العادة السرية حرام سواء أكانت مضطرة لذلك أم لا. وويمكن لك التخلص من مشكلة عدم رغبة الزوجة بالمعاشرة الجنسية من خلال معرفة إسباب ذلك وإيجاد الحلول المناسبة لتلك المشكلة فمثلا أسلوب تعاملك معها غير لائق وعدم الأهتمام بنفسك وهيئتك وعدم الجلوس معها وغيرها فهذة الامور تجعل الزوجة تنفر منك ويمكن معالجة ذلك من خلال معرفة آداب الزوج مع زوجته في حياتهم اليومية
ومن أهم ما يحتاجه الزوج مع زوجته:
مِنْ كَلَامِ الإمام الصادق (عليه السلام) سَمَّاهُ بَعْضُ الشِّيعَةِ نَثْرَ الدُّرَر قوله :
( لَا غِنَى بِالزَّوْجِ عَنْ ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ فِيمَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ زَوْجَتِهِ وَ هِيَ :
1 ـ الْمُوَافِقَةُ : لِيَجْتَلِبَ بِهَا مُوَافَقَتَهَا ، وَ مَحَبَّتَهَا ، وَ هَوَاهَا .
2 ـ وَ حُسْنُ خُلُقِهِ مَعَهَا .
3 ـ وَ اسْتِعْمَالُهُ اسْتِمَالَةَ قَلْبِهَا :
أ ـ بِالْهَيْئَةِ الْحَسَنَةِ فِي عَيْنِهَا .
ب ـ وَ تَوْسِعَتُهُ عَلَيْهَا .
ومن أهم ما تحتاجه الزوجة مع زوجها:
و يواصل الإمام الصادق (عليه السلام) كلامه حول ما تحتاجه الزوجة مع زوجها فيقول :
( وَلَا غِنَى بِالزَّوْجَةِ فِيمَا بَيْنَهَا وَ بَيْنَ زَوْجِهَا الْمُوَافِقِ لَهَا عَنْ ثَلَاثِ خِصَالٍ وَ هُنَّ :
1 ـ صِيَانَةُ نَفْسِهَا عَنْ كُلِّ دَنَسٍ : حَتَّى يَطْمَئِنَّ قَلْبُهُ إِلَى الثِّقَةِ بِهَا فِي حَالِ الْمَحْبُوبِ وَ الْمَكْرُوهِ .
2 ـ وَ حِيَاطَتُهُ : لِيَكُونَ ذَلِكَ عَاطِفاً عَلَيْهَا عِنْدَ زَلَّةٍ تَكُونُ مِنْهَا .
3 ـ و َإِظْهَارُ الْعِشْقِ لَهُ :
أ ـ بِالْخِلَابَةِ .
ب ـ وَ الْهَيْئَةِ الْحَسَنَةِ لَهَا فِي عَيْنِه ) .
والحق المتبادل بين الزوج و الزوجة:
في الحديث الصحيح عَنْ أَبِي حَمْزَةَ قَالَ سَمِعْتُ جَابِراً الْأَنْصَارِيَّ يُحَدِّثُ قَالَ : كُنَّا جُلُوساً مَعَ رَسُولِ اللَّهِ (صلى الله عليه و آله) فَذَكَرْنَا النِّسَاءَ وَ فَضْلَ بَعْضِهِنَّ عَلَى بَعْضٍ .
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه و آله) أَلَا أُخْبِرُكُمْ ؟
فَقُلْنَا : بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ ، فَأَخْبِرْنَا .
فَقَالَ (صلى الله عليه وآله) : إِنَّ مِنْ خَيْرِ نِسَائِكُمُ الْوَلُودَ ، الْوَدُودَ ، السَّتِيرَةَ ، الْعَزِيزَةَ فِي أَهْلِهَا الذَّلِيلَةَ مَعَ بَعْلِهَا ، الْمُتَبَرِّجَةَ مَعَ زَوْجِهَا ، الْحَصَانَ عَنْ غَيْرِهِ ، الَّتِي تَسْمَعُ قَوْلَهُ ، وَ تُطِيعُ أَمْرَهُ ، وَ إِذَا خَلَا بِهَا بَذَلَتْ لَهُ مَا أَرَادَ مِنْهَا ، وَ لَمْ تَبَذَّلْ لَهُ تَبَذُّلَ الرَّجُلِ .
ثُمَّ قَالَ (صلى الله عليه وآله) : أَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشَرِّ نِسَائِكُمْ ؟
قَالُوا : بَلَى .
