الكعبي ( 21 سنة ) - العراق
منذ سنتين

الموت والحياه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..ارجو ان يساعدني احد على فهم ..مفهوم الحياه لدى الدين الاسلامي ..هل يكون الانسان حي فقط عند الطعام والشراب وانه يتنفس ؟..او ان هنالك مفهوم اخر ؟ ورد في دعاء العهد (يا حَيا قَبلَ كُلِّ حَيٍّ وَ يا حَيا بَعدَ كُلِّ حَيٍّ وَ يا حَيا حِينَ لاحَيَّ يا مُحيِيَ المَوتى وَمُمِيتَ الأحياءِ يا حَيُّ لا إلهَ إلاّ أنتَ، ) متى يموت الانسان ومتى يكون حي ؟ هل هي مسأله معنوية او مسألة مادية في هذه الدنيا ..الموت لا يعني الموت لانه حياه اخرى اذا ماهو الموت وماهي الحياه وشكر لكم..( عند ما ذكرت دعاء العهد لا اقصد ان الله سبحانه كالبشر او انه مخلوق فقط للاستدلال على معنى الحياه ماهو)


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب الحياة بالنسبة للانسان حياتان حياة مادية وحياة معنوية اما المادية فهذه هي الحياة البدنية الجسمانية التي تستمر بالطعام والشراب وهناك حياة اعظم من هذه الحياة وهي الحياة المعنوية وهذه لها عدة عوامل في منها الايمان فان المؤمنون هم الاحياء ومن لا ايمان لهم لا حياة لهم اي ان العقيدة الحقة هي الحياة الحقيقية ونجد القران يعبر عن زياة الايمان بالحياة ((يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اسْتَجِيبُوا للهِ وَلِلرَّسُولِ إِذا دَعاكُمْ لِما يُحْيِيكُمْ))(الانفال:24) فالنبي صلى الله عليه واله يدعوهم لشيء يحيهم مع انهم احياء الا ان حياتهم هذه حياة بدنية وانما الحياة الحقيقية هي حياة الايمان وكذا يعبر عن الشهداء في سبيل الله انهما احياء عند ربهم يرزقون مع انهم اموات بدنيا لكن القران يعبر عنهم انهم احياء وليسوا امواتا بل وينهانا عن ان نقول عنهم انهم امواتا ((وَلا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْواتٌ بَلْ أَحْياءٌ وَلكِنْ لا تَشْعُرُونَ)) (البقرة:154) فهذه الحياة هي الحياة المعنوية لا حياة البدن فان البدن ميت وليس بحي. ومنها العلم فانه الحياة الحقيقية للانسان والجاهلون لا حياة لهم وهم اموات ينسب لامير المؤمنين عليه السلام ابياتا في هذه القضية ما الفخــــر إلا لأهل العلم إنهم *** على الهدى لمن استهدى أدلاءُ وقدر كل امرئ ما كان يحسنه *** والجاهـلون لأهل العـلم أعداءُ فـفـز بعلم تعش حيـا ً به أبــدا *** الناس موتى وأهل العلم أحياءُ ولذا نجد ان من ترك علما ينتفع به فانه مستمر المنفعة فهو من جهة علمه الذي تركه ليس بميت بل حي ويعمل ويستمر في العمل. ومن كل هذا يتضح ان الحياة الحقيقية هي حياة الايمان وحياة العلم واما البدن فهو تنسب له الحياة لكنها الحياة الدانية وعليه علينا ان نحصل الحياة الحقيقية لا الحياة الدانية ومن هنا علينا العزم على زيادة الايمان وعلى زيادة العلم ولا نرضى منهما بالقليل . تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته