لم اجد الجواب كما قلتم لي اريد حل للخوف وليس اسباب الخوف ان كان هناك دعاء او اي شيء اخر :سلام عليكم اعاني من وسواس الخوف من الموت بعد قراءة كتاب عن الاخرة لدرجة اني اخاف النوم واخاف من الليل وعند الخروج واتوقع فقط الاشياء السيئة
وعندما احاول محاربة الفكرة لا اجيد لانها واقعية فقلت في نفسي ليت ان الله غير موجود استغفر الله قلت شيئا اخر لكن هذا اقرب شي هل علي اثم لاني قلت هذا علما اني اتعذب من هذا الموضوع والخوف لدرجة اني اعاني منذ 4 سنوات وانا احاول واقرء الادعية لكن لاجدوى هل يحاسبني الله على ماقلت في نفسي وكيف يذهب الخوف
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في تطبيقكم المجيب
الخوف بحد نفسه شيء ايجابي فان الامتناع عن المحرمات في التشريع من جهة والمضرات في حياتنا المادية من جهة اخرى احد اهم عوامله هو الخوف
ولكن الخوف المفرط بحيث يشعر الانسان مقيدا إلى حد الاختناق فهذا شيء سلبي وغير صحي وهذا الخوف المفرط نحاول ان نعالجه بما يمكن
اول ما نبحث عنه في هذا الخوف هل هو خوف حقيقي ام انه خوف وهمي اختلقته النفس؟
الاحداث والمواقف التي يمر بها الانسان لها جانب ايجابي ولها جانب سلبي عند الانسان وبعضها يكون الايجابي اكثر فيها وبعضها يكون الايجابي اقل فيها
وهذه النسب في زيادة الايجابي او انخفاضه حتى إلى درجة العدم في بعضها مرة تكون حقيقية واخرى تخيلية والكلام في القسم الثاني فالخوف المفرط من شيء او الخوف من المجهول او من الموت مثلا قد يكون ناتج من اسباب حقيقية واخرى مجرد اوهام تكبر في نفس الانسان فنجد بعض الاطفال يخاف من الظلام لأنه يتوهم ان شيئا سوف ياتيه من وراء الباب ويعيش هذا الوهم حتى يراه حقيقة او بعضهم يخاف من الموت لأنه سمع ان الميت يعذب عذابا شديدا فعاش حالة ان معذب لا محالة ويكبر في خياله هذا الجانب في تصور كل انواع العذاب بابشع صوره حتى بات عنده الموت لا يعني غير العذاب الشديد له بالتالي يعيش هذا الوهم بأنه الحقيقة التي لا تقبل التشكيك من هنا يجد نفسه اسير الاوهام التي خلقها وغذاها بشكل مفرط في الجانب السلبي وعاش هذا الجانب وكانه كل الحقيقة وعندها سيد نفسه مختنقا كلما تذكر الموت وكأن غصة في حلقه لا يستطيع ان يتجاوزها.
اذا اتضح كيف وصلنا إلى حالة الخوف والذعر الوهمي فلابد اذن لأجل علاجه ان نغير هذا الوهم السلبي إلى الايجابي لا اقول نخلق اوهام ايجابية كاذبة ولا اقول ان الموت لا نخاف منه ولكن لابد ان ننظر الواقعه وحقيقته بمقدار نخلق توازنا بين ايجابيته الواقعية ومقدار السلبية والخوف وهنا يكمن الحل في علاج الخوف الوهمي المفرط فالعلاج يمر بمراحل:
المرحلة الاولى: مواجهة الخوف:
الابد ان نجلس مع انفسنا ونواجه هذا الخوف الوهمي المفرط ونخلق شعورا دائميا ان هذا الخوف من الموت لا واقع له وانما هو شيء وهمي خلقته انا من اللاشيء حتى توغل في اعماق نفسي إلى اللاشعور فعليك ان تغذي اللاشعور بان هذا الخوف هو اوهام وقولي دوما مع نفسك انا لا اخاف ، هذا الخوف وهم لا حقيقة له كرري هذا دائما
المرحلة الثانية: تعزيز المواجهة:
بعد ان بدأنا نواجه خوفنا المفرط لابد ان نرفع الجانب الايجابي حتى نصل إلى حالة التوازن وهذا يعتمد عليك في تحليل سبب خوفك ومن اين نشأ هل نشأ من وجود العذاب بعد الموت ام نشأ من مفارقة الاحبة ام نشأ من حصول الغربة بعد الموت او ماذا هو الذي يخيفك
وهنا لابد تبدأي بعلاج هذا السبب
فان كان الخوف من العذاب فالعذاب وان كان موجودا بعد الموت لكن العذاب للظالمين للمفسدين لمن سلبوا حقوق الناس لمن تجاوزوا على الله تعالى في حياتهم فهذا العذاب للكافرين وللمشركين وللظالمين وكل هؤلا انت لست منهم وقد وردت روايات كثيرة في بيان حال المؤمن عند الموت وبعد الموت وكيف انه في نعيم بحيث يقول عجلوني عجلوني عندما يرى النعيم الذ اعده الله تعالى له
وان كان الخوف من مفارقة الاجبة والغربة فان الموت ليس كذلك لاننا ناتي ونزور الاهل ونلتقي في ذاك العالم بمن فارقنا من الاحبة وورد في الروايات الشريفة عن امير المؤمنين عليه السلام عندما زار وادي السلام انه لو كشف عنا الغطاء لرايناهم (اي الاموات) مجتمعين حلقات يتحدثون ويتعلمون في النعيم
فهذه المرحلة هي تعزيز الجانب الايجابي في الموت وهنا اوصيك ان تقرأي ما اعد من النعيم للمؤمنين وهم شيعة امير المؤمنين وانت في وكبهم ان شاء الله تعالى.
المرحلة الثالثة: مرحلة تناسي الخوف المفرط
بعد ان واجهنا هذا الخوف وعززنا هذه المواجهة بالامور الايجابية هنا لابد ان نتناسى هذا الخوف المفرط وذلك يكون باشغال النفس بامور نافعة تشغلنا عن التعمق في التفكير بمخاوفنا كالاستماع إلى القران الكريم او الالمواليد ايام الفرح او اللطميات ايام الحزن والانشغال ببعض الاعمال المنزلية كالطبخ او الخياطة او ممارسة بعض الهوايات كالرسم او الرياضة او القراءة كقراءة سيرة اهل البيت (عليهم السلام) او قصص الانبياء او قصص العلماء او كتب علمية متخصصة حسب اختصاصك او رغبتك فهذه الامور ستوجد شخصية نشيطة بعيدة عن التركيز بالاوهام بل تتعلق بامور واقعية نافعة في بناء الذات بشكل ايجابي ونافع.
هذه المراحل كلها في جانب والتوكل على الله تعالى وطلب الرحمة منه والتوسل باهل البيت (عليهم السلام) لا سيما باممانا الحاضر الغائب الحجة ابن الحسن المهدي عجل الله فرجه الشريف وطلب الدعاء من المؤمنين والصدقة لدفع السوء عنك كل هذه الامور المعنوية لها التاثير البالغ في استقرار النفس وعدم جموحها عن التوازن.
حفظكم الله اختنا الكريمة وندعو لكم بان تكوني في اعلى مستويات الاستقرار النفسي وان تنالي كل خير في الدنيا والاخرة.
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته