thinking ( 21 سنة ) - العراق
منذ سنتين

التفرقة بين الأبناء و التشاؤم

لدي عدة أسئلة 🌸 السؤال الاول : حب يعقوب ليوسف و اخيه اكثر من باقي أبنائه هل كان لأنه يحب امهم راحيل اكثر من باقي زوجاته ؟ على كل حال التفرقة بين الأبناء حرام .. فكيف يفعلها و هو نبي ؟! السؤال الثاني : النبي يوسف يرفض ان يركع لحاكم مصر لكنه رضي ان يسجد له ابواه و اخوته .. اليس هذا خطأً كبيراً ؟! ثم على الانسان الا يسجد الا لله !! لكنهم سجدوا لبشر مثلهم !! سجدوا له و ليس امامه شكراً لله .. لقد سجدوا له بنص الآية ! هذا شيء غير معقول و لا مقبول ! أين أحقيته ؟!! السؤال الثالث:اكو خرافة بمجتمعنا انه اذا شخص توفى من الأقارب لازم و لا امرأة تخلي حنة الى ان تمر سنة على الوفاة لان راح تسبب مو شخص ثاني من الاقارب ، اللي يعتقد بهذا الشي مو متطير و التطير حرام أم لا ؟عجنت لامي حنة و لكيتها ذابتها ثاني يوم بسبب هذا الشي، هذا مو تبذير و حرام ؟


بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب اختنا الكريمة اهلا بكم وانه ليسعدنا ان نكون بخدمتكم جواب السؤال الأول: أولا: لم يذكر القران الكريم ان يعقوب على نبينا واله وعليه السلام كان يفضل ابنه يوسف (عليه السلام) على سائر أبنائه وانما ورد هذا على لسان أبنائه: ((إِذْ قالُوا لَيُوسُفُ وَأَخُوهُ أَحَبُّ إِلى أَبِينا مِنَّا وَنَحْنُ عُصْبَةٌ إِنَّ أَبانا لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ)) (يوسف:8) وليس في القران ما يثبت انه كان يفرق بينهم تفرقة تجحف بحق الاخرين ولعل اخوة يوسف كان يتصورون هذا الشيء بسبب الرؤيا التي رأها والتي حذره ابوه يعقوب ان يقصها على اخوته ((قالَ يا بُنَيَّ لا تَقْصُصْ رُؤْياكَ عَلى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْداً إِنَّ الشَّيْطانَ لِلإِنْسانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ)) (يوسف:5) او لاجل انه واخوه بنيامين من ام أخرى وكانوا بمقتضى انها الزوجة الثانية ماكانت محل رضا منهم. ويدل على ان هذا التصور – تفضيل يوسف عليهم – كان تصورا خاطئا انهم قالوا لما اصبح يوسف عزيز مصر : ((قالُوا تَاللهِ لَقَدْ آثَرَكَ اللهُ عَلَيْنا وَإِنْ كُنَّا لَخاطِئِينَ)) (يوسف:91) فبعد ان اتضح لهم ان الله تعالى هو الذي فضل يوسف عليهم لا كما توهموا وان اباهم هم من فضله عليهم فكانوا خاطئين في حسدهم وخاطئين في تصرفهم وخاطئين في كل شيء مع ابيهم عندها ((قالُوا يا أَبانَا اسْتَغْفِرْ لَنا ذُنُوبَنا إِنَّا كُنَّا خاطِئِينَ)) (يوسف:97). ومن كل هذا نفهم انه لا يوجد تفضيل يعقوب ابنه يوسف على أبنائه بحيث يدخل في القبيح. ثانيا: لو سلمنا جدلا انه كان يفضل يوسف على سائر أبنائه الا ان تفضيل بعض الأبناء على بعض لبعض الخصوصيات ليس بالشيء المحرم شريطة ان لا يكون مجحفا بحق الاخرين من أبنائه ويكون سيئا الخلق معهم او يهملهم ولا يعتني بهم البتة اما مجرد ان يعتني ببعض لبعض الخصوصيات كما لو كان اصغر أبنائه مثلا او لاعتبارات أخرى كان يرى فيه علامات النبوة او شيء من هذا وذاك فيعتني به بمقدار لا يدخله في الحرام فهذا شيء ليس ممنوعا خاصة وان الميولات النفسية لبعض ليست شيئا محرما مادام لا يقع في محرم بالنسبة لمن هم في مسؤوليته كما في تعدد الزوجات فان العدالة المطلقة بين الزوجات بحيث تكون نسبة المودة والمحبة لجميع الزوجات شيئا متساويا بالدقة الدقيقة شيء مستحيل ولذا قال القران الكريم ((وَلَنْ تَسْتَطِيعُوا أَنْ تَعْدِلُوا بَيْنَ النِّساءِ وَلَوْ حَرَصْتُمْ))(النساء:129) فهكذا عدالة خارجة عن استطاعة الانسان نعم المطلوب ان لا يقع في حرام بالنسبة للطرف الاخر ولذا تتمة الاية كانت ((فَلا تَمِيلُوا كُلَّ الْمَيْلِ فَتَذَرُوها كَالْمُعَلَّقَةِ))(النساء:129). ثالثا: عقيدتنا في الأنبياء انهم معصومون عن الخطاء ولا يمكن ان يصدر منهم الخطاء لا قبل البعثة ولا بعدها ولا صغيرا ولا كبيرا فاذا ورد في القران او الروايات ما ظاهره انه صدرت منه المعصية فهذا محمول على ترك الأولى وليس على ارتكاب المحرم ومن هنا فان يعقوب لو ثبت انه كان يفضل ابنيه يوسف وبنيامين على بقية أبنائه فان هذا لا بد من حمله على ترك الأولى وليس على المحرم لان الأنبياء لا يمكن ان يصدر منهم المعصية. جواب السؤال الثاني: مما لا شك ولا ريب فيه ان جميع الأنبياء اتفقت كلمتهم على دعوة الناس للتوحيد فما من رسول إلا قال لقومه: ((اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ غَيْرُهُ))(الأعراف: 59) وهذا هو الذي ارسلهم اليه الله تعالى: ((وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ))(الأنبياء: 25)، فمن الثوابت التي لا يمكن التشكيك فيها ان الأنبياء يدعون الناس الى التوحيد وعدم الشرك به أحدا اذا اتضح هذا يتضح ان ما صدر ليس هو سجود ليوسف أي لشخص يوسف على ان يكون هو رب يعبد من دون الله فهذا المعنى لا يمكن تصوره فضلا عن تصديقه في حق نبي الله يعقوب ولا في حق نبي الله يوسف (على نبينا الكريم واله الطاهرين وعليهما اتم الصلاة والتسليم) ولابد من فهم هكذا شيء ذكره القران الكريم فهما لا يصدم مع هذه القضية الواضحة. وهنا نقول انا السجود ليوسف لم يكن سجودا لشخصه على انه اله يعبد وانما السجود كان شكرا لله وانما التوجه ليوسف انما كان قبلة كما الان نسجد لله باتجاه الكعبة الشريفة فان من يصلي في المسجد الحرام ويتوجه الى الكعبة الشريفة هذه البناية من الأحجار يتصور ان الذي يسجد انما يسجد لهذه الأحجار ولكن الحقيقية انه يسجد لله بالتوجه الى هذه البنية وانما ساغ هذا لان الله تعالى هو الذي امر بان تكون الكعبة الشريفة هي المركز الذي يتوجه اليه العباد وتكون هي موحدة ومركزا وقطبا لهم الى الله تعالى وأيضا سجود الملائكة لادم (عليه السلام) فليس المراد ان الملائكة سجدت لادم وانه هو الرب والاله الذي يعبد حاشاهم من ذلك وانما سجودهم كان لله وجعل الله خليفته المركز القطب الذي يتوجهون اليه ويكون هو الحجة عليهم وكذلك الحال في سجود نبي الله يعقوب وابنائه الى يوسف ولا يمكن ان يكون شركا وسجودا لغير الله بل هو سجود وخضوع لله بامر من الله فان الرؤيا التي رأها يوسف (على نبينا واله وعليه السلام) كانت حجة عليهم فان رؤياه رؤيا صادقة ولذا قال له بعد ان تم السجود ((وَقالَ يا أَبَتِ هذا تَأْوِيلُ رُءْيايَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَها رَبِّي حَقًّا))(يوسف:100). جواب السؤال الثالث: هذا السؤال فقهي وانا اجيبكم عليه حبا وكرامة مع ان محله قسم الاستفتاءات المطلوب من المراة في العدة التي مقدارها أربعة اشهر وعشرة أيام ان لا تتزوج وتكون في حداد والحداد هو ان لا تتزين ومن هنا يحرم عليها في هذه الفترة أربعة اشهر وعشرة أيام فقط أي مظهر من مظاهر التزين ووضع الحناء والحال هذه يكون من التزيين اما قضية موت شخص من الأقارب فهذه الأمور ليس لها واقع شرعي والواجب هو ما بينته لجنابكم الكريم. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

1