( 25 سنة ) - العراق
منذ سنتين

تفسير إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون

السلام عليكم قال الله (إنا أنزلناه قرآناً عربياً لعلكم تعقلون) واجمع المسلمين ان هذه الاية تعني "أنزلناه بلغتكم لتعلموا جميع معانيه وتفهموا ما فيه" فاذا كان القران عربي بلغتنا لماذا نحتاج الى مفسرين؟ نحن نحتاج ان نفهم معاني بعض الكلمات بسبب تغير لغتنا وانقسامها الى لجهات.


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته إنّ القرآن الكريم فيه معاني متعددة فيحتاج متدبر القرآن الى تفسيرها ،فضلا عن ذلك القرآن له ظاهر وله باطن ففي تفسير الميزان للسيد الطباطبائي ج 3 - ص 72 قال : وفي تفسير العياشي عن الفضيل بن يسار قال : سألت أبا جعفر عليه السلام عن هذه الرواية : ما في القرآن آية إلا ولها ظهر وبطن - وما فيه حرف إلا وله حد ولكل حد مطلع - يعني بقوله ظهر وبطن ؟ قال : ظهره تنزيله وبطنه تأويله - منه ما مضى ومنه ما لم يكن بعد - يجري كما يجري الشمس والقمر - كلما جاء منه شئ وقع - قال الله وما يعلم تأويله - إلا الله والراسخون في العلم نحن نعلمه . والرواية (مافي القرآن إلا آية …)التي ذكرت ضمن الرواية التي نقلها تفسير العياشي فهي مما رواه الصحابة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم بألفاظ مختلفة وإن كان المعنى واحدا كما في تفسير الصافي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم : إن للقرآن ظهرا وبطنا وحدا ومطلعا وفيه عنه صلى الله عليه وآله وسلم أيضا : إن للقرآن ظهرا وبطنا ولبطنه بطنا إلى سبعة أبطن . وإنّ سر كون القرآن عربيا فهو بالإضافة إلى أن اللغة العربية واسعة كما يشهد بذلك أهل المعرفة باللغات المختلفة من العالم، بحيث تستطيع أن تكون ترجمانا للسان الوحي، وأن تبين المفاهيم الدقيقة لكلام الله سبحانه، فمن المسلم به - بعد هذا - أن نور الإسلام بزغ في جزيرة العرب التي كانت منطلقا للجاهلية والظلمة والتوحش والبربرية، ومن أجل أن يجمع أهل تلك المنطقة حول نفسه فينبغي أن يكون القرآن واضحا مشرقا، ليعلم أهل الجزيرة الذين لاحظ لهم من الثقافة والعلم والمعرفة، ويخلق بذلك مركزا محوريا لانتشار هذا الدين إلى سائر نقاط العالم. وبطبيعة الحال فإن القرآن بهذه اللغة " العربية " لا يتيسر فهمه لجميع الناس في العالم (وهذا شأن أية لغة أخرى) لأننا لا نملك لغة عالمية ليفهمها جميع الناس، ولكن ذلك لا يمنع من أن يستفيد من في العالم من تراجم القرآن، أو أن يطلعوا تدريجا على هذه اللغة ليتلمسوا الآيات نفسها ويدركوا مفاهيم الوحي في طيات هذه الألفاظ. وعلى كل حال فالتعبير بكون القرآن عربيا - الذي تكرر في عشرة موارد من القرآن - جواب لأولئك الذين يتهمون النبي (صلى الله عليه وآله وسلم) بأنه تعلم القرآن من أعجمي، وأن محتوى القرآن مستورد وليس وحيا إلهيا. وهذه التعبيرات المتتابعة تحتم ضمنا وظيفة مفروضة على جميع المسلمين، وهي أن يسعوا جميعا إلى معرفة اللغة العربية وأن تكون اللغة الثانية إلى جانب لغتهم، لأنها لغة الوحي ومفتاح فهم حقائق الإسلام.

2