قَالَ (صلى الله عليه وآله) : إِنَّ مِنْ شَرِّ نِسَائِكُمُ الذَّلِيلَةَ فِي أَهْلِهَا الْعَزِيزَةَ مَعَ بَعْلِهَا ، الْعَقِيمَ ، الْحَقُودَ ، الَّتِي لَا تَتَوَرَّعُ مِنْ قَبِيحٍ ، الْمُتَبَرِّجَةَ إِذَا غَابَ عَنْهَا بَعْلُهَا ، الْحَصَانَ مَعَهُ إِذَا حَضَرَ ، الَّتِي لَا تَسْمَعُ قَوْلَهُ ، وَ لَا تُطِيعُ أَمْرَهُ ، وَ إِذَا خَلَا بِهَا بَعْلُهَا تَمَنَّعَتْ مِنْهُ تَمَنُّعَ الصَّعْبَةِ عِنْدَ رُكُوبِهَا ، وَ لَا تَقْبَلُ لَهُ عُذْراً ، وَ لَا تَغْفِرُ لَهُ ذَنْباً .
ثُمَّ قَالَ (صلى الله عليه وآله) : أَفَلَا أُخْبِرُكُمْ بِخَيْرِ رِجَالِكُمْ؟
فَقُلْنَا : بَلَى .
قَالَ (صلى الله عليه وآله) : إِنَّ مِنْ خَيْرِ رِجَالِكُمُ التَّقِيَّ ، النَّقِيَّ ، السَّمْحَ الْكَفَّيْنِ ، السَّلِيمَ الطَّرَفَيْنِ ، الْبَرَّ بِوَالِدَيْهِ ، وَ لَا يُلْجِئُ عِيَالَهُ إِلَى غَيْرِهِ .
ثُمَّ قَالَ (صلى الله عليه وآله) : أَفَلَا أُخْبِرُكُمْ بِشَرِّ رِجَالِكُمْ ؟
فَقُلْنَا : بَلَى .
قَالَ (صلى الله عليه وآله) : إِنَّ مِنْ شَرِّ رِجَالِكُمُ الْبَهَّاتَ ، الْفَاحِشَ ، الْآكِلَ وَحْدَهُ ، الْمَانِعَ رِفْدَهُ ، الضَّارِبَ أَهْلَهُ وَ عَبْدَهُ ، الْبَخِيلَ ، الْمُلْجِئَ عِيَالَهُ إِلَى غَيْرِهِ ، الْعَاقَّ بِوَالِدَيْهِ 3 .
آداب الزوج مع زوجته
الأدب الأول : أن يحسن الزوج خُلَقَه مع زوجته
لقد وردت الأحاديث الكثيرة في حسن الخلق مع عموم الناس قريباً كان أم بعيداً و أنه يبلغ بصاحبه درجة الصائم القائم و أن صاحبه من أكمل المؤمنين إيماناً ؛ ففي الصحيح عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي جَعْفَرٍ الباقر (عليه السلام) قَالَ : " إِنَّ أَكْمَلَ الْمُؤْمِنِينَ إِيمَاناً أَحْسَنُهُمْ خُلُقاً " .
إن الزوج سيء الخلق مع زوجته و أهل بيته في حال خطر شديد و لا ينجو منه ، هذا الخطر يتمثل في :
1 ـ الدنيا بعدم التوفيق لحياة زوجية سعيدة .
2 ـ الخطر الأخروي و هو عذاب القبر ، فأول ما يوضع في القبر تحصل لديه ضغطة القبر كما روى ذلك الشيخ الصدوق بسنده عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْيَسَعِ عَنِ ابْنِ سِنَانٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَالَ : أُتِيَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه و آله) ، فَقِيلَ لَهُ : إِنَّ سَعْدَ بْنَ مُعَاذٍ قَدْ مَاتَ .
فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) وَ قَامَ أَصْحَابُهُ مَعَهُ فَأَمَرَ بِغُسْلِ سَعْدٍ وَ هُوَ قَائِمٌ عَلَى عِضَادَةِ الْبَابِ ، فَلَمَّا أَنْ حُنِّطَ وَ كُفِّنَ وَ حُمِلَ عَلَى سَرِيرِهِ تَبِعَهُ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) بِلَا حِذَاءٍ وَ لَا رِدَاءٍ ثُمَّ كَانَ يَأْخُذُ يَمْنَةَ السَّرِيرِ مَرَّةً وَ يَسْرَةَ السَّرِيرِ مَرَّةً حَتَّى انْتَهَى بِهِ إِلَى الْقَبْرِ .
فَنَزَلَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) حَتَّى لَحَدَهُ وَ سَوَّى اللَّبِنَ عَلَيْهِ وَ جَعَلَ يَقُولُ : نَاوِلُونِي حَجَراً نَاوِلُونِي تُرَاباً رَطْباً يَسُدُّ بِهِ مَا بَيْنَ اللَّبِنِ فَلَمَّا أَنْ فَرَغَ وَ حَثَا التُّرَابَ عَلَيْهِ وَ سَوَّى قَبْرَهُ ، قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) : إِنِّي لَأَعْلَمُ أَنَّهُ سَيَبْلَى وَ يَصِلُ الْبِلَى إِلَيْهِ وَ لَكِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ عَبْداً إِذَا عَمِلَ عَمَلًا أَحْكَمَهُ .
فَلَمَّا أَنْ سَوَّى التُّرْبَةَ عَلَيْهِ قَالَتْ أُمُّ سَعْدٍ : يَا سَعْدُ هَنِيئاً لَكَ الْجَنَّةُ .
فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) : يَا أُمَّ سَعْدٍ مَهْ لَا تَجْزِمِي عَلَى رَبِّكِ ، فَإِنَّ سَعْداً قَدْ أَصَابَتْهُ ضَمَّةٌ .
قَالَ فَرَجَعَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) وَ رَجَعَ النَّاسُ ، فَقَالُوا لَهُ يَا رَسُولَ اللَّهِ لَقَدْ رَأَيْنَاكَ صَنَعْتَ عَلَى سَعْدٍ مَا لَمْ تَصْنَعْهُ عَلَى أَحَدٍ إِنَّكَ تَبِعْتَ جَنَازَتَهُ بِلَا رِدَاءٍ وَ لَا حِذَاءٍ .
فَقَالَ (صلى الله عليه وآله) : إِنَّ الْمَلَائِكَةَ كَانَتْ بِلَا رِدَاءٍ وَ لَا حِذَاءٍ فَتَأَسَّيْتُ بِهَا .
قَالُوا : وَ كُنْتَ تَأْخُذُ يَمْنَةَ السَّرِيرِ مَرَّةً وَ يَسْرَةَ السَّرِيرِ مَرَّةً .
قَالَ (صلى الله عليه وآله) : كَانَتْ يَدِي فِي يَدِ جَبْرَئِيلَ آخُذُ حَيْثُ يَأْخُذُ .
قَالُوا : أَمَرْتَ بِغُسْلِهِ وَ صَلَّيْتَ عَلَى جِنَازَتِهِ وَ لَحَدْتَهُ فِي قَبْرِهِ ثُمَّ قُلْتَ إِنَّ سَعْداً قَدْ أَصَابَتْهُ ضَمَّةٌ .
قَالَ : فَقَالَ (صلى الله عليه وآله) : نَعَمْ إِنَّهُ كَانَ فِي خُلُقِهِ مَعَ أَهْلِهِ سُوءٌ .
و الضمة هنا ضغطة القبر .
الأدب الثاني : أن يسلم الزوج على زوجته
ينبغي للمسلم أن يبادر بالسلام لكل من يلتقي به حتى ولو كان طفلا صغيراً و لمن يدخل عليه ولمن يمر عليه ، كما ينبغي للزوج إذا دخل بيته أن يسلم على أهل بيته و على زوجته و أطفاله .
جاء في الفقه المنسوب إلى الإمام الرضا (عليه السلام) قوله :
و إذا دخلت منزلك فسلم على أهلك فإن لم يكن فيه أحد فقل بسم الله و بالله و السلام على رسول الله و السلام علينا و على عباد الله الصالحين . و اتق في جميع أمورك و أحسن خلقك و أجمل معاشرتك مع الصغير و الكبير و تواضع مع العلماء و أهل الدين و ارفق بما ملكت يمينك و تعاهد إخوانك و سارع في قضاء حوائجهم و إياك و الغيبة و النميمة و سوء الخلق مع أهلك و عيالك و أحسن مجاورة من جاورك فإن الله يسألك عن الجار و قد نروي عن رسول الله (صلى الله عليه و آله) : أن الله تبارك و تعالى أوصاني بالجار حتى ظننت أنه يرثني و بالله التوفيق .
4 ـ و في التسليم على الأطفال ورد عَنْ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الرِّضَا عَنْ آبَائِهِ (عليهم السلام) قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) : " خَمْسٌ لَا أَدَعُهُنَّ حَتَّى الْمَمَاتِ : الْأَكْلُ عَلَى الْحَضِيضِ مَعَ الْعَبِيدِ ، وَ رُكُوبِيَ الْحِمَارَ مُؤْكَفاً ، وَ حَلْبِيَ الْعَنْزَ بِيَدِي ، وَ لُبْسُ الصُّوفِ ، وَ التَّسْلِيمُ عَلَى الصِّبْيَانِ لِتَكُونَ سُنَّةً مِنْ بَعْدِي " .
