( 21 سنة ) - العراق
منذ سنتين

سماع الأغاني*

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل يجوز لي سماع الأغاني بمفردي وما هو أثره؟


وعليكم السلام ورحمة الله و بركاته يحرُم الاستماع للأغاني سواء كنت بمفردك أو مع مجموعة ولو كان من دون رقص . لا شك أنّ الغناء محرّم في الكتاب والأحاديث النبوية وأقوال الأئمة المعصومين (عليهم السلام) واعلم أيها المبتلى بسماع الأغاني أنّ ثمّة أموراً إذا تأملت فيها وتدبرتها علمت قبح وخطر الأغاني على دينك، وفكرت في التخلّص منها فعليك: أولاً: أن تعلم أنّ سماع الأغاني ينبت في قلبك شعب النفاق كما قال الإمام الصادق (علیه السلام): "الغناءُ یورث النفاقَ و یُعقِبُ الفقر".(المجلسي، وسائل الشیعة: ج ۱۲، ص۲۳۰). وذلك أنّ القلب يُصبح مظلماً لا بصيرة له ولا يميّز بين الحق والباطل، بل يكره الحق ويفرح بالباطل. ثانياً: إنّ سماع الأغاني يوقعك في نوع قلق واكتئاب وعذاب نفسي دائم، كمَن يأكل ولا يشبع، وتشعر أنّك غير مرتاح البال كما قال الله تعالى: {وَمَنْ أَعْرَضَ عَنْ ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكًا}. (طه:آية124) ، وكثير ممَّن تركوا الغناء شعروا براحة بال وأُنس وطمأنينة قلب كانوا فاقدينها في زمن الغفلة. ثالثاً: إنّ سماعك للأغاني يطرد عن قلبك سماع القرآن والتلذذ به كما هو مشاهد؛ لأنّ قلبك إذا امتلأ بصوت الشيطان لم يهنأ بصوت الرحمن. رابعاً: إنّ سماعك للأغاني يبعدك وينأى بك عن حضور مجالس الإيمان وحلق الذكر، وينفرك عن صحبة الصالحين ويكرهك لأهل الخير ويحبب لقلبك صحبة أهل الهوى والبطالة، كما قال تعالى: {وَمَنْ يَعْشُ عَنْ ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَانًا فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ وَإِنَّهُمْ لَيَصُدُّونَهُمْ عَنِ السَّبِيلِ وَيَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ مُهْتَدُونَ}. (الزخرف:آية36 -37). خامساً: إنّ إدمانك على الأغاني يزيّن لك المعصية ويغريك بالشهوة المحرّمة ويحرّك مشاعرك نحو الهيام والعشق والفجور وإقامة العلاقات المحرّمة؛ ولذلك قال رسول الله (صلی الله علیه و آله): "الغناءُ رُقْیَةُ الزنا".(المجلسي،بحار الأنوار: ج ۷۹، ص ٢٤٧)، وأحوال المغنين وفضائحهم لا تخفى على أحد. سادساً: إنّ سماعك للأغاني يجعلك من أهل الغفلة عن ذكر الله والمواظبة على الفرائض والسنن والمسابقة في الخيرات ويجعلك حريصاً على فعل المنكرات والسيّئات، قال تعالى: {وَمِنَ النَّاسِ مَن يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَن سَبِيلِ اللَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُّهِينٌ} (لقمان:آية6). سابعاً: أن تعلم أنّ سماع الأغاني من شعار الفسّاق الذين لم يراعوا حرمة الشرع، والإعراض عن الأغاني من شعار الصالحين فلذا قال الإمام الصّادق (علیه السّلام ): الغناءُ مجلسٌ لا ینظر اللهُ إلی أهلهِ.( المجلسي، وسائل الشیعة: ج ۱۲، ص ۲۸۸)، فاختر أنت ممَّن تحبّ أن تكون. فإذا علمت أخي واستيقنت بخطر الأغاني، ثمّ عزمت على تركها فثمّة وسائل مهمة تُعينك على التخلّص من هذا البلاء: 1- الإقبال على التوبة النصوح التي تشتمل على الإقلاع عنها والندم والعزم على عدم العود إليها. 2- الإكثار من الاستغفار في آناء الليل والنهار، فإنّ الاستغفار يمحو أثر الذنوب ويطهّرها. 3- المداومة على الذكر في سائر الأحوال فإنّ ذلك يبعد الشيطان عن الروح ويشرح الصدر للخير. 4- الإقبال على سماع القرآن من أصوات القرّاء المعروفين بحسن الصوت خاصة أول النهار وآخر الليل والإكثار من ذلك، فإنّ سماع الحق يثبت في القلب ويسكن في الفؤاد ويزهد في صوت الشيطان. 5- الحرص على حضور مجالس العلم والإيمان؛ لأنّها تورث السكينة والخشوع وصلاح الباطن. 6- مدارسة أحوال العلماء وأهل العلم والتقوى والتأمّل في زهدهم وعبادتهم وإقبالهم على الله وترك اللهو والباطل. 7- الاشتغال في محاسبة النفس في التفريط في كل وقت تمضيه في سماع اللهو والباطل، وتذكر ما يورثه من الحسرة والندامة يوم القيامة. 8- الحرص على الدعاء بهداية قلبك في ترك الأغاني، واستعن بالله واسأل الله أن يكرهها إليك ويبغضها لك ويبعدها عنك كما بين المشرق والمغرب. وأنصحك أخي ألّا تيأس من المجاهدة في ترك الأغاني، فالشيطان حريص على إحباطك، فكلما ضعفت نفسك وسمعت شيئاً منها فاستغفر الله واشغلها بسماع القرآن والحديث والعلم ونحوها، حتى تتخلّص منها بالكلية.

13