السلام عليكم سمعت ان من احب عمل قوم حشر معهم يوم القيامة لذلك لدي سؤالان ارجو من سماحتكم الاجابة عليها :
س1/اذا كان الانسان يحب فعل محرم او ذنب من الكبائر في نفسه ولا يجهر بذلك الحب خوفا من نشر المنكر وعصيان الله تعالى ولكنه في نفسه يحبه لكن لا يفعله لخوف الوقوع في الحرام فقط حبا كحب الصور المثيرة للشهوة لكن بدون مشاهدتها مجرد فكرة كونه يحب هذا الفعل ولا يقوم به او كحب السرقة بدون ان يسرق وذلك في نفسه فهل سيحشر مع فاعلي ذلك الفعل المحرم يوم القيامة اذا كان يحبه ولكن لا يجهر به ولا يفعله لعلمه بحرمته ؟
س2/ اذا كان الانسان قد احب احد الامور التي تعتبر من الكبائر كمشاهدة المشاهد الخلاعية والصور المثيرة للشهوة او شيء يؤذي النفس ولكنه عندما عرف حرمتها تاب الى الله ولم ينشر حبه علنا ولم يدعم الاخرين على مشاهدتها بل على العكس يخبرهم بحرمتها ويحاول ان يكره نفسه لهذه المعصية كونه خائفا من عقاب الله فهل سيحشر مع المحبين لهذه المعصية اذا كان يحاول ان يتخلى عن حبه ولكنه يجد صعوبة في ذلك ؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في تطبيقكم المجيب
بالنسبة لحب المنكرات فليس المراد منه مجرد الحب لها بل لابد ان يكون له استعداد نفسي لفعلها اما من كان يجاهد نفسه ويمنعها عن الامور التي ترغب ان تفعلها من المعاصي فهذا ليس هو المقصود بالكلام ومن هنا يقول الله تعالى : ((وَ أَمَّا مَنْ خافَ مَقامَ رَبِّهِ وَ نَهَى النَّفْسَ عَنِ الْهَوى فَإِنَّ الْجَنَّةَ هِيَ الْمَأْوى))(سورة النازعات، من آية ٤٠، إلى آية ٤١) فالنفس تهوى بعض الامور وهي لا تفرق بين الحلال والحرام بل كل ما ينسجم مه لذاتها تريده وتطلبه ولكن الانسان العاقل هو الذي يجمح هذه النفس عن الولوج في المعاصي وما لا يرضي الله تعالى ومن هنا كان الجهاد الاكبر هو جهاد النفس اي يجاهد النفس فيما تهواه وتطلبه من المحرمات فما دمت اختي الكريمة تجاهدين نفسك وتسيطرين عليها ولا تسيرين مع ما تحبه وتريده فانت في نجاة وحسب الاية المتقدمة ان الجنة هي الماوى
ومن كان يجهل بحرمة شيء وبعد معرفته سيطر على نفسه ومنع عنها المحرمات فليس هذا يحشر مع من احب هذه المعصية وفعلها عن علم وعمد.
ومن هنا نفهم ان من رضي بفعل قوم حشر معهم وذلك لان رضاه بهذا الفعل يكشف عن استعداده ان يفعل هذا الفعل ومن هنا كان كمن فعله وبهذا نفسر اللعن الوارد على بني امية قاطبة فان منهم الذين يرضون بما فعله اباؤه ويتفاخرون به فهم مشاركون لهم حقيقة فكان اللعن شاملا لهم.
وهذا الكلام لا يشملكم فان مجرد هوى النفس لا يجعلنا مع الذين يفعلون هذه المحرمات مادمنا نجاهد النفس الامارة بالسوء ونمنعها عن الوقوع في الحرام.
ويمكن القول ان حب الله تعالى هو اعظم من حب النفس للموبقات فكنا مع الله تعالى لا مع ماتطلبه النفس من المحرمات وبالتالي فانا نحشر مع من يحب الله لا مع من يحب الموبقات وهذا معنى دقيق في تحليل نهي النفس عن الهوى وهو ينسجم مع من احب عمل قوم حشر معهم فالذي يمنع نفسه احب الله واحب كل ما اطاع الله تعالى فهو يحشر مع المحبين لله تعالى في الجنان.
فلا داعي للخوف بل عليكم بالتفاؤل والسرور بان يحشركم الله تعالى مع المطيعين والمحبين لله تعالى ولنبيه واهل بيته (عليهم الصلاة السلام)
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته