logo-img
السیاسات و الشروط
( 50 سنة ) - العراق
منذ 3 سنوات

الوالدين

عند جلوسي على الاكل مع ابي وامي في بعض الاحيان يصدر من ابي وامي اصوات من فمهم عند الاكل وهذه الاصوات تكون مزعجة جدا فانا في بعض الاحيان لا اتحمل واقوم من الاكل وانزعج فهل فيه اشكال شرعي؟ وفقكم الله تعالى لما يحب ويرضى


إنّ الأسلام قد حث المؤمنين على طاعة الوالدين والإحسان إليهما فينبغي لك ان تلتفت إلى ذلك جيدا وما ذكرتم من الإنزعاج من صوت الوالدين عند الإكل فهذا مصداق من مصاديق العقوق فالقرآن يقول (فَلاَ تَقُل لَّهُمَآ أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً* وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنَ الرَّحْمَةِ وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِى صَغِيراً)فحرف واحد لاتقل لهما فكيف بالاكل الكثير أو الفعل غير الصحيح والانزعاج منهما لهو العقوق بعينه فلذا عليك الاهتمام بهما وان كنت تنزعج من صوتهما عند الأكل فينبغي عدم إسهار الإنزعاج وكتم ذلك عنهما وتذكر كيف كنت صغيرا وقد قاما بتربيتك وتحملا كل شيء من بكاءك ومرضك ولعبك وشقاوتك دون ان يتكلموا بشيء حتى أصبحت كبيرا فلذا يجب عليك البر بهما والإحسان إليهما. ويجب على من عقّ والديه بأيّ شكلٍ من الأشكال، أن يُسارع إلى التّوبة إلى الله -عزّ وجلّ- من هذا الذّنب العظيم، وتكون التّوبة من عقوق الوالدين: بالإقلاع عن العقوق، والنّدم على هذا الذنب، والعزم على عدم الرّجوع إليه، ثمّ إتباع ذلك بالأعمال الصالحة؛ لأنّ الأعمال الحسنة تُكفّر السيئات وتمحو الخطايا؛ وممّا يُدلّل على ذلك قول الله -سبحانه وتعالى- في محكم كتابه الكريم: (وَإِنِّي لَغَفَّارٌ لِّمَن تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا ثُمَّ اهْتَدَىٰ)،وتجدر الإشارة إلى أنّ الاكتفاء بالاستغفار في حال عقوق الوالدين لا يُعدّ أمراً كافياً، وإنّما يجدر الحرص على التوبة، ثمّ الإحسان إلى الوالدين، وذلك بالاعتذار إليهما، والدعاء بالخير لهما، وتقبيل رأسيهما، واستعمال العبارات المُحبّبة إليهما عند الخطاب، والتواضع لهما، بالإضافة إلى إكرامهما مادياً قدر الاستطاعة، وحريٌّ بالمؤمن أن يستحضر أنّ التوبة من عقوق الوالدين هي رجوع إلى الله -سبحانه وتعالى- قبل أن تكون إقبالاً وحبّاً لوالديه؛ وذلك لأنّ الله -عزّ وجلّ- قرن طاعتهما بطاعته، وعقوقهما بمعصيته.

4