( 16 سنة ) - العراق
منذ سنتين

سؤال حول التصوف

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ما رأي حضرتكم بالتصوف؟ وما رأيكم بكبار المتصوفة كالشيخ احمد الرفاعي والشيخ عبد القادر الجيلاني تحياتي


عليكم السلام ورحمة الله وبركاته ١-التصوف فهو مشتق من الصوف، إذ جرت عادة المتصوفة لبس ثياب من الصوف فأطلق عليهم المتصوفة أو الصوفية، وهم جماعة من الزهاد ينهجون في عباداتهم طريقة خاصة يزعمون انتهائها إلى امير المؤمنين عليه السلام، وهو كذب لانهم يوالون اعدائه وفي هذا الصدد يقول السيد محمد حسين الطباطبائي في تفسير الميزان ج 5 - ص 281: ظهر المتصوفة في أوائل عهد بني العباس بظهور رجال منهم كأبي يزيد والجنيد والشبلي ومعروف وغيرهم. ٢-لم يكن الصوفية يوماً ما في طول التاريخ وعرضه من الشيعة، وربما نسب بعض الباحثين (الصوفية) إلى الشيعة خطأ لأن زعماء التصوف ينهون طرائقهم السلوكية أو العبادية إلى أمير المؤمنين(ع)، ولهذه العلة صنفوا كتباً مشهورة في صلة التصوف بالتشيع ولعلّ من أبرزها ما كتبه كمال مصطفى الشيبي ( الصلة بين التصوّف والتشيّع) ونحن لا ننكر بطبيعة الحال وجود مثل هذه الصلة ، ولكننا نقول: أن صلة التصوف بالتسنن أظهر، لأن كبار الصوفية كابن عربي وابن الجنيد والبسطامي وعبد القادر الكيلاني وأحمد الرفاعي كانوا من السنة ، أعني أنهم سنة من جهة فروع الدين، وإن وافقوا الشيعة في بعض الأصول ، لأن الكاشف للانتماء المذهبي هو الفقه لا العقائد. ٣-قالَ الحُرُّ العامِلِيُّ : ( الثّامِنُ : إجماعُ الشّيعَةِ الإمامِيَّةِ وإطباقُ جَميعِ الطّائِفَةِ الإثنَي عَشَريَّةِ على بُطلانِ التَّصَوُّفِ والرَّدِّ على الصُّوفِيَةِ ، مِنْ زَمَنِ النَّبيّ (ص) والأئِمَّةِ (ع) إلى قَريبِ هذا الزَّمانِ ، وما زالوا يُنكِرونَ عَلَيهِم تَبَعاً لأئمَّتِهِم في ذلكَ ..) الإثنا عَشَريَّة ص44 . وقالَ العَلّامَةُ المَجلسيُّ : (إنَّ الصّوفيَّةَ الَّذينَ كانوا في أعصارِ الأئمَّةِ عَلَيهِمُ السَّلامُ كانوا مُعارِضينَ لَهُم صادّينَ عَنهُم وعَنْ دينِ اللهِ عليهِم لَعنَةُ الله .) مرآةُ العُقولِ ج4 ص288 . ٤-بَعضِ الرّواياتِ في ذَمِّ الصّوفِيَّةِ : وَرَدَ في مَجاميعِنا الحَديثِيَّةِ الكَثيرُ مِنَ الرِّواياتِ في ذَمِّ الصّوفيَّةِ والرَّدِّ علَيهِم : 1- رَوى الشَّيخُ الطُّوسِيُّ بإسنادِهِ عَنْ أبي ذَرٍّ عَنِ النَّبيّ (ص) أنَّهُ قالَ : يا أبا ذَر ، يَكونُ في آخرِ الزَّمانِ قَومٌ يَلبسونَ الصّوفَ في صَيفِهِم وشِتائِهِم ، يَرَونَ أنَّ لَهُمُ الفَضْلُ بذلكَ على غَيرهِ ، أولئِكَ يَلعَنُهُم مَلائِكَةُ السَّماواتِ والأرضِ . الأماليُّ للطّوسي ص539 . 2- ورُوِيَ عنِ الرِّضا عليهِ السَّلامُ ، أنَّهُ قالَ : مَنْ ذُكِرَ عندَهُ الصّوفيَّةُ ولمْ يُنكرْهم بِلسانهِ وقَلبهِ ، فليسَ مِنّا ، ومَنْ أنكَرَهُم ، فَكَأنَّما جاهَدَ الكُفّارَ بَينَ يَدَي رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عَليهِ وآلهِ . مُستدرَكُ الوَسائِلِ ج12 ص323 . 3- ورُوِيَ عنِ الإمامِ الرّضا عليهِ السَّلامُ أنَّهُ قالَ : قالَ رَجُلٌ مِنْ أصحابِنا للصّادقِ جَعفرِ بنِ مُحَمَّدٍ عَليهِما السَّلامُ : قَدْ ظَهَرَ في هذا الزَّمانِ قَومٌ يُقالُ لَهُم : الصّوفيَّةُ ، فما تقولُ فيهِم ؟ قالَ : إنَّهُم أعداؤنا ، فَمَنْ مالَ فيهِم فهُوَ مِنْهُم ، ويُحشَرُ مَعَهُم ، وسَيكونُ أقوامٌ يَدَّعونَ حُبَّنا ، ويَميلونَ إليهِم ، ويَتَشَبَّهونَ بِهِم ، ويُلَقِّبونَ أنفُسَهُم ، ويُأوِّلونَ أقوالَهُم ، ألا فَمَنْ مالَ إليهِمْ فليسَ مِنّا ، وأنا مِنهُم بُراءٌ، ومَنْ أنكَرَهُم وَرَدّعلَيهِم ، كانَ كَمَنْ جاهدَ الكافِرَ بَينَ يَدَي رَسولِ اللهِ صَلَّى اللهُ عليهِ وآلهِ .) المَصدَرُ السّابِقُ . وهُناكَ رِواياتٌ كَثيرةٌ في ذَمِّهِم ، وذَمِّ شَخصِيّاتٍ كَثيرةٍ مِنهُم كالحَسَنِ البَصريّ وعبادِ بنِ كثيرٍ البَصريّ والحُسينِ بنِ مَنصورٍ الحَلّاج وغَيرِهِم . راجِعْ كِتابَ الإثنا عَشَريَّةِ لِلحُرِّ العامِليّ ، وكِتابَ عَينِ الحَياةِ للمَجلسيّ ، وتاريخَ الفَلسَفةِ والتَّصَوّفِ للنّمازيّ الشاهروديّ ، وغَيرِها .…

1