السلام عليكم شخص يقيم الشعائر الحسينية ولكن تارك للصلاة
السلام عليكم شخص يقيم الشعائر الحسينية ولكن تارك للصلاة هل تقبل اعماله بدون الصلاة وما معنى الصلاة عامود الدين ان قبلت قبل ما سواها وان ردت رد ما سواها
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
لابد أن يعلم الجميع بأنّ الامام الحسين (عليه السلام) إنما قدّم هذه التضحيات الجسيمة لا لأجل نفسه، بل لأجل ربّه وخالقه، ولأجل أحكام دينه وسيرة جده وأبيه عليهما السلام..
ومن أهم ما فُرض من أحكام الدين هي(الصلاة لرب العالمين) بل هي عمود الدين والتي إن قُبلت قُبل ما سواها وإن رُدّت رُدّ ما سواها..
وجميع الأعمال إنما تُقبل إذا كان العبدُ من المتقين لقوله تعالى(إنما يتقبل الله من المتقين) ومن أهم صفات المتقين هي(الَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِالْغَيْبِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ)..
فعندما التفتَ أحدُ أصحاب الإمام الحسين (عليه السلام) إلى الشمس وقد زالت، قال للإمام: سيدي قد دنا وقت الصلاة، فرفع الإمام رأسه إلى السماء وقال: ذكرتَ الصلاة! جعلك الله من المصلين، نعم، هذا أولُّ وقتها سَلوهم أن يكفوا عنا حتى نُصلي لربنا..
فإنّ الامام عليه السلام بالرغم من كونه عالماً بدخول وقت الصلاة إلا أنه لم يقل له إنني أعلم بدخول وقتها وإنكَ لم تأتِني بشيء جديد، ولم يقل له لنؤجل الصلاة الى وقت لاحق..
بل إنّ الامام (عليه السلام) اهتم بهكذا شخص وهكذا شخصية تهتم بأوائل أوقات الصلاة لأنّ ذلك من صميم التشيّع الحقيقي..
لذا جاء في الرواية إنّ الإمام الصادق (عليه السلام) قال: امتحنوا شيعتنا في أوائل أوقات الصلاة حيث يُختبر ولاءُ المسلم وطاعته لربه بالمبادرة إلى أداء الصلاة..
فمن منطلق الإهتمام بالصلاة قام الامام الحسين (عليه السلام) بالدعاء لكل شخص ذكر الصلاة واهتم بأوقاتها وأحَبَّ أن يُقيمها مهما كانت الظروف التي تمرّ به كما أقامها أبو عبد الله (عليه السلام) هو وأصحابه في أحلك الظروف وأشدها.
فمَن يبكي على الامام الحسين (عليه السلام) أو يزوره..وهو لا يصلي ولم يرتبط بالله روحياً..فالواجب علينا أن ننصحه ونرشده الى المبادىء الحقّة التي ضحّى من أجلها أبو عبد الله الحسين (عليه السلام)..
ونوضح له بأنّ بداية الدين الصحيح والولاء الحقيقي هو بالاهتمام بالصلاة، وبالخصوص صلاة الفجر لذا نقرأ في بداية المقتل(لمّا أصبح الحسين يوم عاشوراء صلى بإصحابه صلاة الصبح)..
فنسأل الله التوفيق لنا ولجميع أحبابنا الشباب بأن لا يضيّعوا طيبة قلوبهم، وبركة حماسهم وهمّتهم، بتهاونهم بأوقات الصلاة لكي لايشملهم الحديث القائل(لاتنال شفاعتنا مستخفاً بالصلاة).