الحَضِيض : قرار الأرض و سفح الجبل . و روي عنه (صلى الله عليه وآله) : " فإنما أنا عبد آكل كما يأكل العبد " .
الإكاف و الوكاف : البردعة و هو الكساء يلقى على ظهر الدابة . فالنبي يركب على الدابة و عليها الكساء .
الأدب الثالث : أن يكون الزوج بمستوى المسؤولية
ليس المهم أن الشاب يتزوج و حسب ، بل المهم أن يكون الشاب في مستوى تحمل المسؤولية للحياة الزوجية في جميع جوانبها المادية و المعنوية و الاجتماعية و الدينية ، فقد روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال :
" إِنَّ الْمَرْءَ يَحْتَاجُ فِي مَنْزِلِهِ وَ عِيَالِهِ إِلَى ثَلَاثِ خِلَالٍ يَتَكَلَّفُهَا وَ إِنْ لَمْ يَكُنْ فِي طَبْعِهِ ذَلِكَ : مُعَاشَرَةٌ جَمِيلَةٌ ، وَ سَعَةٌ بِتَقْدِيرٍ ، وَ غَيْرَةٌ بِتَحَصُّنٍ " .
هذه الرواية تشير إلى :
1 ـ حسن الخلق و المعاشرة الجميلة من الزوج مع زوجته .
2 ـ أن يوسع عليها من الناحية المادية .
3 ـ أن تكون عنده غيرة على زوجته معقولة و بشرط أن تكون هذه الغيرة تؤدي بها إلى تحصينها و عفتها ، لا أن يصل به الحد أن يكون شكاكاً فيها بلا مبرر و لأتفه الأسباب ، و في النتيجة قد يؤدي بها إلى التهمة و الخيانة ثم الانحراف .
الأدب الرابع : أن يغفر الزوج لزوجته خطيئتها
ففي الصحيح عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) : مَا حَقُّ الْمَرْأَةِ عَلَى زَوْجِهَا الَّذِي إِذَا فَعَلَهُ كَانَ مُحْسِناً ؟
قَالَ : " يُشْبِعُهَا ، وَ يَكْسُوهَا ، وَ إِنْ جَهِلَتْ غَفَرَ لَهَا " .
وَ قَالَ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) : كَانَتِ امْرَأَةٌ عِنْدَ أَبِي (عليه السلام) تُؤْذِيهِ فَيَغْفِرُ لَهَا .
الأدب الخامس : رفق الزوج بزوجته
ففي الصحيح عَنْ سَمَاعَةَ بْنِ مِهْرَانَ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَالَ : اتَّقُوا اللَّهَ فِي الضَّعِيفَيْنِ ، يَعْنِي بِذَلِكَ الْيَتِيمَ وَ النِّسَاءَ وَ إِنَّمَا هُنَّ عَوْرَةٌ .
الأدب السادس : إحسان الزوج لزوجته
عَنْ يُونُسَ بْنِ عَمَّارٍ قَالَ زَوَّجَنِي أَبُو عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) جَارِيَةً كَانَتْ لِإِسْمَاعِيلَ ابْنِهِ فَقَالَ : " أَحْسِنْ إِلَيْهَا " .
فَقُلْتُ : وَ مَا الْإِحْسَانُ إِلَيْهَا ؟
فَقَالَ (عليه السلام) : " أَشْبِعْ بَطْنَهَا ، وَ اكْسُ جُثَّتَهَا ، وَ اغْفِرْ ذَنْبَهَا " .
ثُمَّ قَالَ اذْهَبِي وَسَّطَكِ اللَّهُ مَا لَهُ .
وَ قَالَ الصَّادِقُ (عليه السلام) : " رَحِمَ اللَّهُ عَبْداً أَحْسَنَ فِيمَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ زَوْجَتِهِ ؛ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ قَدْ مَلَّكَهُ نَاصِيَتَهَا وَ جَعَلَهُ الْقَيِّمَ عَلَيْهَا " فهو المدير للبيت و العائلة و على المدير و المسؤول أن يرحم من يرأسهم و أن يحسن إليهم و إلا كان ظالماً .
