السلام عليكم
هل الله محدود القدرة؟ فمثلا هل يستطيع الله ان يخلق صخرة كبيرة بحيث لا يمكنه حملها؟
ان قلنا نعم يستطيع ان يخلق صخره لا يمكنه حملها فهذا يناقض قوة الله
وان قلنا لا يستطيع خلق صخره لا يمكنه حملها فهذا يناقض قدرة الله
وان قلنا هذا السؤال غير منطقي فهذا يعني ان الله محدود بالمنطق ولا يمكنه فعل شيء خارج المنطق وهذا ايضا يناقض مواصفات الله. وشكرا.
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في تطبيقكم المجيب
لابد اولا ان نعرف ان الله تعالى لا يوصف بالعجز فهو على كل شيء قدير فهو تعالى بحد نفسه لا محدودية لقدرته وما هذا الكون العجيب في كل ما فيه الا ادل دليل على قدرة الله التي لا حد لها
وهذه القدرة الالهية انما تتعلق بامور لها تحقق ووجود لا ان تكون هي مستحيلة بنفسها فمثلا الشيء اما ان يكون ابيض او لا ابيض لا يمكن ان يوجد شيء هو ابيض ولا ابيض في نفس الوقت فان هذا ليس عجزا في القدرة وانما هو قصور في نفس ما نريده فما نريده هو بحد نفسه لا يقبل الوجود ولتقريب المثال كما لو اتيت باقوى رجال العالم في الرمي وطلبنا منه ان يرمي ورقة صغيرة او ريشة صغيرة فانه مهما يبذل من قوة كبيرة فلن يقدر ان يوصلها لاكثر من متر او متر ونصف فهذا الخلل ليس في قوة بطل العالم وانما الخلل في نفس الشيء الذي تريده هو لا يتحمل ولا يقبل ان يكون بابعد من ذلك
اذا اتضح كل هذا مقول
ان اي شيء مخلوق لا يمكن ان يكون اعظم من الخالق فالله تعالى اعظم واعظم من مخلوقاته
وما يطلبه جنابكم الكريم يلزم منه هذا اللازم الفاسد فانك تفترض اذا لم يقدر على حملها كان المخلوق اعظم من الخالق وهذا بحد نفسه فاسد لا ان الله تعالى عاجز فمجرد ان يخلقها الله فهو القادر على فنائها من عالم الوجود لا انه يعجز عن حملها هذا من جهة
ومن جهة اخرى فان الله عز وجل ليس وجودا ماديا بل وجود مجرد عن المادة ومحيط ومهيمن على كل عالم الوجود والصخرة وجود مادي ولا يمكن للمادة ان تكون فوق الوجود المجرد فهذا الفرض بحد نفسه باطل لا ان الله عاجز.
ثم تعقيبا على قضية المنطق والله محكوم بالمنطق
ان الله تعالى لا يتعامل في ادارة المنظومة الكونية بالخرافات بل بالحسابات المنطقية والعلمية الدقيقة وهذا النظام الذي وقف امامه جميع اصحاب العقول في حيرة من دقة وعظمة النظام الكوني بكل تفاصيله وابى الله تعالى ان تجري الاشياء الا باسبابها لا ان الاسباب تحكم الباري بل هو من سبب الاسباب وجعلها تسير في ضمن منظومة دقيقة وكل عالم الوجود بقبضته تعالى وانما امره اذا اراد شيئا ان يقول لك كن فيكون.
امر اخير
فلنحاول ان نبحث عن العظمة الالهية في مخلوقات الله تعالى نبحث عن عظمة الكون الذي حارت فيه العقول ولم تهتد إلى قرار هذا الكون إلى الان لا نعرف اين نهاية الكون إلى الان لانعرف ماهذه الثقوب السوداء وماذا في الكواكب والمجرات من مخلوقات نحن نقف عاجزين اما عظمة خلق الله تعالى فلابد من البحث والتعلم في هذه الامور كي نعرف عظمة المخلوقات وبالتالي نعرف عظمة الخالق هذا احرى بنا ان نتعب اذهاننا وتفكيرنا فيه.
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته