محمد ( 14 سنة ) - العراق
منذ سنتين

التنمية البشرية

السلام عليكم اريد تحجون عن التنمية البشرية والفكرية بمنضور اهل البيت عليهم السلام او منضور الامام علي (ع) وهل يوجد كتب للأستفاده منها


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته بما اودع الله تعالى في البشر من طاقات منذ خلقه اوجد له طرق في التعامل مع الآخرين ومن الطرق هو التنمية البشرية فانها لم تكن في يوم ما من ابتداع الغرب وانما موجودة في الفكر الاسلامي وجاء ذكرها في القرآن الكريم ولكن لم يأتي ذكرها صراحة وانما يمكن استنباط بعض مفرداتها من المفردة القرانية كما هو الحال في مفهوم التزكية الوارد في قوله تعالى (قد أفلح من زكاها)  والتربية في قوله تعالى: (وقل ربي ارحمهما كما ربياني صغيرا) ، وفي قوله تعالى: (وكلوا واشربوا ولا تسرفوا)  فهو توجيه بضرورة ترشيد الاستهلاك والانفاق وعدم مجاوزة الحد الطبيعي في النفقة ليصل الفرد الى مستوى افضل ويتجاوز بعض ضوائقه المالية وغيرها. ويزخر فكر اهل البيت عليهم السلام بالعديد من الامثلة الحية لمفهوم التنمية البشرية وتطبيقاته في حياتنا فهاهو رسولنا الاعظم وقدوتنا محمد صل الله عليه وآله يقول: ما يمنع المؤمن أن يتخذ أهلاً  لعل الله يرزقه نسمة تثقل الأرض بلاإله إلا الله  وفي هذا تنمية على اساس النوع وتحسين النسل والاكثار من العدد. والامام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام يعطينا درسا تنمويا غاية في الاهمية عن تطوير الذات وكيفية تنظيم وقتنا واستثماره استثمارا امثل في قوله عليه السلام:" اجتهدوا في أن يكون زمانكم أربع ساعات: ساعة لمناجاة الله، وساعة لأمر المعاش، وساعة لمعاشرة الإخوان، والثقات، الذين يعرّفونكم عيوبكم ويخلصون لكم في الباطن، وساعة تخلون فيها لذاتكم في غير محرم، وبهذه الساعة تقدرون على الثلاث ساعات "ويعد الامام الصادق عليه السلام قدوة ومثالا تنمويا تجلت من خلاله انسانية المدرسة الصادقية المباركة فهو عليه السلام لم يهمل احدا بسبب اختلاف او انحراف بل افاض من علومه على الجميع حسب استعدادهم وطاقاتهم الاستيعابية فقد انتج معرفيا ما يفتح امام الامة الافاق ويحقق طموحات الوصول كما اهتم بالتوجيه الى ما فيه سلامة الدنيا والاخرة فوازن بين اتجاهي العلم والعمل ولم يقتصر على احدهما ليؤكد ضرورة المحافظة على تفعيل دورهما والا يهمل الانسان الدنيا لانه كما قال عليه السلام:" نعم العون الدنيا على الآخرة". مما تقدم نستطيع ان نصف التنمية البشرية بأنها عملية توسيع الحريات الحقيقية التي يتمتع بها الناس وتتضمن الحريات؛ الحرية ضد التمييز، والتحرر من العوز، والتحرر لتحقيق الذات الإنسانية، والتحرر من الخوف، والتحرر من الظلم،  وحرية المشاركة والتعبير، والانتماء السياسية وحرية الحصول على عمل. وبهذا فلابد ان يكون الانسان هو الوسيلة والهدف النهائي للتنمية البشرية، ولابد أن تصب كل حصيلة انجازاتها لصالحة فهو خليفة الله في الأرض وهو الذي كرمه وفضلة بقوله تعالى:" ولقد كرمنا بني آدم... " يمكن لكم الإطلاع على كتاب (الإمام الصادق (ع) والتنظير للتنمية البشرية) للسيد محمد صادق الخرسان.

1