الأدب السابع : أن لا يسب الزوج زوجته
عَنْ شِهَابِ بْنِ عَبْدِ رَبِّهِ قَالَ قُلْتُ لِأَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) : مَا حَقُّ الْمَرْأَةِ عَلَى زَوْجِهَا ؟
قَالَ (عليه السلام) : " يَسُدُّ جَوْعَتَهَا ، وَ يَسْتُرُ عَوْرَتَهَا ، وَ لَا يُقَبِّحُ لَهَا وَجْهاً ، فَإِذَا فَعَلَ ذَلِكَ فَقَدْ وَاللَّهِ أَدَّى حَقَّهَا " فتقبيح الوجه نوع من أنواع السب .
الأدب الثامن : مداراة الزوج لزوجته
ففي الحديث الصحيح عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ مُسْلِمٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) : " أَوْصَانِي جَبْرَئِيلُ عليه السلام بِالْمَرْأَةِ حَتَّى ظَنَنْتُ أَنَّهُ لَا يَنْبَغِي طَلَاقُهَا إِلَّا مِنْ فَاحِشَةٍ مُبَيِّنَةٍ " 21 أي لكثرة مداراتها و العناية بها .
الأدب التاسع : إشباع غريزتها الجنسية
و قد وردت في ذلك روايات متعددة منها :
ٍ1 ـ عَنْ عُبَيْدِ بْنِ زُرَارَةَ قَالَ : كَانَ لَنَا جَارٌ شَيْخٌ ، لَهُ جَارِيَةٌ فَارِهَةٌ قَدْ أَعْطَى بِهَا ثَلَاثِينَ أَلْفَ دِرْهَمٍ فَكَانَ لَا يَبْلُغُ مِنْهَا مَا يُرِيدُ ، وَ كَانَتْ تَقُولُ اجْعَلْ يَدَكَ كَذَا بَيْنَ شُفْرَيَّ فَإِنِّي أَجِدُ لِذَلِكَ لَذَّةً ، وَ كَانَ يَكْرَهُ أَنْ يَفْعَلَ ذَلِكَ .
فَقَالَ لِزُرَارَةَ اسْأَلْ أَبَا عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) عَنْ هَذَا فَسَأَلَهُ .
فَقَالَ (عليه السلام) : لَا بَأْسَ أَنْ يَسْتَعِينَ بِكُلِّ شَيْءٍ مِنْ جَسَدِهِ عَلَيْهَا ، وَ لَكِنْ لَا يَسْتَعِينُ بِغَيْرِ جَسَدِهِ عَلَيْهَا .
2 ـ عَنِ ابْنِ الْقَدَّاحِ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) : " إِذَا جَامَعَ أَحَدُكُمْ فَلَا يَأْتِيهِنَّ كَمَا يَأْتِي الطَّيْرُ ، لِيَمْكُثْ ، وَ لْيَلْبَثْ . قَالَ بَعْضُهُمْ وَ لْيَتَلَبَّثْ حتى تشبع غريزتها و تجمع اللذتان من الزوج و الزوجة معاً .
3 ـ عَنْ مِسْمَعٍ أَبِي سَيَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) : " إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْتِيَ أَهْلَهُ فَلَا يُعْجِلْهَا " فليتركها حتى تقضي شهوتها و وطرها و تتلذذ .
4 ـ قال الشيخ الصدوق مُحَمَّدُ بْنُ عَلِيِّ بْنِ الْحُسَيْنِ : قَالَ الصَّادِقُ (عليه السلام) : " إِنَّ أَحَدَكُمْ لَيَأْتِي أَهْلَهُ فَتَخْرُجُ مِنْ تَحْتِهِ فَلَوْ أَصَابَتْ زِنْجِيّاً لَتَشَبَّثَتْ بِهِ فَإِذَا أَتَى أَحَدُكُمْ أَهْلَهُ فَلْيَكُنْ بَيْنَهُمَا مُدَاعَبَةٌ فَإِنَّهُ أَطْيَبُ لِلْأَمْرِ " أي أن يسبق اللقاء الجنسي مداعبة و يهيئها لذلك حتى تتلذذ و ترتاح نفسياً .
5 ـ وَ فِي الْخِصَالِ بِإِسْنَادِهِ عَنْ عَلِيٍّ (عليه السلام) فِي حَدِيثِ الْأَرْبَعِمِائَةِ قَالَ : " إِذَا أَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يَأْتِيَ زَوْجَتَهُ فَلَا يُعَجِّلْهَا فَإِنَّ لِلنِّسَاءِ حَوَائِجَ " فكما أن الزوج له رغبة جنسية و يحب أن يكون على أحسن ما يرام و يشبع غريزته و يتلذذ ، فكذلك المرأة لديها ما لدى الرجل بل لديها من الأحاسيس أكثر من الرجل فإذا لم تشبع غريزتها انعكس على أخلاقها و تصرفاتها و خرجت السلبيات في تعاملها .
