حسين الدريعي ( 27 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

موقف عبد الله ابن عمر ابن الخطاب مع الامام الحسين ع

هل كان عبد الله بن عمر يحرض الناس في الاسواق والأزقة بعدم التحاقهم بالحسين ع؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته الكلام في نقاط: ١- وأول ما يلفت انتباهنا هو عداؤه الشديد وبغضه لسيد العترة أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ، وصل به إلى حد الوقيعة فيه واعتباره من سوقة الناس . وقد روج أحاديث مكذوبة مفادها أنهم كانوا يفاضلون على عهد النبي صلى الله عليه وآله وعلى مسمع منه بأن أفضل الناس أبو بكر ثم عمر ثم عثمان ثم الناس بعد ذلك سواء ، فسمع ذلك النبي ولا ينكره وهو كما ترى كذب مفضوح يضحك منه العقلاء وقد بحثنا عن حياة عبد الله بن عمر في حياة النبي صلى الله عليه وآله فوجدناه صغيراً لم يبلغ الحلم ولم يكن له مع أهل الحل والعقد شأن يذكر ولا رأي يسمع ، وقد استشهد رسول الله صلى الله عليه وآله وعبد الله بن عمر في التاسعة عشر من عمره على أحسن التقادير . فكيف يقول والحال هذه : كنا نفاضل في عهد النبي ؟ اللهم إلا إذا كان ذلك حديث الصبيان فيما بينهم من أولاد أبي بكر وعثمان وإخوته هو ، ومع ذلك فلا يصح أن يقال كان النبي صلى الله عليه وآله يسمع ذلك فلا ينكره ! فدل ذلك على كذب الحديث وسوء النوايا. ٢- أضف إلى ذلك أن النبي صلى الله عليه وآله لم يأذن لعبد الله بن عمر بالخروج معه إلا في غزوة الخندق وما بعدها من الغزوات إذ بلغ عمره خمسة عشر عاماً فلا شك أنه حضر غزوة خيبر التي وقعت في السنة السابعة للهجرة النبوية ، ورأى بعينيه هزيمة أبي بكر وكذلك هزيمة أبيه عمر ، وسمع بلا شك قول الرسول صلى الله عليه وآله عند ذلك : « لأعطين الراية غداً إلى رجل يحب الله ورسوله ويحبه الله ورسوله كرارا ليس فرارا امتحن الله قلبه للإيمان » ولما أصبح أعطاها لقاطع اللذات ومفرق الجماعات ومفرج الكربات وصاحب الكرامات أسد الله الغالب علي بن أبي طالب وقد أبان حديث الراية هذا فضل علي وفضائله على سائر الصحابة وعلو مقامه عند الله ورسوله وفوزه بمحبة الله ورسوله . ولكن بغض عبد الله بن عمر شاء أن يجعل علياً من سوقة الناس ! ٣- وايضا ينقل في كتب التأريخ هو ان عبد الله بن عمر تأثر بأبيه ، فقد عاشر خلافة أبي بكر وخلافة عمر وخلافة عثمان وهو يرى علي بن أبي طالب مبعداً ، ليس له في الجماعة مجلس ولا في الحكومة منصب وقد تحولت عنه وجوه الثاس بعد وفاة ابن عمه صلى الله عليه وآله وسلم وزوجته سيدة النساء وليس عنده ما يطمع الناس فيه . ولا شك في أن عبد الله بن عمر كان أقرب الناس لأبيه فكان يسمع آراءه ويعرف أصدقاءه وأعداءه ، فشب على ذلك البغض والحقد والكراهية لعلي خاصة ولأهل البيت عامة وترعرع وكبر على ذلك ، حتى إذا رأى يوماً علياً وقد بايعه المهاجرون والأنصار بعد مقتل عثمان ، فكبر ذلك عليه ولم يتحمله وأظهر المكنون من حقده الدفين فرفض أن يبايع إمام المتقين وولي المؤمنين ولم يتحمل البقاء في المدينة فخرج إلى مكة مدعيا العمرة . ونرى بعد ذلك عبد الله بن عمر يعمل كل ما في وسعه لتثبيط الناس وفك عزائمهم ليحجموا عن نصرة الحق ومقاتلة الفئة الباغية التي أمر الله بمقاتلتها حتى تفيء إلى أمر الله . فكان من الخاذلين الأولين لإمام زمانه المفترض الطاعة … ٤- وايضا بعد مقتل الإمام علي وتغلب معاوية على الإمام الحسن بن علي وانتزاع الخلافة منه ، خطب معاوية في الناس قائلا : « إني لم أقاتلكم لتصلوا أو تصوموا وتحجوا ولكن قاتلتكم لأتأمر عليكم وقد أعطاني الله ذلك » . نرى عبد الله بن عمر يسارع عند ذلك إلى بيعة معاوية بدعوى أن الناس اجتمعوا عليه بعد ما كانوا متفرقين ! وأنا أعتقد بأنه هو الذي سمى ذلك العام بعام الجماعة فهو وأتباعه من بني أمية أصبحوا « أهل السنة والجماعة » من ذلك الوقت وحتى قيام الساعة . وهل من سائل يسأل ابن عمر ومن يقول بمقالته من « أهل السنة والجماعة » متى حصل الإجماع على خليفة في التاريخ كالذي حصل لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب ؟ فخلافة أبي بكر كانت فلتة وقى الله شرها وقد تخلف عنها كثير من الصحابة . وخلافة عمر كانت بدون مشورة بل بعهد من أبي بكر ولم يكن للصحابة فيها رأي ولا قول ولا عمل . وخلافة عثمان كانت بالثلاثة الذين اختارهم عمر بل تمت باستبداد عبد الرحمان بن عوف وحده . أما خلافة علي فكانت ببيعة المهاجرين والأنصار له بدون فرض ولا إكراه ، وكتب ببيعته إلى الآفاق كلهم إلا معاوية من الشام (5) . وكان من المفروض على ابن عمر و « أهل السنة والجماعة » أن يقتلوا معاوية بن أبي سفيان الذي شق عصا الطاعة وطلب الخلافة لنفسه ، وذلك حسب الروايات التي أخرجوها في صحاحهم من أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال : إذا بويع لخليفتين فاقتلوا الآخر منهما ٥- قال النبي محمد صلى الله عليه وآله كما جاء في صحيح مسلم وغيره : « من بايع إماماً فأعطاه صفقة يده وثمرة قلبه فليعطه إن استطاع ، فإن جاء آخر ينازعه فاضربوا عنق الآخر » ولكن عبد الله بن عمر عكس الآية تماماً وبدلاً من الامتثال لحديث النبي وأواره ومقاتلة معاوية وقتله لأنه نازع خليفة المسلمين وأشعل نار الفتنة ، نراه يمتنع عن بيعة علي التي أجمع عليها المسلمون ويبايع معاوية الذي شق عصا الطاعة ونازع الإمام وقتل الأبرياء وتسب في فتنة بقيت آثارها إلى اليوم . ولذلك أعتقد بأن عبد الله بن عمر قد شارك معاوية في كل ما ارتكبه من جرائم وموبقات وآثام ، لأنه شيد ملكه وأعانه على التسلط والاستيلاء على الخلافة التي حرمها الله ورسوله على الطلقاء وأبناء الطلقاء ، كما ورد ذلك في الحديث الشريف . ولم يكتف عبد الله بن عمر بذلك فحسب ، بل الادهى و الاصعب و التي لم يفعلها مؤمنًا بالله و رسوله هو ان عبد الله بن عمر سارع لبيعة يزيد بن معاوية ، يزيد الخمور والفجور والكفر والفسوق الطليق ابن الطليق واللعين ابن اللعين ، كما ورد في روايات معتبره عند الفريقين وإذا كان عمر بن الخطاب كما ذكره ابن سعد في طبقاته يقول : « لا تصلح الخلافة لطليق ولا لولد طليق ولا لمسلمة الفتح» فكيف يخالف عبد الله أباه في هذا المبدأ الذي سطره من قبل ، وإذا كان عبد الله بن عمر بخالف كتاب الله وسنة رسوله في أمر الخلافة فلا نستغرب أن يعمل بعكس رأي أبيه . ثم هل لنا أن نسأل عبد الله بن عمر : أي إجماع وقع على بيعة يزيد بن معاوية وقد نبذه صلحاء الأمة وبقية المهاجرين والأنصار ومنهم سيد شباب أهل الجنة الإمام الحسين بن علي وعبد الله بن الزبير وعبد الله بن عباس وكل من سار معهم ورأى رأيهم ؟ والمعروف أنه هو نفسه كان من المعارضين لبيعة يزيد في البداية ولكن معاوية عرف كيف يستميله فأرسل إليه مائة ألف درهم فقبلها ، فلما ذكر له البيعة لابنه يزيد قال ابن عمر : هذا ما أراد ؟ إن ديني إذن علي لرخيص (انظر أنساب الأشراف للبلاذري ج 5 ص 31 والاستيعاب لابن عبد البر ج 2 ص 396 وأسد الغابة ، ج 3 ص289.) . نعم لقد باع عبد الله بن عمر دينه بثمن رخيص كما شهد بذلك على نفسه ، وهرب من بيعة إمام المتقين وأسرع لبيعة إمام الباغين معاوية وإمام الفاسقين يزيد ، وكما تحمل أوزار تلك الجرائم التي سببها حكم معاوية الظالم ، فإنه يتحمل بلا شك أوزار جرائم يزيد وعلى رأسها انتهاك حرمة رسول الله وقتل ريحانته سيد شباب أهل الجنة وعترة النبي صلى الله عليه وآله والصالحين من أبناء الأمة الذين قتلهم في كربلاء وفي وقعة الحرة . ولم يكتف عبد الله بن عمر بهذا الحد من البيعة إلى يزيد فحسب بل عمل على حمل الناس عليها وردهم إلهيا وخوف كل من تحدثه نفسه بالخروج عليها ، و هذا يدل انه كان يحرض الناس على اتباع يزيد وعدم الخروج عليه وان الذي يخرج على يزيد اللعين غدار ؟ فقد أخرج البخاري في صحيحه وغيره من المحدثين بأن عبد الله بن عمر جمع ولده وحشمه ومواليه ـ وذلك عندما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية ـ فقال لهم : إنا بايعنا هذا الرجل على بيعة الله ورسوله وإني سمعت رسول اله صلى الله عليه وآله يقول : إن الغادر ينصب له لواء يوم القيامة فيقال : هذه غدرة فلان ، وإن من أعظم الغدر بعد الإشراك بالله أن يبايع رجل رجلاً على بيع الله ورسوله ثم ينكث بيعته ولا يخلعن أحد منكم ولا يشرفن أحد منكم في هذا الأمر فيكون صيلماً بيني وبينه ولقد قوي بطش يزيد بموالاة عبد الله بن عمر له وتحريضه الناس على بيعته ، فجهز جيشاً لقتال الأمام الحسين عليه السلام بقيادة عبيد الله بن زياد و عمر بن سعد بن ابي وقاص و شمر و حرمله و غيرهم من اهل النار وجيش اخر بقيادة مسرف بن عقبة من أكابر الفاسقين وأمره بالسير إلى مدينة الرسول وأباح له أن يفعل فهيما ما يشاء فقتل عشرة آلاف من الصحابة وسبى نساءهم وأموالهم وقتل سبعمائة من حفاظ القرآن على ما يذكره البلاذري ، وهتك الحرمات من الحرائر المسلمات حتى ولدن من سفاح أكثر من ألف مولود ، وأخذ منهم البيعة على أنهم كلهم عبيد لسيده يزيد . أفلم يكن عبد الله بن عمر شريكه في كل ذلك إذ عمل على دعمه وتأييده ؟ أترك الاستنتاج في ذلك إلى الباحثين ! ٦- لم يقف عبد الله بن عمر عند هذا الحد بل تعداه إلى بيعة مروان بن الحكم الوزغ اللعين الفاجر الذي حارب عليا وقتل طلحة وفعل الأفاعيل ، من حرق بيت الله الحرام ورميها بالمجانيق حتى هدم ركنها ، وقتل فيها عبد الله بن الزبير ، وأعمال أخرى يندى لذكرها الجبين . ثم يذهب ابن عمر في البيعة أشواطاً ويذهب إلى بيعة الحجاج بن يوسف الثقفي الزنديق الأكبر الذي كان يستهزئ بالقرآن ويقول ما هو إلا رجز الأعراب ، ويفضل على رسول الله سيده عبد الملك بن مروان ، الحجاج الذي عرف بوائقه الخاص والعام حتى قال المؤرخون بأنه انتقض كل أركان الإسلام . ذكر الحافظ بن عساكر