السبّ والشتم أثناء الصوم
هل السبّ والشتم يبطل الصيام أم لا؟
يحرم سبّ المؤمن ولعنه وإهانته وإذلاله، و الفحش من القول، ولا يعد من مبطلات الصيام، لكن يعدّ من مبطلات أجر الصيام ، كما بيّن ذلك الإمام علي بن موسى الرِّضَا ( عليه السَّلام ) بقوله : ( وَ اعْلَمْ يَرْحَمُكَ اللَّهُ أَنَّ الصَّوْمَ حِجَابٌ ضَرَبَهُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَى الْأَلْسُنِ وَ الْأَسْمَاعِ وَ الْأَبْصَارِ وَ سَائِرِ الْجَوَارِحِ ، لِمَا لَهُ فِي عَادَةٍ مِنْ سَتْرِهِ وَ طَهَارَةِ تِلْكَ الْحَقِيقَةِ ، حَتَّى يُسْتَرَ بِهِ مِنَ النَّارِ ، وَ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ عَلَى كُلِّ جَارِحَةٍ حَقّاً لِلصِّيَامِ ، فَمَنْ أَدَّى حَقَّهَا كَانَ صَائِماً ، وَ مَنْ تَرَكَ شَيْئاً مِنْهَا نَقَصَ مِنْ فَضْلِ صَوْمِهِ بِحَسَبِ مَا تَرَكَ مِنْهَا ) ، و روي أيضا عن أبي عبد الله عليه السلام:( إِنَّ اَلصِّيَامَ لَيْسَ مِنَ اَلطَّعَامِ وَ اَلشَّرَابِ وَحْدَهُ إِنَّمَا لِلصَّوْمِ شَرْطٌ يَحْتَاجُ أَنْ يُحْفَظَ حَتَّى يَتِمَّ اَلصَّوْمُ وَ هُوَ اَلصَّمْتُ اَلدَّاخِلُ أَ مَا تَسْمَعُ قَوْلَ مَرْيَمَ بِنْتِ عِمْرَانَ إِنِّي نَذَرْتُ لِلرَّحْمٰنِ صَوْماً فَلَنْ أُكَلِّمَ اَلْيَوْمَ إِنْسِيًّا يَعْنِي صَمْتاًفَإِذَا صُمْتُمْ فَاحْفَظُوا أَلْسِنَتَكُمْ عَنِ اَلْكَذِبِ وَ غُضُّوا أَبْصَارَكُمْ وَ لاَ تَنَازَعُوا وَ لاَ تَحَاسَدُوا وَ لاَ تَغْتَابُوا وَ لاَ تَمَارَوْا وَ لاَ تَكْذِبُوا وَ لاَ تُبَاشِرُوا وَ لاَ تُخَالِفُوا وَ لاَ تُغَاضِبُوا وَ لاَ تَسَابُّوا وَ لاَ تَشَاتَمُوا وَ لاَ تَنَابَزُوا وَ لاَ تُجَادِلُوا وَ لاَ تُبَادُوا وَ لاَ تَظْلِمُوا وَ لاَ تُسَافِهُوا وَ لاَ تَضَاجَرُوا وَ لاَ تَغْفُلُوا عَنْ ذِكْرِ اَللَّهِ وَ عَنِ اَلصَّلاَةِ وَ اِلْزَمُوا اَلصَّمْتَ وَ اَلسُّكُوتَ وَ اَلْحِلْمَ وَ اَلصَّبْرَ وَ اَلصِّدْقَ وَ مُجَانَبَةَ أَهْلِ اَلشَّرِّ وَ اِجْتَنِبُوا قَوْلَ اَلزُّورِ وَ اَلْكَذِبَ وَ اَلْفَرْيَ وَ اَلْخُصُومَةَ وَ ظَنَّ اَلسَّوْءِ وَ اَلْغِيبَةَ وَ اَلنَّمِيمَةَ وَ كُونُوا مُشْرِفِينَ عَلَى اَلْآخِرَةِ مُنْتَظِرِينَ لِأَيَّامِكُمْ مُنْتَظِرِينَ لِمَا وَعَدَكُمْ اَللَّهُ مُتَزَوِّدِينَ لِلِقَاءِ اَللَّهِ وَ عَلَيْكُمُ اَلسَّكِينَةَ وَ اَلْوَقَارَ وَ اَلْخُشُوعَ وَ اَلْخُضُوعَ وَ ذُلَّ اَلْعَبْدِ اَلْخَائِفِ مِنْ مَوْلاَهُ رَاجِينَ خَائِفِينَ رَاغِبِينَ رَاهِبِينَ قَدْ طَهَّرْتُمُ اَلْقُلُوبَ مِنَ اَلْعُيُوبِ وَ تَقَدَّسَتْ سَرَائِرُكُمْ مِنَ اَلْخِبِّ وَ نَظَّفْتَ اَلْجِسْمَ مِنَ اَلْقَاذُورَاتِ وَ تَبَرَّأْتَ إِلَى اَللَّهِ مِنْ عَدَاهُ وَ وَالَيْتَ اَللَّهَ فِي صَوْمِكَ وَ بِالصَّمْتِ مِنْ جَمِيعِ اَلْجِهَاتِ مِمَّا قَدْ نَهَاكَ اَللَّهُ عَنْهُ فِي اَلسِّرِّ وَ اَلْعَلاَنِيَةِ وَ خَشِيتَ اَللَّهَ حَقَّ خَشْيَتِهِ فِي اَلسِّرِّ وَ اَلْعَلاَنِيَةِ وَ وَهَبْتَ نَفْسَكَ لِلَّهِ فِي أَيَّامِ صَوْمِكَ وَ فَرَّغْتَ قَلْبَكَ لَهُ وَ نَصَبْتَ نَفْسَكَ لَهُ فِيمَا أَمَرَكَ وَ دَعَاكَ إِلَيْهِ فَإِذَا فَعَلْتَ ذَلِكَ كُلَّهُ فَأَنْتَ صَائِمٌ لِلَّهِ بِحَقِيقَةِ صَوْمِهِ صَانِعٌ لِمَا أَمَرَكَ وَ كُلَّمَا نَقَصْتَ مِنْهَا شَيْئاً مِمَّا بَيَّنْتُ لَكَ فَقَدْ نَقَصَ مِنْ صَوْمِكَ بِمِقْدَارِ ذَلِكَ إِلَى أَنْ قَالَ: إِنَّ اَلصَّوْمَ لَيْسَ مِنَ اَلطَّعَامِ وَ اَلشَّرَابِ إِنَّمَا جَعَلَ اَللَّهُ ذَلِكَ حِجَاباً مِمَّا سِوَاهَا مِنَ اَلْفَوَاحِشِ مِنَ اَلْفِعْلِ وَ اَلْقَوْلِ يُفَطِّرُ اَلصَّائِمَ مَا أَقَلَّ اَلصُّوَّامَ وَ أَكْثَرَ اَلْجُوَّاعَ)