6 ـ عَنْ أَبِي الْبَخْتَرِيِّ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) عَنْ أَبِيهِ (عليه السلام) قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) : " ثَلَاثَةٌ مِنَ الْجَفَاءِ : أَنْ يَصْحَبَ الرَّجُلُ الرَّجُلَ فَلَا يَسْأَلَهُ عَنِ اسْمِهِ وَ كُنْيَتِهِ ، وَ أَنْ يُدْعَى الرَّجُلُ إِلَى طَعَامٍ فَلَا يُجِيبَ وَ أَنْ يُجِيبَ فَلَا يَأْكُلَ ، وَ مُوَاقَعَةُ الرَّجُلِ أَهْلَهُ قَبْلَ الْمُدَاعَبَةِ " .
7 ـ و عن رسول الله (صلى الله عليه وآله) أنه قال : " إذا أتى أحدكم إلى امرأته فلا يعجلها و إذا واقعها فليصدقها "أي لا يعجلها في إنزال الماء و البلوغ في اللذة بل يؤخر بلوغ لذته و إنزاله مائه مع بلوغها اللذة حتى تجتمع اللذتان لها .
و قوله : ( فليصدقها ) أي فليشبعها عند المجامعة .
الأدب العاشر : ملاعبة الزوج لزوجته حتى في غير اللقاء الجنسي
ينبغي للزوج أن يدخل السرور على قلب زوجته و أن يلاعب زوجته و يمازحها في مختلف الأوقات و لا يقتصر على وقت الجماع و اللقاء الجنسي فإن استحباب إدخال السرور على قلبها في مختلف الأوقات ، فقد روي عَنْ عَلِيِّ بْنِ إِسْمَاعِيلَ رَفَعَهُ قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه وآله) : ارْمُوا ، وَ ارْكَبُوا ، وَ أَنْ تَرْمُوا أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ تَرْكَبُوا ، ثُمَّ قَالَ كُلُّ لَهْوِ الْمُؤْمِنِ بَاطِلٌ ، إِلَّا فِي ثَلَاثٍ : فِي تَأْدِيبِهِ الْفَرَسَ ، وَ رَمْيِهِ عَنِ الْقَوْسِ ، وَ مُلَاعَبَتِهِ امْرَأَتَهُ ؛ فَإِنَّهُنَّ حَقٌّ .
يشير رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى عدة أمور :
1 ـ أن يتدرب الإنسان و يتعلم الرماية .
2 ـ أن يركب الخيل ليتدرب على الحروب .
3 ـ و الذي أكد عليه في هذه الرواية ملاعبة الرجل لزوجته حتى و لو أكثَرَ منه فإن ذلك ليس من اللهو في شيء ، و بأي نحو من الأنحاء حتى لو كان بالنظر لها و هي عريانة ، كما ورد عَنْ إِسْحَاقَ بْنِ عَمَّارٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) فِي الرَّجُلِ يَنْظُرُ إِلَى امْرَأَتِهِ وَ هِيَ عُرْيَانَةٌ قَالَ (عليه السلام) : " لَا بَأْسَ بِذَلِكَ وَ هَلِ اللَّذَّةُ إِلَّا ذَلِكَ " .
أو بتقبيلها في أي موضع من جسدها كما ورد عَنْ عَلِيِّ بْنِ جَعْفَرٍ قَالَ سَأَلْتُ أَبَا الْحَسَنِ (عليه السلام) عَنِ الرَّجُلِ يُقَبِّلُ قُبُلَ الْمَرْأَةِ .
قَالَ (عليه السلام) : لَا بَأْسَ .
الأدب الحادي عشر : أن يوسع الزوج على زوجته من الناحية المادية
فإن من خيار الأزواج الذين يوسعون على عيالهم و زوجاتهم كما تقدم في صحيحة جابر الأنصاري ( السَّمْحَ الْكَفَّيْنِ )
وَ قَالَ (عليه السلام) : " عِيَالُ الرَّجُلِ أُسَرَاؤُهُ وَ أَحَبُّ الْعِبَادِ إِلَى اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ أَحْسَنُهُمْ صُنْعاً إِلَى أُسَرَائِهِ " .
من أسباب زوال النعمة بخل الرجل على عياله
قَالَ أَبُو الْحَسَنِ مُوسَى بْنُ جَعْفَرٍ (عليه السلام) : " عِيَالُ الرَّجُلِ أُسَرَاؤُهُ فَمَنْ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ نِعْمَةً فَلْيُوَسِّعْ عَلَى أُسَرَائِهِ ، فَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ أَوْشَكَ أَنْ تَزُولَ تِلْكَ النِّعْمَةُ ".
