( 17 سنة ) - العراق
منذ سنتين

منزلة أبناء الائمة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ماذا تقولون في إسماعيل بن الإمام جعفر الصادق وابنه محمد على ما جاء برواياتنا ؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق ع فقال إسماعيل بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب الهاشمي المدني. وفي عمدة الطالب: إسماعيل بن جعفر الصادق ويكنى أبا محمد وأمه فاطمة بنت الحسين الأثرم بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ويعرف بإسماعيل الأعرج وكان أكبر ولد أبيه وأحبهم إليه كان يحبه حبا شديد وتوفي في حياة أبيه بالعريض بلفظ المصغر موضع بقرب المدينة فحمل على رقاب الرجال إلى البقيع فدفن به انتهى وفي ارشاد المفيد كان لأبي عبد الله ع عشرة أولاد منهم إسماعيل وعبد الله وأم فروة أمهم فاطمة بنت الحسين بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب. وكان إسماعيل أكبر الإخوة وكان أبو عبد الله شديد المحبة له والبر به والاشفاق عليه وكان قوم من الشيعة يظنون أنه القائم بعد أبيه والخليفة له من بعده إذ كان أكبر إخوته سنا ولميل أبيه اليه وإكرامه له فمات في حياة أبيه بالعريض وحمل على رقاب الرجال إلى أبيه بالمدينة حتى دفن بالبقيع وروي أن أبا عبد الله جزع عليه جزعا شديدا وحزن عليه حزنا عظيما وتقدم سريره بغير حذاء ولا رداء وأمر بوضع سريره على الأرض قبل دفنه مرارا كثيرة وكان يكشف عن وجهه وينظر اليه يريد بذلك تحقيق أمر وفاته عند الظانين خلافته له من بعده وإزالة الشبهة عنهم في حياته. ولما مات إسماعيل انصرف عن القول بإمامته بعد أبيه من كان يظن ذلك ويعتقده من أصحاب أبيه وأقام على حياته شرذمة لم تكن من خاصة أبيه ولا من الرواة عنه وكانوا من الأباعد والأطراف فلما مات الصادق ع انتقل فريق منهم إلى القول بامامة موسى بن جعفر الصادق بعد أبيه وافترق الباقون فريقين منهم رجعوا عن حياة إسماعيل وقالوا بامامة ابنه محمد بن إسماعيل لظنهم أن الإمامة كانت في أبيه وان الابن أحق بمقام الإمامة من الأخ وفريق ثبتوا على حياة إسماعيل وهم اليوم شذاذ لا يعرف منهم أحد يومى اليه وهذان الفريقان يسميان بالإسماعيلية والمعروف منهم الآن من يزعم أن الإمامة بعد إسماعيل في ولده وولد ولده إلى آخر الزمان انتهى وعن الفاضل الصالح وكأنه في حاشية الكافي: كان إسماعيل رجلا صالحا فظن أبو بصير وغيره من الشيعة أنه وصي أبيه بعده فلذلك قال الصادق ع بعد موته ما بدا لله في شئ كما بدا له في إسماعيل انتهى وقيل في معناه انه ما أظهر الله أمرا كما أظهره فيه حيث أماته قبله ليعلم أنه ليس بامام فالبداء اظهار بعد اخفاء لا ظهور بعد خفاء لأن ذلك محال عليه تعالى والبداء نسخ في التكوين كما أن النسخ نسخ في التشريع. وقال المفيد: إنما أراد ع ما أظهر الله فيه من دفاع القتل عنه وقد كان مخوفا عليه من ذلك مظنونا به فلطف له في دفعه عنه وقد جاء بذلك الخبر عن الصادق ع فروي عنه أنه كان القتل قد كتب على إسماعيل مرتين فسالت الله تعالى في دفعه عنه فدفعه انتهى والحاصل أنه إذا ورد في الشرع ما لا يمكن ابقاؤه على ظاهره وجب تأويله كتأويل يد الله فوق أيديهم وجاء ربك. الله يستهزئ بهم. سخر الله منهم. إن الله لا يمل حتى تملوا وأمثاله مما لا يحصى كثرة. وفي المناقب: كان الصادق ع قد نص على ابنه موسى ع وأشهد على ذلك ابنيه إسحاق وعليا وعد جماعة من أصحابه وكان ع أخبر بهذه الفتنة بعده وأظهر موت إسماعيل وغسله وتجهيزه ودفنه وشيع جنازته بلا حذاء وأمر بالحج عنه بعد وفاته، قال وروى زرارة بن أعين قال: دعا الصادق ع داود بن كثير الرقي وحمران بن أعين وأبا بصير ودخل عليه المفضل بن عمر وأتى بجماعة حتى صاروا ثلاثين رجلا فقال: يا داود أكشف عن وجه إسماعيل فكشف عن وجهه فقال: تأمله يا داود أحي هو أم ميت؟ فقال: بل هو ميت. فجعل يعرض على رجل رجل حتى أتى على آخرهم فقال ع اللهم اشهد ثم أمر بغسله وتجهيزه ثم قال: يا مفضل احسر عن وجهه فحسر عن وجهه فقال: حي هو أم ميت انظروه أجمعكم فقال بل هو يا سيدنا ميت فقال شهدتم بذلك وتحققتموه فقالوا نعم وقد تعجبوا من فعله فقال: اللهم اشهد عليهم ثم حمل إلى قبره فلما وضع في لحده قال: يا مفضل أكشف عن وجهه فكشف فقال للجماعة أنظروا أحي هو أم ميت فقالوا بل ميت يا ولي الله فقال اللهم اشهد فإنه سيرتاب المبطلون يريدون اطفاء نور الله ثم أوما إلى موسى ع وقال والله متم نوره ولو كره الكافرون ثم حثوا عليه التراب ثم أعاد علينا القول فقال: الميت المكفن المحنط المدفون في هذا اللحد من هو؟ قلنا: إسماعيل ولدك فقال: اللهم اشهد ثم أخذ بيد موسى فقال هو حق والحق معه ومنه إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها انتهى ومع كل هذا التأكيد الذي ليس عليه من مزيد فقد بقي ناس على اعتقاد إمامته ذلك لأنهم لم يكونوا من أصحاب أبيه ولا من الرواة عنه وكانوا بعيدين عنه كما ذكره المفيد في كلامه السابق فلم يشاهدوا ذلك ولم يسمعوه أو سمعوا به ولم يتحقق عندهم لغيبتهم.

1