logo-img
السیاسات و الشروط
( 25 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

تفسير (من بين فرث ودم لبنا خالصا)

السلام عليكم سمعت هذه الشبهه وارجو الرد عليها قال تعالى (من بين فرث ودم لبنا خالصا) واثبت العلماء ان لا وجود لعلاقة بين الفرث وبين اللبن وكل منهم يتكون في مكان مختلف، وان اللبن لا يخرج خالصا بل مليء بالجراثيم وشرب اللبن مباشرة من المواشي يسبب العديد من الامراض ويجب بسترته قبل شربه. ولكم جزيل الشكر.


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته يمكن لنا في مقام الإجابة عن سؤالكم الرجوع إلى تفسير الأمثل حيث بيّن كيفية تكّون اللبن من خلال تفسير الآية المباركة: يشير القرآن الكريم إلى نعمة وجود الأنعام، وبخصوص ما يؤخذ منها من اللبن كمادة غذائية كثيرة الفائدة، فيقول: وأن لكم في الأنعام لعبرة. وأية عبرة أكثر من أن: نسقيكم مما في بطونه من بين فرث ودم لبنا خالصا سائغا للشاربين. " الفرث " لغة: بمعنى الأغذية المهضومة في المعدة والتي بمجرد وصولها إلى الأمعاء تزود البدن بمادتها الحياتية، بينما يدفع الزائد منها إلى الخارج.. فما يهضم من غذاء داخل المعدة يسمى " فرثا " وما يدفع إلى الخارج يسمى (روثا). ونعلم بأن جدار المعدة لا يمتص إلا مقدارا قليلا من الغذاء (كبعض المواد السكرية) والقسم الأكبر منه ينتقل إلى الأمعاء كي يمتص الدم ما يحتاجه منه. وكما نعلم أيضا بأن اللبن يترشح من غدد خاصة داخل ثدي الإناث، ومادته الأصلية تؤخذ من الدم والغدد الدهنية. فهذه المادة الناصعة البياض ذات القوة الغذائية العالية تنتج من الأغذية المهضومة المخلوطة بالفضلات، ومن الدم. والعجب يكمن في استخلاص هذا النتاج الخالص الرائع من عين ملوثة! يقول القرآن الكريم في ذلك كما في الآيات أعلاه: إنه يخرج من بين " فرث " - الأغذية المهضومة داخل المعدة - و " دم ". وقد أثبت ذلك فيزيولوجيا: حيث أنه عندما يتم هضم الغذاء داخل المعدة ويكون جاهزا للامتصاص ينتشر داخل المعدة والأمعاء بشكل واسع وأمام الملايين من العروق الشعيرية، فتمتص منه العناصر المفيدة المطلوبة لتوصلها إلى تلك الشجرة ذات الجذور التي تنتهي عروقها عند عروق الثدي. عندما تتناول المرأة الحامل الغذاء تنتقل عصارته إلى الدم الذي يجري في عروقها حتى يصل نهاية العروق المجاورة لعروق الجنين ليتغذى الجنين بهذه الطريقة ما دام في بطن أمه، وعندما ينفصل عن أمه يتحول طريق تغذيته إلى الثدي.. وهنا لا تستطيع الأم أن تصل دمها إلى دم ولدها، ولذلك ينبغي تصفية الغذاء وتغيير حالته بما ينسجم والوضع الجديد للطفل، وهنا ... المزید يتكون اللبن من بين فرث ودم، أي: من بين ما تتناوله الأم الذي يتحول إلى فرث وما ينتقل من مواده إلى الدم ليتكون منه اللبن. فاللبن في حقيقة.. شئ وسط بين الفرث والدم، فلا هو دم مصفى ولا هو غذاء مهضوم، وهو أعلى من الثاني ودون الأول! علما بأن الثدي يستفيد من الحوامض الأمينية المخزونة في البدن فقط في صناعة المواد البروتينية للبن. وثمة مكونات أخرى للبن لا توجد في الدم وإنما تنتجها غدد خاصة في الثدي (كالكازوئين). والبعض الآخر من المكونات يأتي من ترشح بلازما الدم مباشرة: ويدخل في تكوين اللبن من دون أي تغيير (كالفيتامينات وملح الطعام والفوسفات). أما سكر اللاكتوز الموجود في اللبن فيؤخذ من السكر الموجود في الدم بعد أن تجري عليه الغدد الخاصة في الثدي التغييرات اللازمة لتحويله إلى نوع جديد من السكر. ومع أن إنتاج اللبن يكون عن طريق جذب المواد الغذائية بواسطة الدم، ومن خلال الارتباط المباشر بين الدم وغدد الثدي، إلا أننا لا نلاحظ أي أثر لرائحة الفرث أو لون الدم فيه، بل يبدأ اللبن بالترشح من ثدي الأم بلون جديد ورائحة خاصة به. ومن لطيف ما ينقل عن العلماء المتخصصين أن إنتاج لتر واحد من اللبن في الثدي يحتاج بما لا يقل عن عبور (500) لتر من الدم خلال الثدي ليستطيع من امتصاص المواد اللازمة لإنتاج اللبن، كما يلزم لإنتاج لتر واحد من الدم عبور مواد غذائية كثيرة من الأمعاء... وبهذا يتضح لنا معنى من بين فرث ودم كاملا . واما ماذكر في السؤال لم نجد له تحليلا علميا في المصادر العلمية المعتبرة.

3