تفسير الرواية و القرآن
السلام عليكم ما معنى قول امير المؤمنين (عليه السلام) (هلك امرؤ لم يعرف قدره). ولماذا الله سبحانه يقول في القرآن الكريم بصيغة الجمع وليس المفرد؟ وخصوصا في قوله تعالى( وما نتزل إلا بأمر ربك له ما بين أيدينا وما خلفنا وما بين ذلك ). سورة مريم. وما هي علّة ابتلاء المسلم او المؤمن الملتزم؟ مثلا مرض يتعبه وغيرها.
عليكم السلام ورحمة الله وبركاته
نقل هذا الحديث عن أمير المؤمنين صلوات الله عليه :
ما هلك امرؤ عرف قدره ، و هلك امرؤ عرف قدره…
أقول: اي مقداره ومرتبته ومنزلته.
يعنى ان من عرف ما قدر له وحد شرعا وعمل بمقتضاه لم يجز حد الجواز ولم يقع في حمى المحارم فلا جرم لا يجد الهلاك إليه سبيلا، وكذا من عرف مقداره ومرتبته عرفا في كل أمر لم يجترئ على شئ ليس هو بأهل له ولا قادر عليه مثلا من عرف أنه لم يكن أهل الشجاعة لم يلق نفسه إلى المهالك والمحارب، وكذا من عرف أنه ليس بأهل العلم لم يسم بسيماء العلماء، وكذا سائر الفضائل والكمالات، ويدل على هذا الكلام بمفهومه ان من ساق نفسه إلى أمر خارج عن مقداره متجاوز عن حده ومرتبته فقد عرض نفسه على الهلاك حقيقة كالجبان الذي يتشجع ويدخل في الحرب أو معنى كالجاهل الذي يتشبه بالعالم ويجلس في مجلس العلم والتدرس أو خوف الهلاك كالفاسق فإنه يخاف عليه من الهلاك عاجلا أو آجلا.…
فالحديث يشير الى التقييم الذاتي للنفس عمل هام وضرورة نفسية واجتماعية ، به يتعرف الانسان على صفاته وقدراته العقلية والعاطفية والخلقية ، ويرى في نفسه عوامل القوة والضعف ، وفكرة المرء عن نفسه من خلال التقييم الصحيح والواقعي ، لها الأثر الأكبر في تعيين سلوكه ومستوى طموحه ، وفكرة المرء عن نفسه هي (التي توجهه في اختيار أعماله وأصدقائه وزوجته ومهنته وملابسه