مناسبات العاشر من محرم الحرام
وهل صحيح استوت سفينه نوح عليه السلام على الجودي وفلق الله البحر لموسى عليه السلام حسب كتاب الكافي...افيدونا يرحمكم الله
السلام عليكم ورحمة الله و بركاته الاحاديث التي ذكرت في فضل صوم يوم عاشوراء هي احاديث موضعه او يناقش دلالتها و نذكر لكم موقف المخالفين منها و ايضا اهل البيت عليهم السلام: من علماء المخالفين ابن الجوزي يبين سبب هذه الروايات: 1 - قال ابن الجوزي : تمذهب قوم من الجهال بمذهب اهل السنة فقصدوا غيظ الرافضة فوضعوا احاديث فى فضل عاشوراء ... . 2 - و قال ابن الجوزي : ... فمن الاحاديث التى و ضعوا : ... عن الاعرج ، عن ابى هريرة قال : قال رسول الله ان الله عز و جل افترض على بنى اسرائيل صوم يوم في السنة يوم عاشورا ء ، و هو اليوم العاشر من المحرم فصوموه و وسعوا على اهليكم ، فانه من وسع على اهله من ماله يوم عاشورا وسع عليه سائر سنته، فصوموه فانه اليوم الذى تاب الله فيه على آدم ، و هو اليوم الذى رفع الله فيه ادريس مكاناً علياً ، و هو اليوم الذي نجى فيه ابراهيم من النار ، و هو اليوم الذي اخرج فيه نوحاً من السفينة ، و هو اليوم الذي انزل الله فيه التوراة على موسى و فدى الله اسماعيل من الذبح ، و هو اليوم الذي اخرج الله يوسف من السجن ، و هو اليوم الذي ردَّ الله على يعقوب بصره ، و هو اليوم الذي كشف الله فيه عن ايوب البلاء ، و هو اليوم الذي اخرج الله فيه يونس من بطن الحوت ، و هو اليوم الذي فلق الله فيه البحر لبني اسرائيل ، و هو اليوم الذي غفر الله لمحمد ذنبه ما تقدم و ما تأخر ، و في هذا اليوم عبر موسى البحر ، و في هذا اليوم انزل الله تعالى التوبة على قوم يونس فمن صام هذا اليوم كانت له كفارة اربعين سنة . و اول يوم خلق الله من الدنيا يوم عاشورا ... و اول مطر نزل من السماء يوم عاشورا ، و اول رحمة نزلت يوم عاشورا ، فمن صام يوم عاشورا فكانما صام الدهر كله ، و هو صوم الانبياء ... و من احيا ليلة عاشورا فكانما عبد الله تعالى مثل عبادة اهل السموات السبع ، و من صلى اربع ركعات يقرا في كل ركعة الحمد مرة و خمس مرات قل هو الله احد غفر الله خمسين عاماً ماض ، و خمسين عاماً مستقبل ، و بنى له في الملا الاعلى الف الف منبر من نور ، و من سقى شربة من ماء فكانما لم يعص الله طرفة عين ، و من اشبع اهل بيت مساكين يوم عاشورا مرّ على الصراط كالبرق الخاطف ، و من تصدق بصدقة يوم عاشورا فكانما لم يرد سائلا قط ، و من اغتسل يوم عاشورا لم يمرض مرضاً الا مرض الموت ، و من اكتحل يوم عاشورا لم ترمد عينه تلك السنة كلها ، و من اَمرَّ يده على راس يتيم فكانما برَّ يتامى و لد آدم كلهم قال ابن الجوزى : هذا حديث لا يشك عاقل في وضعه و لقد ابدع من وضعه و كشف القناع و لم يستحيى و اتى فيه المستحيل و هو قوله : و اول يوم خلق الله يوم عاشورا و هذا تغفيل من واضعه لانه انما يسمى يوم عاشورا اذا سبقه تسعة . 