (عليه السلام) سنة (30هـ)، وتوفّيت في المدينة سنة (33هـ)، ودُفنت في المدينة في بقيع الغرقد. وقد ذكر الشيخ الصدوق قدس سرّه أنّ بنتي الملك يزدجرد كانت إحداهما عند الحسن عليه السلام والأخرى عند الحسين عليه السلام وقد ماتتا في النفاس، فقد قال: حدثنا سهل بن القاسم النوشجاني، قال: قال لي الرضا عليه السلام بخراسان: أن بيننا وبينكم نسبا، قلت: وما هو أيها الأمير؟ قال: إن عبد الله عامر بن كريز لما افتتح خراسان أصاب ابنتين ليزدجر بن شهريار ملك الأعاجم فبعث بهما إلى عثمان بن عفان فوهب واحدة للحسن والأخرى للحسين عليه السلام فماتتا عندهما نفساوين وكانت صاحبة الحسين عليه السلام نفست بعلي بن الحسين عليهما السلام. أمّا القبر الواقع شمال قرية أمين آباد، ويبعد (4كم) عن مدينة ريّ الإيرانية على منحدر سلسلة جبلية صغيرة. فيرجع تاريخ أقدم أجزاء هذا الضريح إلى القرن الخامس عشر، أي قبل فترة الدولة الصفوية بفترة قصيرة. وقد كُتب على لوحة فيه: هذه المقبرة تعود إلى شهربانو زوجة سيد الشهداء الامام حسين بن علي (ع) ووالدة الإمام الرابع علي بن الحسين السجاد (ع). وقد احتمل بعض الباحثين أنّ اسم الضريح والموقع يشير إلى موقع مقدس يسبق الإسلام، فمن الممكن أن يكون ملاذًا للإلهة أناهيتا (آناهيد) في الديانة الزرادشتية وليس مقبرة إسلامية. وعضدوا احتمالهم بوجود استخدام مفردة بانو وشهربانو لآلهة آناهيد، ووجود تشابه أسطوري فيما بين بي بي شهربانو وقصة المعبد الزرادشتي لسيدة بارس في مدينة يزد؛ فكل ذلك عندهم يومئ إلى أنّ هذا المحل من أديرة آناهيد ومن معابد الزرادشتية قبل الاسلام. ويوجد قبر آخر في الموصل ينسبونه لشهربانو أيضاً، وذكر بعضهم احتمالاً بأنّها في مسير السبي بعد عاشوراء، تُوفّيت أثناء مرور قافلة السبايا بمدينة الموصل. أو ربّما عادت إلى الريّ وتوفّيت هناك، ومهما يكن، فكلا القبرين لم تثبت نسبتهما القطعية إلى السيّدة شهربانو أو شاه زنان حسب اختلاف المؤرخين في اسم والدة الإمام زين العابدين (عليه السلام).