logo-img
السیاسات و الشروط
ماجد شايع البدري ( 33 سنة ) - العراق
منذ 4 سنوات

دعاء

سلام عليكم جاء في احد الادعيه ( ويحتاج الى الظلم الضعيف) ممكن شرح؟


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته هذا المقطع قد ورد في بعض أدعية يالإمام السجاد عليه السلام : (وقد علمتُ أنه ليس في حكمك ظلم ولا في نقمتك عجلة ، وإنما يعجل من يخاف الفوت ، وإنما يحتاج إلى الظلم الضعيف. وقد تعاليت يا إلهي عن ذلك علواً كبيراً). يقول الحق تبارك وعلا في كتابه المجيد:﴿وَظَلَّلْنَا عَلَيْكُمُ الْغَمَامَ وَأَنزَلْنَا عَلَيْكُمُ الْمَنَّ وَالسَّلْوَى كُلُواْ مِن طَيِّبَاتِ مَا رَزَقْنَاكُمْ وَمَا ظَلَمُونَا وَلَكِن كَانُواْ أَنفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ﴾.(البقرة:57) الظِّلم ثلاثة: (ظلمٌ للخالق، وظلمٌ للنَّفس، وظلمٌ للآخرين) وظلم النفس هو أساس للنَّوعين الآخرين، وهذه حقيقة يؤكِّدها الحديث المروي عن أمير المؤمنين (عليه السَّلام) إذ يقول:”مَن ظلم نفسه كان لغيره أظلم”. وفي مقام آخر يقول (عليه السَّلام):”ظَلَم نفسه مَن عصى الله، وأطاع الشَّيطان”. فالنَّفس البشريَّة نفسٌ أعزَّها الله سبحانه، وإنَّما تذلُّها المعصية، وترهقها الذُّنوب، وما ظلم الإنسان هذه النَّفس إلَّا لأنَّه ضعيفٌ أمام شهواته، لا يجد العزم والإرادة الفاعلة والمؤثِّرة في سلوكه، الأمر الذي ينعكس سلبًا على كلِّ حركةٍ وسكون. والعاقل من أولى هذه النفس حقَّها من التَّهذيب والعناية، لأنَّ ظلمها له آثارٌ بالغة الأثر، فالتَّسويف لبعض العبادات، والمعصية، وكفران النِّعم جميعها صور للظُّلم، وله آثاره في الدَّارين. ولعل الامام (ع) في قوله (ويحتاج إلى الظلم الضعيف )إراد الإشارة إلى ان الإنسان القوي لا يحتاج إلى الظلم بل الذي يحتاج إليه هو الانسان الضعيف الخائف وإن كان يظهر بمظهر القوة, وذكر البعض أن: الظلم من المعاصي التي تعجل عقوبتها في الدنيا، فهو متعدٍ للغير وكيف تقوم للظالم قائمة إذا ارتفعت أكف الضراعة من المظلوم، فعن النبي الأكرم صلّى الله عليه وآله وسلّم: "اتقوا دعوة المظلوم ؛ فإنها تحمل على الغمام، يقول الله: وعزتي وجلالي لأنصرنَّك ولو بعد حين".