3 - من يراجع التاريخ يجد أن يوم عاشوراء كان بمثابة وصمة عار على جبين كل أموي على مرِّ العصور ، و كان بنو أمية يشعرون بالذل و الحقارة و المهانة في كل يوم عاشوراء حتى أصحبت حالتهم هذه مثلاً معروفاً ، فكان يقال : أذل من اموي بالكوفة يوم عاشورا " واما روايات أئمة أهل البيت من صوم يوم عاشوراء و الموقف منه هو تصدي أهل البيت ( عليهم السلام ) لهذه المؤامرة بإحيائهم يوم عاشوراء كيوم حزن و مصيبة و عزاء و بينوا للناس ما أصاب سبط رسول الله ( صلى الله عليه و آله ) و البيت النبوي و العلوي من الخسارة و الظلم و القتل و التشريد و الأذى ، و إليك بعضاً من أحاديثهم : 1 - رَوى الْحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ الْهَاشِمِيُّ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُوسَى ، عَنْ يَعْقُوبَ بْنِ يَزِيدَ ، عَنِ الْحَسَنِ بْنِ عَلِيٍّ الْوَشَّاءِ ، قَالَ حَدَّثَنِي نَجَبَةُ بْنُ الْحَارِثِ الْعَطَّارُ ، قَالَ سَأَلْتُ أَبَا جَعْفَرٍ ( عليه السلام ) عَنْ صَوْمِ يَوْمِ عَاشُورَاءَ ؟ فَقَالَ : " صَوْمٌ مَتْرُوكٌ بِنُزُولِ شَهْرِ رَمَضَانَ ، وَ الْمَتْرُوكُ بِدْعَةٌ " . قَالَ نَجَبَةُ : فَسَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) 5 مِنْ بَعْدِ أَبِيهِ ( عليه السلام ) عَنْ ذَلِكَ ، فَأَجَابَنِي بِمِثْلِ جَوَابِ أَبِيهِ . ثُمَّ قَالَ : " أَمَا إِنَّهُ صَوْمُ يَوْمٍ مَا نَزَلَ بِهِ كِتَابٌ وَ لَا جَرَتْ بِهِ سُنَّةٌ إِلَّا سُنَّةُ آلِ زِيَادٍ بِقَتْلِ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيٍّ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِمَا " 2 - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عِيسَى بْنِ عُبَيْدٍ ، قَالَ حَدَّثَنِي جَعْفَرُ بْنُ عِيسَى أَخُوهُ ، قَالَ سَأَلْتُ الرِّضَا ( عليه السلام ) عَنْ صَوْمِ عَاشُورَاءَ وَ مَا يَقُولُ النَّاسُ فِيهِ ؟ فَقَالَ : " عَنْ صَوْمِ ابْنِ مَرْجَانَةَ تَسْأَلُنِي ؟! ذَلِكَ يَوْمٌ صَامَهُ الْأَدْعِيَاءُ مِنْ آلِ زِيَادٍ لِقَتْلِ الْحُسَيْنِ ( عليه السلام ) ، وَ هُوَ يَوْمٌ يَتَشَأَّمُ بِهِ آلُ مُحَمَّدٍ ( صلى الله عليه وآله ) ، وَ يَتَشَأَّمُ بِهِ أَهْلُ الْإِسْلَامِ ، وَ الْيَوْمُ الَّذِي يَتَشَأَّمُ بِهِ أَهْلُ الْإِسْلَامِ لَا يُصَامُ وَ لَا يُتَبَرَّكُ بِهِ ، وَ يَوْمُ الْإِثْنَيْنِ يَوْمُ نَحْسٌ قَبَضَ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِيهِ نَبِيَّهُ ، وَ مَا أُصِيبَ آلُ مُحَمَّدٍ إِلَّا فِي يَوْمِ الْإِثْنَيْنِ فَتَشَأَّمْنَا بِهِ وَ تَبَرَّكَ بِهِ عَدُوُّنَا ، وَ يَوْمُ عَاشُورَاءَ قُتِلَ الْحُسَيْنُ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ تَبَرَّكَ بِهِ ابْنُ مَرْجَانَةَ ، وَ تَشَأَّمَ بِهِ آلُ مُحَمَّدٍ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِمْ ، فَمَنْ صَامَهُمَا أَوْ تَبَرَّكَ بِهِمَا لَقِيَ اللَّهَ تَبَارَكَ وَ تَعَالَى مَمْسُوخَ الْقَلْبِ وَ كَانَ حَشْرُهُ مَعَ الَّذِينَ سَنُّوا صَوْمَهُمَا وَ التَّبَرُّكَ بِهِمَا " . 