العقيدة
مرحبا لنفرض فرضيه لا اكثر ان الشيطان سجد لادم ما الشيء الذي يحصل او ماالشيء الذي سوف يغيره الله ... سألت احد الاشخاص في مؤسسة المصطفى كاللي ان الله خلقه وهو عصاه لكن له حرية الاختيار منذ البداية فاني كلتله قصدي... ان الله من الاساس يريد هذا الشيء من الاساس يريد شيطان يعصيه أليس له حرية الاختيار وما الصله بأن الله اراد هذا الشيء منذ الاساس اراد شيطان يعصيه يعني امر ان يكون على اي حال ... ارجو التوضيح انا دخلت في تفكير ازعجني ؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب يبدو من سؤالكم ان القضية ليست قضية فرضية وانما الاشكال هو في ارادة الله تعالى فهل الله تعالى يريد من ابليس ان يعصيه حتى تسير القصة على ما هي عليه فلو لم يعص ابليس وسجد لادم فان السيناريو سيقف لان ادم سيكون في الجنة مع حواء وكل ذريتهم في نعيم ولا نعاني نحن من كل هذا الذي نحن فيه ولكن الله تعالى هو من يريد ان تسير هذه الامور كما هي عليه الان فكان ارادة الله تعالى هي الحاكمة فوق الجميع اظنك تريد ان تسال هذا السؤال وجوابا عن هذا السؤال نقول: قبل ان ابين لكم المفصل المهم في الجواب اريدك ان تركز في قضية مهمة وهي ان كل ما ذكره القران الكريم من قصص الانبياء هي جارية على نفس هذه الوتيرة ويجري هذا التساؤل فيها فما جرى مثلا مع نوح على نبينا واله وعليه السلام فاننا بامكاننا ان نقول ان الله تعالى يريد ان يكون هناك من يعصي نوحا بالتالي يكون هنا طوفان وهناك غرق حتى يستمر السيناريو الذي يريده الله تعالى وكذلك ما جرى لابراهيم ولموسى ولعيسى وللخاتم وللائمة عليهم السلام فما يريده الله تعالى يجري على الجميع لان كل ما يجري هو معلوم لله تعالى والله تعالى يريده حتى تسير الامور كما هو مخطط لها . وهذه القضية لا يمكن ان يقبلها اي شخص باي حال من الاحوال لا ما يخص ابليس ولا ما يخص جميع الاحداث بعد ابليس وذلك ان هذه القضية تخالف عدل الله تعالى وهو مقولة الاشاعة ان الله تعالى اجبر العباد على كل افعالهم وهذا باطل جملة وتفصيلا فان الله تعالى خلق العباد مخييرين لهم حرية الاختيار فيما يريدون نعم اختيار الانسان وحتى الشيطان انما هو بمشيئة الله تعالى وداخل تحت سلطان الله تعالى فهو الذي شاء ان يكونوا مختارين ومن هنا فان اخبار القران الكريم بقصة ابليس وان الله تعالى طلب منه ان يسجد ونقل لنا القران الكريم ان ابليس بمحض اختياره اختار ان لا يسجد والجميل في كل هذا انه بدا يعلل سبب عدم سجوده فلم يكتف بعدم السجود وانما بين وعلل سبب امتناعه كل هذا يبين ان ابليس هو من اختار وكان اختياره عن تفكير ووعي وان كانت حجته باطلة الا انه بالتالي كان يستند في امنتاعه الى ما يراه صائبا وهذا يؤكد ان الشيطان هو من اراد ذلك وليس هناك اي شيء من الجبر في حقه وليس هذا لاجل ارادة الله التكوينية في فعل الشيطان وان كان هذا لاجل ارادة الله وان الشيطان لا حول ولاقوة في اختياره فهذا قبيح في حق الباري تعالى اذ كيف يجبره على الفعل وفي نفس الوقت يعاقبه نعم هذا الفعل وكل التفاصيل بل كل تفاصيل الوجود هي معلومة لله تعالى الى يوم القيامة ولكن علم الله تعالى به لا يعني ان عباده مجبورون على الفعل وذلك ان الله تعالى يعلم بان هذا الفعل وهو معصية ابليس وعدم سجوده باختياره اي انه يعلم بصدوره عن اختيار ابليس وليس علمه يؤثر على اختيار ابليس ابدا وكذا في كل افعال العباد فانه يعلم بانها تصدر منهم باختيارهم وليس بنحو الجبر والالجاء عليهم فالله تعالى لا يريد من ابليس ان يعصيه لا على مستوى الارادة التشريعية ولا على مستوى الارادة التكوينية وما يريده الله تعالى هو ان يطيع ابليس اوامره ويمتثلها ولكنه كان يعلم بان ابليس بنفسه الخبيثة سيختار المعصية وهذا المقدار لا يعني الجبر في ابليس. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته