وردت عدة روايات في بيان فضل قراءة سورة القدر ،عن سيف بن عميرة ، عن رجل ، عن أبي جعفر عليه السّلام ، قال : «من قرأ : {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر : 1] يجهر بها صوته ، كان كالشاهر سيفه في سبيل اللّه ، ومن قرأها سرّا كان كالمتشحّط بدمه في سبيل اللّه ، ومن قرأها عشر مرّات غفر له على نحو ألف ذنب من ذنوبه» «1».
ابن بابويه : عن أبيه ، عن سعد بن عبد اللّه ، عن أحمد بن محمّد ، عن الحسن بن محبوب ، عن سيف بن عميرة ، عن رجل ، عن أبي جعفر عليه السّلام ، مثله «2».
وعن أبي عبد اللّه عليه السّلام في العوذة ، قال : «تأخذ قلّة «3» جديدة ، فتجعل فيها ماء ، ثم تقرأ عليها : {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر : 1] ثلاثين مرّة ، ثم تعلّق وتشرب منها وتتوضّأ ، ويزداد فيها ماء إن شاء» «4».
وعن أبي عبد اللّه عليه السّلام ، قال : «من قرأ : {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ} [القدر : 1] في فريضة من فرائض اللّه نادى مناد : يا عبد اللّه ، غفر اللّه لك ما مضى فاستأنف العمل» «5».
ومن خواص القرآن : روي عن النبي صلّى اللّه عليه وآله وسلّم ، أنّه قال : «من قرأ هذه السورة ، كان له من الأجر كمن صام شهر رمضان ، وإن وافق ليلة القدر ، كان له ثواب كثواب من قاتل في سبيل اللّه ، ومن قرأها على باب مخزن سلّمه اللّه تعالى من كلّ آفة وسوء إلى أن يخرج صاحبه ما فيه».
وقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وآله وسلّم : «من قرأها كان له يوم القيامة خير البريّة رفيقا وصاحبا ، وإن كتبت في إناء جديد ، ونظر فيه صاحب اللّقوة «6» شفاه اللّه تعالى».
وقال الصادق عليه السّلام : «من قرأها بعد عشاء الآخرة خمس عشرة مرّة ، كان في أمان اللّه إلى تلك الليلة الأخرى ، ومن قرأها في كل ليلة سبع مرات أمن في تلك الليلة إلى طلوع الفجر ، ومن قرأها على ما يدّخر ذهبا أو فضّة أو أثاث بارك اللّه فيه من جميع ما يضرّه ، وإن قرئت على ما فيه غلّة «7» نفعه بإذن اللّه تعالى».
في الأمالي للصدوق عن الكاظم عليه السّلام قال : إنّ للّه يوم الجمعة ألف نفحة من رحمته يعطي كلّ عبد منها ما شاء فمن قرأ إنّا أنزلناه في ليلة القدر بعد العصر يوم الجمعة ، مائة مرّة. وهب اللّه له تلك الألف ومثلها «8».
وعنه عليه السّلام أنّه سمع بعض آبائه عليهم السّلام رجلا يقرأ إنّا أنزلناه ، فقال صدق وغفر له «9».
وعن أبي عبد اللّه عليه السّلام قال : من قرأ إنّا أنزلناه في ليلة القدر في فريضة من فرائض اللّه نادى مناد : يا عبد اللّه! غفر اللّه لك ما مضى ، فاستأنف العمل «10».
وعن أبي جعفر عليه السّلام قال : من قرأ إنّا أنزلناه في ليلة القدر فجهر بها صوته ، كان كالشاهر سيفه في سبيل اللّه عزّ وجلّ ، ومن قرأها سرّا كان كالمتشحّط بدمه في سبيل اللّه ، ومن قرأها عشر مرّات محا اللّه عنه ألف ذنبة من ذنوبه «11».
وعن أبيّ ، عن سعد ، عن النهديّ ، عن إسماعيل بن سهل قال :
كتبت إلى أبي جعفر عليه السّلام علّمني شيئا إذا أنا قلته كنت معكم في الدّنيا والآخرة قال : فكتب بخطّه أعرفه : أكثر من تلاوة إنّا أنزلناه ، ورطّب شفتيك بالاستغفار «12».
_______________________
(1) الكافي ، ج 2 ، ص 454 ، ح 6.
(2) ثواب الأعمال ، ص 153.
(3) القلّة : الحب العظيم ، وقيل : الجرة العظيمة ، وقيل : الجرّة عامة ، وقيل : الكوز الصغير ، والجمع قلل وقلال. «لسان العرب مادة قلل».
(4) الكافي ، ج 2 ، ص 456 ، ح 19.
(5) ثواب الأعمال ، ص 112.
(6) اللّقوة : داء يكون في الوجه يعوج منه الشّدق. «لسان العرب مادة لقو».
(7) الغلّة : الدّخل الذي يحصل من الزرع والثمر واللبن والإجارة والنتاج ونحو ذلك. «لسان العرب مادة غلل».
(8) ثواب الأعمال ، ص 198.
(9- 10) أمالى الصدوق ص 341.
(11-12) ثواب الاعمال ص 112.