حسين عبد الزهرة نعمة ( 40 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

معنى من أين وفي أين والى اين

توضيح عبارة من أين وفي أين والى اين


بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب هذه العبارات تنسب إلى امير المؤمنين (عليه السلام) وهي تلخص الكثير من المعاني العميقة وتتجرم ما يجول في في نفوس الكثيرين من الاسئلة اذ الاول (من أين) اي اصل خلقة الانسان ماهو المبدأ الذي جاء منه هذا الخلق العظيم وهي تثبت اصل من اصول الدين وهو التوحيد وورد عن امير المؤمنين (عليه السلام) : (اول الدين معرفته) اي معرفة الله تعالى فاول ما ينطلق منه الانسان هو من اين اتينا وماهو مصدر خلقنا واي عظيم اوجد الانسان وقد ورد في الرواية (اللهم عرفني نفسك، فإنك إن لم تعرفني نفسك لم أعرف نبيك، اللهم عرفني رسولك فإنك إن لم تعرفني رسولك لم أعرف حجتك اللهم عرفني حجتك فإنك إن لم تعرفني حجتك ضللت عن ديني) فنجد ان الامن من الضلال يبدأ من معرفة الله تعالى ويمر في معرفة النبي (صلى الله عليه واله) والحجة ومن هنا يكون الجواب على السؤال الثاني (وفي أين) فان وجودنا في هذا العالم في اي شيء وجودنا وما الحكمة من وجودنا في هذا العالم. وهنا يعرف الانسان انه في هذا العالم كي يرتقي وينال المقامات المعنوية والقرب من الكمال اللامتناهي ونحتاج من ياخذ بايدينا إلى الوصول ومن هنا فـ ((لَقَدْ كانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كانَ يَرْجُوا اللَّهَ وَ الْيَوْمَ الْآخِرَ وَ ذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً))(سورة الأحزاب، آية 21) ومن بعده اهل بيته (عليهم السلام) وقد ورد حديث الثقلين متواترا (إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا كتاب الله وعترتي أهل بيتي) فالامان من الضلال في هذه الدنيا رهن العترة الطاهرة والقران الكريم فمن اراد ان يرتقي ولا ينحدر فعليه بالثقلين. فاذا كان قدر المسؤلية وخاض غمار الدنيا ونال المكارم فيها ياتي السؤال الثالث كي تكتمل حلقة الرقي ونيل المكرمات وتنكشف له عيانا جهارا وهو (إلى أين) وما هو مصيرنا فهل يعقل كل هذه العظمة في المبدأ وكل هذا الرقي والارتقاء مع النبي والعترة في الدنيا لا غاية له ولا عظمة في المقصد فجاء الانبياء والكتب السماوية توضح قضية غيبية تحكي عن عالم عظيم هو جزاء كل مساعي الانبياء في هداية الناس ومقدار ما خاضه الناس في طاعة وعبادة وارتقاء من المؤمنين فينالون نتاج اعمالهم وثمرات زرعهم ومقدار ما ارتكبه الضالون والظالمون في ظلامات الناس وانفسهم فيجدون ما عملوا حاضرا ولايظلم ربك احدا وهذا هو المستقر اما نعيم واما عذاب وسقر فالذي هناك هو ثمار ما زرعناه هنا ((وَ أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلاَّ ما سَعى‏ وَ أَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى‏ ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى‏ وَ أَنَّ إِلى‏ رَبِّكَ الْمُنْتَهى‏))(سورة النجم، من آية ٣٩، إلى آية ٤٣) هذا كله عند مليك مقتدر فمنه بدأنا واليه انتهينا فـ((…إِنَّا لِلَّهِ وَ إِنَّا إِلَيْهِ راجِعُونَ))(سورة البقرة، آية 156) ، ومابين المبدأ والمعاد نرتع في نعمه وفضله وكرمه ولطفه اخذ بايدينا هاديا لنا بانبياء وائمة وعقل يغيث الانسان في كل محنه. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

13