الأدب الثاني عشر : أن لا يلجئ زوجته إلى غيره
سواء أكان في الجانب المادي أو الجانب الجنسي أو المعنوي ، فإن من خيار الرجال الذي لا يلجئ عياله إلى غيره بل يقوم بكل ما تحتاجه زوجته و عياله ، أما الرجال الذين يقصرون مع زوجاتهم و مع عيالهم و يلجئونهم إلى غيرهم فهم من أشر الرجال و إن تظاهروا بالصلاح و الأعمال الصالحة كما تقدم في صحيحة جابر .
الأدب الثالث عشر : أن لا يضرب الزوج زوجته
فإن من شرار الرجال من يضرب زوجته كما تقدم في صحيحة جابر : " إِنَّ مِنْ شَرِّ رِجَالِكُمُ الْبَهَّاتَ ، الْفَاحِشَ ، الْآكِلَ وَحْدَهُ ، الْمَانِعَ رِفْدَهُ ، الضَّارِبَ أَهْلَهُ وَ عَبْدَهُ ، الْبَخِيلَ ، الْمُلْجِئَ عِيَالَهُ إِلَى غَيْرِه ، الْعَاقَّ بِوَالِدَيْهِ " .
الأدب الرابع عشر : أن يكرم الزوج زوجته و يعفو عنها
جاء في رسالة الحقوق للإمام زين العابدين عليه السلام أنه قال : " وَ أَمَّا حَقُّ الزَّوْجَةِ فَأَنْ تَعْلَمَ أَنَّ اللَّهَ عَزَّ وَ جَلَّ جَعَلَهَا لَكَ سَكَناً وَ أُنْساً ، فَتَعْلَمَ أَنَّ ذَلِكَ نِعْمَةٌ مِنَ اللَّهِ عَزَّ وَ جَلَّ عَلَيْكَ ؛ فَتُكْرِمَهَا ، وَ تَرْفُقَ بِهَا ، وَ إِنْ كَانَ حَقُّكَ عَلَيْهَا أَوْجَبَ ، فَإِنَّ لَهَا عَلَيْكَ أَنْ تَرْحَمَهَا لِأَنَّهَا أَسِيرُكَ وَ تُطْعِمَهَا وَ تَكْسُوَهَا وَ إِذَا جَهِلَتْ عَفَوْتَ عَنْهَا ".
الأدب الخامس عشر : أن لا يهجرها في الفراش و لا في غيره
روي أن امرأة معاذ قالت : يا رسول الله ما حق الزوجة على زوجها ؟
قال : أن لا يضرب وجهها و لا يقبحها و أن يطعمها مما يأكل و يلبسها مما يلبس و لا يهجرها .
الأدب الساس عشر : أن يكون الزوج خيراً لزوجته و أهله
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه و آله) : " خَيْرُكُمْ خَيْرُكُمْ لِنِسَائِهِ وَ أَنَا خَيْرُكُمْ لِنِسَائِي " .
الأدب السابع عشر : أن لا يبيت الزوج خارج منزله
إذا كان الزوج في البلد الذي فيه زوجته من الأدب و الوفاء أن لا يبيت إلا مع زوجته و حينئذ من باب أولى أن لا يبيت في غرفة لا توجد فيها زوجته و قد يكون هذا العمل ينافي المروءة ، كما روي عن الإمام الصادق (عليه السلام) أنه قال : " هُلْكٌ بِذَوِي الْمُرُوءَةِ أَنْ يَبِيتَ الرَّجُلُ عَنْ مَنْزِلِهِ بِالْمِصْرِ الَّذِي فِيهِ أَهْلُهُ " .
الأدب الثامن عشر : أن لا يلهو الزوج عن زوجته و عياله
اعتاد كثير من الأزواج أن يسمر و يلهو مع أصحابه و أصدقائه في المجالس أو بمتابعة المسلسلات و المباريات في داخل البيت أو خارجه تاركين زوجاتهم و عيالهم لوحدهم ، و ربما الكثير من هؤلاء أهل أعمال طيلة الأسبوع و هم بعيدون عن زوجاتهم و لا يحضرون إلا يوماً أو يومين و مع هذا ينشغلون عنهم إلى وقت متأخر من الليل .
إن مثل هذه العادات و الجلسات تضييع للحقوق و الواجبات و مجلبة للتعاسة و الشقاء في الدنيا و الآخرة و هي نوع هجران للزوجة المنهي عنه .
