هل ذنوبنا تمنع عنا شفاعة اهل البيت عليهم السلام ؟
وماهي الذنوب التي تجعل اهل البيت عليهم السلام لاينظرون لنا ولايشفعون لنا ؟
وكيف اعرف ان الله غفر لي ذنبي الذي هو من الكبائر؟
بسم الله الرحمن الرحيم
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
اهلا بكم في تطبيقكم المجيب
الشفاعة هي لاجل تنقية العباد من الذنوب التي صدرت منهم نعم ورد في القران الكريم ان الشرك لا يغفر وايضا هناك ذنوب متوقفة على رضا من لهم حق عليه فمن كان ذنبه مرتبطا بعباد الله كمن اساء اليهم في الدنيا او تجاوز عليهم ولو بكلمة او سلب حقا لهم او اي شيء يرتبط بالعباد فان المغفرة تتوقف على ابراء ذمته من هؤلاء اما الذنوب التي ترتبط بالله تعالى فانه تعالى يغفرها كما يتضح فيما ياتي ان شاء الله تعالى.
اما كيف نعرف ان الله غفر ذنوبنا
فليس للعبد ان يطلع على ما عند الله تعالى فان قضية غفراان الذنب بيده تعالى ولكن للعبد ان يخلص في توبته واستغفاره والعزم على ترك الذنب وعدم الرجوع اليه والتوجه الى طاعة الله تعالى وان يحسن الظن بالله تعالى فانه ورد في الحديث الشريف انه ما من عبد احسن الظن بالله الا وكان الله تعالى عند حسن ظنه والله تعالى يقول في محكم كتابه الحكيم ((قُلْ يا عِبادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلى أَنْفُسِهِمْ لا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللهِ إِنَّ اللهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ)) (الزمر:53) فالاية الشريفة تصور عظيم رحمة الله تعالى وانه لا يوجد ذنب لا يغفر نعم ورد في اية اخرى استثناء الشرك ((إِنَّ اللهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللهِ فَقَدِ افْتَرى إِثْماً عَظِيماً)) (النساء:48)
والله تعالى وعد عباده الذين يتوبون انه يتوب عليهم ((وَمَنْ تابَ وَعَمِلَ صالِحاً فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللهِ مَتاباً)) (الفرقان:71) بل اكثر من ذلك في الايات التي قبل هذه الاية يقول الله تعالى : ((وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللهِ إِلهاً آخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللهُ إِلاَّ بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذلِكَ يَلْقَ أَثاماً (68) يُضاعَفْ لَهُ الْعَذابُ يَوْمَ الْقِيامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهاناً (69) إِلاَّ مَنْ تابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ عَمَلاً صالِحاً فَأُوْلئِكَ يُبَدِّلُ اللهُ سَيِّئاتِهِمْ حَسَناتٍ وَكانَ اللهُ غَفُوراً رَحِيماً (70)
فهنا الله تعالى ليس فقط يغفر لهم بل اكثر من ذلك يبدل سيئاتهم حسنات ولكن كل هذا مشروط بالتوبة والعمل الصالح اما من كانت توبته واستغفاره لقلقة لسان فليس هذا هو المقصود من التوبة فالتوبة هي عبارة عن تغيير السلوك بصدق من العبد والاستغفار هو الشعور بالخطاء والندم عليه ويطلب من ربه ان يسامحه على ما بدر منه من تقصير بحق نفسه وتجاوزه عليها من هنا كانت التوبة والاستغفار شيئاا عظيما لانه بناء الذات بناء صحيحا واستئصال الغدد السرطانية التي زرعها بيده ويصلح حاله ويهذب نفسه ان لا تعود لما كانت عليه من الذنوب وبهذا يكون مؤهلا للمغفرة والعفو من الله تعالى ويتضح هذا بما يصدر منه من العمل الصالح فالعمل الصالح والخضوع لله تعالى والخشوع في طاعته امارات وعلامات المغفرة وقبول التوبة ولاجله يكون له الاجر الجزيل بل كما تقدم يبدل الله تلك السيئات الى حسنات لانه ارتقى الى مستوى عال في المسؤولية فيبدل الله تعالى تلك الشرارة الاولى من السيئات الى حسنة تدفع صاحبها الى مستويات عالية .
فلابد اذن ان تكون التوبة توبة نصوحة بان يعزم على عدم العود لهذا الذنب ويكون الاستغفار استغفارا حقيقيا نابعا من الشعور بالتقصير وطلب العفو من الله تعالى وامر اخر ان يصلح ما افسده بينه وبين الناس فان غفران الذنب متوقف على تجاوز العباد عن حقوقهم التي سلبها منهم.
تحياتي لكم
ودمتم بحفظ الله ورعايته