( 25 سنة ) - السعودية
منذ 3 سنوات

زواج المتعة

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال الله تعالى{ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنَ النِّسَاءِ إِلَّا مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ ۖ كِتَابَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ ۚ وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاءَ ذَٰلِكُمْ أَن تَبْتَغُوا بِأَمْوَالِكُم (مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ۚ) فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً ۚ وَلَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ ۚ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا} (مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ ۚ) جميعنا نعلم أن زواج المتعة لا يحصن الشخص فكيف نستدل بهذه الآية على جواز زواج المتعة؟ وفقكم الله


السلام عليكم ورحمة الله و بركاته إنّ معنى " محصنين " في الآية والذي هو إشارة إلى حال الرجال هو " عفيفين "، وعبارة " غير مسافحين " تأكيد لهذا الوصف، لأن السفاح (الذي هو وزن كتاب) يعني الزنا وأصله من السفح وهو صب الماء أو الأعمال العابثة والأفعال الطائشة وحيث أن القرآن يستخدم - في مثل هذه الموارد - الكنايات يكون المراد من السفاح الزنا واللقاء الجنسي الغير المشروع. وجملة أن تبتغوا بأموالكم إشارة إلى أن العلاقة الزوجية إما يجب أن تتم من خلال الزواج مع دفع صداق ومهر، أو من خلال تملك أمة في لقاء دفع قيمتها . كما أن عبارة " غير مسافحين " في الآية الحاضرة لعلها إشارة إلى حقيقة أن الهدف من الزواج يجب أن لا يكون فقط إطفاء الشهوة، وتلبية الرغبة الجنسية، بل الزواج قضية حيوية هامة تهدف غاية جد سامية يجب أن تكون الغريزة الجنسية في خدمتها أيضا، ألا وهو بقاء النوع البشري، وحفظه من التلوث والانحراف. فما استمتعتم به منهن فآتوهن أجورهن فريضة أي أنه يجب عليهم دفع أجور النساء اللاتي تستمتعون بهن، وهذا القسم من الآية إشارة إلى مسألة الزواج المؤقت أو ما يسمى بالمتعة، ويستفاد منها أن أصل تشريع الزواج المؤقت كان قطعيا ومسلما عند المسلمين قبل نزول هذه الآية، ولهذا يوصي المسلمون في هذه الآية بدفع أجورهن. وحيث أن البحث في هذه المسألة من الأبحاث التفسيرية والفقهية والاجتماعية المهمة جدا يجب دراستها من عدة جهات هي: ١ - القرائن الموجودة في هذه الآية التي تؤكد دلالتها على الزواج المؤقت. ٢ - إن الزواج المؤقت كان في عصر رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) ولم ينسخ. ٣ - الحاجة بل والضرورة الاجتماعية إلى هذا النوع من الزواج. ٤ - الإجابة على بعض الإشكالات. وأما بالنسبة إلى النقطة الأولى فلابد من الالتفات إلى أمور: أولا: إن كلمة المتعة التي اشتق منها لفظة " استمتعتم " تعني الزواج المؤقت، وبعبارة أخرى المتعة حقيقة شرعية في هذا النوع من الزواج، ويدل على ذلك أن هذه الكلمة استعملت في هذا المعنى نفسه في روايات النبي الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وكلمات الصحابة مرارا وتكرارا . ثانيا: إن هذه اللفظة إذا لم تكن بالمعنى المذكور يجب أن تفسر حتما بمعناها اللغوي وهو " الانتفاع " فيكون معنى هذا المقطع من الآية هكذا: " إذا انتفعتم بالنساء الدائمات فادفعوا إليهن أجورهن " في حين أننا نعلم إن دفع الصداق والمهر غير مقيد ولا مشروط بالانتفاع بالزوجات الدائمات بل يجب دفع تمام المهر - بناء على ما هو المشهور بين الفقهاء - أو نصفه على الأقل إلى المرأة بمجرد العقد للزواج الدائم عليها. ثالثا: إن كبار " الصحابة " و " التابعين " مثل ابن عباس العالم (المفسر الإسلامي الكبير) وأبي بن كعب، وجابر بن عبد الله الأنصاري، وعمران بن الحصين، وسعيد بن جبير، ومجاهد، وقتادة والسدي، وجماعة كبيرة من مفسري أهل السنة، وجميع مفسري أهل البيت، فهموا من الآية الحاضرة حكم الزواج المؤقت إلى درجة أن الفخر الرازي - رغم ما عهد عنه من التشكيك الكثير في القضايا المرتبطة بالشيعة وعقائد هم قال بعد بحث مفصل: والذي يجب أن يعتمد عليه في هذا الباب أن نقول أنها منسوخة وعلى هذا التقدير فلو كانت هذه الآية دالة على أنها مشروعة لم يكن ذلك قادحا في غرضنا، وهذا هو الجواب أيضا عن تمسكهم بقراءة أبي وابن عباس فإن تلك القراءة بتقدير ثبوتها لا تدل إلا على أن المتعة كانت مشروعة، ونحن لا ننازع فيه، إنما الذي نقوله أن النسخ طرأ عليه . رابعا: اتفق أئمة أهل البيت (عليهم السلام) وهم أعلم الناس بأسرار الوحي، على تفسير الآية المذكورة بهذا المعنى (أي بالزواج المؤقت) وقد وردت في هذا الصعيد روايات كثيرة منها.

2