3 - عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ الْحُسَيْنِ ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ سِنَانٍ ، عَنْ أَبَانٍ ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ ، قَالَ سَأَلْتُ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ ( عليه السلام ) 5 عَنْ صَوْمِ تَاسُوعَاءَ وَ عَاشُورَاءَ مِنْ شَهْرِ الْمُحَرَّمِ ؟ فَقَالَ : " تَاسُوعَاءُ يَوْمٌ حُوصِرَ فِيهِ الْحُسَيْنُ ( عليه السلام ) وَ أَصْحَابُهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ بِكَرْبَلَاءَ ، وَ اجْتَمَعَ عَلَيْهِ خَيْلُ أَهْلِ الشَّامِ وَ أَنَاخُوا عَلَيْهِ ، وَ فَرِحَ ابْنُ مَرْجَانَةَ وَ عُمَرُ بْنُ سَعْدٍ بِتَوَافُرِ الْخَيْلِ وَ كَثْرَتِهَا ، وَ اسْتَضْعَفُوا فِيهِ الْحُسَيْنَ صَلَوَاتُ اللَّهِ عَلَيْهِ وَ أَصْحَابَهُ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ ، وَ أَيْقَنُوا أَنْ لَا يَأْتِيَ الْحُسَيْنَ ( عليه السلام ) نَاصِرٌ وَ لَا يُمِدَّهُ أَهْلُ الْعِرَاقِ ، بِأَبِي الْمُسْتَضْعَفُ الْغَرِيبُ . ثُمَّ قَالَ : " وَ أَمَّا يَوْمُ عَاشُورَاءَ فَيَوْمٌ أُصِيبَ فِيهِ الْحُسَيْنُ ( عليه السلام ) صَرِيعاً بَيْنَ أَصْحَابِهِ وَ أَصْحَابُهُ صَرْعَى حَوْلَهُ عُرَاةً أَ ، فَصَوْمٌ يَكُونُ فِي ذَلِكَ الْيَوْمِ كَلَّا ! وَ رَبِّ الْبَيْتِ الْحَرَامِ مَا هُوَ يَوْمَ صَوْمٍ ، وَ مَا هُوَ إِلَّا يَوْمُ حُزْنٍ وَ مُصِيبَةٍ دَخَلَتْ عَلَى أَهْلِ السَّمَاءِ وَ أَهْلِ الْأَرْضِ وَ جَمِيعِ الْمُؤْمِنِينَ ، وَ يَوْمُ فَرَحٍ وَ سُرُورٍ لِابْنِ مَرْجَانَةَ وَ آلِ زِيَادٍ وَ أَهْلِ الشَّامِ غَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَ عَلَى ذُرِّيَّاتِهِمْ ، وَ ذَلِكَ يَوْمٌ بَكَتْ عَلَيْهِ جَمِيعُ بِقَاعِ الْأَرْضِ خَلَا بُقْعَةِ الشَّامِ ، فَمَنْ صَامَهُ أَوْ تَبَرَّكَ بِهِ حَشَرَهُ اللَّهُ مَعَ آلِ زِيَادٍ مَمْسُوخُ الْقَلْبِ مَسْخُوطٌ عَلَيْهِ ، وَ مَنِ ادَّخَرَ إِلَى مَنْزِلِهِ ذَخِيرَةً أَعْقَبَهُ اللَّهُ تَعَالَى نِفَاقاً فِي قَلْبِهِ إِلَى يَوْمِ يَلْقَاهُ وَ انْتَزَعَ الْبَرَكَةَ عَنْهُ وَ عَنْ أَهْلِ بَيْتِهِ وَ وُلْدِهِ وَ شَارَكَهُ الشَّيْطَانُ فِي جَمِيعِ ذَلِكَ " . و لقد أجاد البحث و التحقيق في هذا الموضوع العلامة الشيخ نجم الدين الطبسي في كتابه المُسمى : صوم عاشوراء بين السنة النبوية و البدعة الاموية ، و لمن أراد المزيد من المعلومات مراجعة الكتاب . و في الختام نقول : ﴿ يُرِيدُونَ أَن يُطْفِؤُواْ نُورَ اللّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللّهُ إِلاَّ أَن يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ ﴾