في تاريخه أن رجلين أختلفا في الحجاج قال أحدهما : هو كافر ، وقال الثاني : بل هو مؤمن ضال ، ولما تعاندا سألا الشعبي عنه فقال : إنه مؤمن بالجبت والطاغوت وكافر بالله العظيم هذا الحجاج المجرم المنتهك لما حرم الله والذي يذكر المؤرخون بأنه أسرف ي القتل والتعذيب والتمثيل بصلحاء الأمة والمخلصين وخصوصاً منهم شيعة آل محمد ، فإنهم لاقوا منه ما لم يلاقوه من غيره . يقول ابن قتيبة في تاريخه بأن الحجاج قتل في يوم أحد بضع وسبعين ألفاً حتى سالت الدماء إلى باب المسجد وإلى السكك ويقول الترمذي في صحيحه : أحصى ما قتل الحجاج صراً فوجد مائة وعشرون ألفا ويقول ابن عساكر في تاريخه بعد ذكر من قتلهم الحجاج : ووجد في سجنه بعد موته ثمانون ألفاً منهم ثلاثون ألف امرأة وكان الحجاج يشبه نفسه برب العزة والجلالة فإذا مر قرب السجن وسمع نداء المسجونين واستغاثتهم له يقول لهم : إخسأوا فيها ولا تكلموني . هذا الحجاج الذي تنبأ به رسول الله صلى الله عليه وآله قبل وفاته فقال : إن في ثقيف كذاباً ومبيراً . والغريب أن راوي هذا الحديث هو عبد الله بن عمر نفسه ! نعم لقد ترك عبد الله بن عمر بيعة خير البشر بعد النبي ولم ينصره ولم يصل وراءه ، فأذله الله سبحانه وذهب إلى الحجاج يقول : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه واله ) يقول : « من مات وليست في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية » . فاحتقره الحجاج اللعين وأعطاه رجله قائلاً : إن يدي مشغولة فبايعه ، وكان يصلي خلف الحجاج الزنديق وخلف واليه نجدة بن عامر رأس الخوارج ولا شك بأن عبد الله بن عمر اختار الصلاة وراء هؤلاء لأنهم كانوا مشهورين بشتم ولعن علي بعد كلا صلاة و ممن شاركوا في واقعة الطف الاليمة … فكان ابن عمر يشفي غليله ويروي حقده الدفين وهو يسمع ذلك فيرتاح قلبه ويهدأ روعه . ولذلك نجد مذهب « أهل السنة والجماعة » يفتون بالصلاة وراء البر والفاجر ، وراء المؤمن والفاسق وذلك استناداً لما فعله سيدهم وفقيه مذهبهم عبد الله بن عمر في صلاته وراء الحجاج الزنديق والخارجي نجدة بن عامر . أما ما قاله الرسول صلى الله عليه وآله : يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله ، فإن كانوا في القراءة سواء فأعلمهم بالسنة ، فإن كانوا في السنة سواء فأقدمهم هجرة ن فإن كانوا في الهجرة سواء فأقدمهم سلماً . فيضرب به عرض الجدار . وليست هذه الخصال الأربعة ـ حفظ القرآن ، وحفظ السنة ، وقدم الهجرة ، وقدم الإسلام ـ ولا واحدة منهن توجد في هؤلاء الذين بايعهم ابن عمر وصلى بإمامتهم لا معاوية ولا يزيد ولا مروان ولا الحجاج ولا نجدة الخارجي. وهذه طبعاً من السن النبوية التي خالفها عبد الله بن عمر وضرب بها عرض الجدار وعمل بعكسها تماماً إذ أنه ترك سيد العترة الطاهرة علياً الذي اجتمعت فيه كل هذه الخصال وأكثر منها فنبذه وراء ظهره ويمم وجهه شطر الفساق والخوارج والملحدين أعداء الله ورسوله واقتدى بصلاتهم ! وكم لعبد الله بن عمر فقيه « أهل السنة والجماعة » من مخالفات لكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وآله ولو شئنا لجمعنا في ذلك كتاباً مستقلاً ، ولكن يكفينا ذكر بعض الأمثلة من كتبهم وصحاجهم حتى تكون حجتنا بالغة .

1