logo-img
السیاسات و الشروط
بناتي كل حياتي ( 29 سنة ) - العراق
منذ 5 سنوات

حديث (أهل العراق أهل الشقاق والنفاق)

من القائل اهل العراق اهل الشقاق والنفاق؟ وهل اكو صحه لهذا الكلام؟


لم نر حديثا عن أمير المؤمنين (عليه السلام) بهذا النص، بل نقل في المصادر أنها صادرة عن أعداء أهل البيت الذين يكيلون التهم والسب لأهل العراق لأن فيهم جذوة الثورة ورفض الظلم ولم يتقبلوا الحكام المتسلطين وانكروا الإسلام المزيف الذي حاولوا الترويج له, و من أولئك الاعداء: 1ـ معاوية : فإنه قال للوليد بن جابر الطائي: ((وإنك لتهددني يا أخا طي بأوباش العراق, أهل النفاق ومعدن الشقاق ... المزید )) [انظر شرح نهج البلاغة ج16 ص 130] 2ـ الحجاج: فانه قال في إحدى خطبة: (يا أهل العراق, يا أهل الشقاق والنفاق ومساوئ الأخلاق, أما والله لألحونكم لحو العصا, ولأعصبنكم عصب السلم ولأضربنكم ضرب غرائب الإبل ...). وفي خطبة أخرى: (يا أهل العراق يا أهل الشقاق والنفاق، إن الشيطان استبطنكم ...) [انظر شرح نهج البلاغة ج1 ص 243 ـ 345] . 3 ـ الجلاد عثمان بن حيان والي المدينة من قبل الوليد بن عبد الملك: قال في خطبة له عند ما وصل المدينة: (أيها الناس أنا وجدناكم أهل غش لأمير المؤمنين في قديم الدهر وحديثه وقد ضوى إليكم من يزيدكم خبالاً أهل العراق, أهل الشقاق والنفاق, هم والله عش النفاق ...). ولو افترضنا صدور مثل هذا الكلام من أحد المعصومين فإنه لا يشمل الموالين لأهل البيت (عليهم السلام), بل هو خاص بأعدائهم من أهل العراق, فإن العراق في ذلك الوقت بعد لم يكن كل أهله من الموالين لأهل البيت(عليهم السلام), بل فيه الكثير من المعاندين, وعلى هذا الأساس يفسر ماورد في الزيارة (فقد تآزر عليه من عزّته الدنيا ... وأطاع من عبادك أهل الشقاق والنفاق) وهم أعداء أهل البيت ولم يقل في الزيارة إن كل أهل العراق أو بعضهم من أهل الشقاق والنفاق, بل أن المطاعين أمثال عبيد الله بن زياد وعمر بن سعد وشمرا المتسلطين من قبل السلطة الأموية هم أهل الشقاق والنفاق. والخلاصة: أن منهج أهل البيت (عليهم السلام) واضح, وهو منهج القرآن الذي لا يرى للقوميات والأعراق والبلدان أثر في إيمان أو نفاق الشخص, فقد رفع الإسلام سلمان وأذلّ أبا لهب, وعلى هذا لا يمكن أن يصدر من أهل البيت (عليهم السلام) مثل هكذا قول, فينسب أمة بكاملها إلى الشقاق والنفاق، بل قد حدّد رسول الله (صلى الله عليه وآله) المقياس في ذلك بقوله في خطبة الغدير (ألا إنّ أعداء علي هم أهل الشقاق والنفاق, والحادون وهم العادون وأخوان الشياطين ...) [الاحتجاج ج1 ص79 ]. نعم نسب هذا القول إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) الطوسي(رحمه الله) في (تفسيره التبيان) ولكن أورده مرسلا دون ذكر طريق له أو من أين أخذه ، مع أن المصادر عليه كـ(البيان والتبيين) للجاحظ و (تاريخ الطبري) و اللاحقة له كـ(شرح نهج البلاغة) لابن أبي الحديد و(البداية والنهاية) لابن كثير أوردت نفس الكلام عن الحجاج مخاطبا به أهل العراق (وهو الذي مر سابقاً) ، فلاحظ وتأمل .

6