بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب مشيئة الله سواء كانت هي الارادة او كانت مرتبة من مراتب الفعل فليس تعني ان الانسان مجبور على فعله وانما تعني ان الله يشاء في ضمن الخصوصية التي اعطاها للانسان وهو اختياره فان الخير والشر من العباد ليس يكون بالجبر وانما هو باختيارهم ولا يجبر الله عباده على الطاعة او المعصيه (( وَ أَنْ لَيْسَ لِلْإِنْسانِ إِلاَّ ما سَعى‏ وَ أَنَّ سَعْيَهُ سَوْفَ يُرى‏ ثُمَّ يُجْزاهُ الْجَزاءَ الْأَوْفى‏))(سورة النجم، من آية ٣٩، إلى آية ٤١). وهذا هو الدستور الالهي فلا تنافي بين المشيئة وانه يفعل باختياره اذ اختيار العبد هو بمشيئة الله تعالى فما يختاره يكون مشاءً لله بما جعله من الاختيار في الفاعل. ومن هنا يتضح ان الامام الحسين عليه السلام عند قوله (شاء الله ان يراني قتيلا) اي ان الله تعالى شاء بما اعطاني من الاختيار و انا اخترت طريق الشهادة فمشيئة الله كائنة باعطاء الاختيار للانسان اي شاء الله ان يكون مختارا فاذا اختار الشهادة فان هذا اختيار الله بجعله مختارا وكذا في فعل الشر وما صدر من الشمر فان الله تعالى لا يشاء الظلم وانما شاء الله تعالى ان يكون الشمر مختارا في فعله فاذا اختار الشمر الظلم فهذا هو اختياره ويحاسب عليه نعم ما كان له ان يختاره لو لم يجعله الله مختارا فهنا تكمن مشيئة الله تعالى لا انه اجبره على الظلم حاشا لله تعالى ان يصدر منه القبيح والظلم. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته