السلام عليكم ورحمة الله و بركاته
يوم المباهلة هو يوم الرابع والعشرون من شهر ذي الحجة الحرام (ومعناها: الملاعنة) حيث باهَلَ فيه رسول الله صلى الله عليه وآله نصارى نجران كي يتبين الحق من الباطل في قصة معروفة كما رواها الطبرسي و صاحب المناقب رحمهم الله بالشكل التالي:
قال تعالى: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِن بَعْدِمَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِل فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) آل عمران: 61.
ان وفد نجران كانوا أربعين رجلا وفيهم السيد والعاقب والقيس والحارث وعبد المسيح بن يونان أسقف نجران،
فقال الأسقف: يا أبا القاسم موسى من أبوه؟
قال: عمران،
قال: فيوسف من أبوه؟
قال يعقوب،
قال: فأنت من أبوك؟
قال: أبي عبد الله بن عبد المطلب،
قال: فعيسى من أبوه؟
فأعرض النبي عنهم فنزل: (ان مثل عيسى عند الله) الآية، فتلاها رسول الله صلى الله عليه وآله فغشي عليه فلما أفاق
قال: أتزعم ان الله تعالى أوحى إليك ان عيسى خلق من تراب ما نجد هذا فيما أوحى إليك ولا نجده فيما أوحى الينا ولا يجده هؤلاء اليهود فيما أوحي إليهم،
فنزل: (فمن حاجك فيه من بعد ما جاءك من العلم) الآية،
قال: أنصفتنا يا أبا القاسم فمتى نباهلك؟
فقال: بالغداة إن شاء الله،
وانصرف النصارى فقال السيد الحارث: ما تصنعون بمباهلته؟
قال: إن كان كاذبا ما تصنع بمباهلته شيئا وإن كان صادقا لنهلكن،
فقال الأسقف: ان غدا فجاء بولده وأهل بيته فاحذروا مباهلته وان غدا بأصحابه فليس بشئ،
فغدا رسول الله محتضنا الحسين آخذا بيد الحسن وفاطمة تمشي خلفه وعلي خلفها.
وفي رواية: أخذا بيد علي والحسن والحسين بين يديه وفاطمة تتبعه،
ثم جثى بركبتيه وجعل عليا أمامه بين يديه وفاطمة بين كتفيه والحسن عن يمينه والحسين عن يساره وهو يقول لهم:
إذا دعوت فأمنوا،
فقال الأسقف: جثى والله محمد كما يجثو الأنبياء للمباهلة وخافوا فقالوا:
يا أبا القاسم أقلنا أقال الله عثرتك،
فقال: نعم قد أقلتكم، فصالحوه على ألفي حلة وثلاثين درعا وثلاثين فرسا وثلاثين حملا ولم يلبث السيد والعاقب إلا يسيرا حتى رجعا إلى النبي صلى الله عليه وآله وأسلما وأهدى العاقب له حلة وعصا وقدحا ونعلين.
وروي أنه قال النبي صلى الله عليه وآله: والذي نفسي بيده ان العذاب قد تدلى على أهل نجران ولولا عنوا لمسخوا قردة وخنازير ولا ضرم عليهم الوادي نارا ولاستأصل الله نجران وأهله حتى الطير على رؤس الشجر ولما حال الحول على النصارى كلهم حتى يهلكوا.
وفي رواية: لو باهلتموني بمن تحت الكساء لأضرم الله عليكم نارا تأجج ثم ساقها إلى من وراءكم في أسرع من طرفة العين فأحرقتهم تأججا …وأما والذي نفسي بيده لولا عنوني ما حال الحول وبحضرتهم منهم بشر.…