الأدب التاسع عشر : أن يكون الزوج موافقاً لزوجته
ليس معنى ذلك أن تكون الزوجة هي المدبرة للزوج و هو تابع لها في كل ما تقوله ، بل التوافق بين الزوجين الذي هو من أهم أسباب نجاح الحياة الزوجية و سعادتهما فيها و هذا يعني :
1 ـ الرضا بمستوى الحياة المعيشية لهما .
2 ـ الرضا بالمستوى التعليمي و الثقافي لهما .
3 ـ الرضا بمستوى الجمال و الكمال لهما .
4 ـ الرضا بمستوى التدين لهما .
5 ـ التوافق في البرنامج اليومي أو الشهري لعملهما .
6 ـ التوافق في كل ما يعود لهما و عليهما من قضايا مادية أو معنوية .
7 ـ التوافق في الآمال و الآلام .
8 ـ التوافق و الرضا بمقدار الأخلاق لهما .
9 ـ النتيجة أن كل واحد منهما مقتنع بالآخر قناعة تامة بما عليه من سلبيات و إيجابيات .
و كما يلزم أن تكون الزوجة موافقة للزوج و الرضا به فلا بد أن يكون الزوج موافقاً لها و راض بها حتى يتمكنا أن يعيشا مع بعض و يجتلب موافقتها له كما يجلب محبتها و هواها و عشقها له و بدون ذلك لا يمكن أن تتحقق السعادة كما تقدم في كلام الإمام الصادق (عليه السلام) بقوله : " لَا غِنَى بِالزَّوْجِ عَنْ ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ فِيمَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ زَوْجَتِهِ وَ هِيَ : الْمُوَافِقَةُ : لِيَجْتَلِبَ بِهَا مُوَافَقَتَهَا ، وَ مَحَبَّتَهَا ، وَ هَوَاهَا . . . . . " .
فالإمام يقول لا غنى بالزوج عن هذه الأشياء و منها (الموافقة) أي لا يستغني عنها كزوج و الموافقة من الزوج لزوجته تحقق ثلاثة أمور التي يحلم بها و يصبو إليها من زوجته و هي :
1 ـ أن تكون الزوجة (موافقة له) فلو لم تكن الزوجة موافقة لزوجها لحصل الخلاف و النزاع بينهما و ربما أدى بهما إلى الطلاق .
2 ـ أن يجتلب الزوج محبة زوجته و إذا لم تحصل المحبة من الزوجة لزوجها اهتزت الحياة الزوجية .
3 ـ أن يجتلب الزوج هوى زوجته و رضاها و تطلعاتها حتى تكمل الحياة المستقرة بينهما .
هذه الأمور الثلاثة المهمة التي يحرص الزوج عليها من زوجته لا تحصل إلا بموافقته لها في الأمور التي أشرنا لها سبقاً .
و لو ترك الزوج الموافقة لزوجته لاختلت هذه الثلاثة و اختلت الحياة الزوجية السعيدة و أصبحت روتينية .
الأدب العشرون : أن يخبر الزوجُ زوجتَه بمحبته لها
ينبغي للزوج أن يبالغ في محبته لزوجته و أن يخبرها بذلك و يحرص على أن لا يبرز منه خلاف ذلك ، فعَنْ عَمْرِو بْنِ جُمَيْعٍ عَنْ أَبِي عَبْدِ اللَّهِ (عليه السلام) قَالَ : قَالَ رَسُولُ اللَّهِ (صلى الله عليه و آله) : " قَوْلُ الرَّجُلِ لِلْمَرْأَةِ إِنِّي أُحِبُّكِ لَا يَذْهَبُ مِنْ قَلْبِهَا أَبَداً " .
الأدب الحادي و العشرون : أن يتزين الزوج لزوجته
فكما يحب الزوج من زوجته أن تتزين له فعليه أن يتزين لها ، فهي تحب كما يحب و لهذا العمل من الزوج نتائج طيبة و هي كما يلي :
1 ـ تزين الزوج لزوجته يستميل به قلبها إليه و يعمق المحبة بينهما كما تقدم في كلام الإمام الصادق (عليه السلام) : لَا غِنَى بِالزَّوْجِ عَنْ ثَلَاثَةِ أَشْيَاءَ فِيمَا بَيْنَهُ وَ بَيْنَ زَوْجَتِهِ و ذكر منها :
" وَاسْتِعْمَالُهُ اسْتِمَالَةَ قَلْبِهَا بِالْهَيْئَةِ الْحَسَنَةِ فِي عَيْنِهَا " .
2 ـ إن تزين الزوج لزوجته و الاهتمام بهندامه و ملابسه و نظافة بدنه و شعره و تحسين مركبه و منزله مما يزيد في عفة المرأة حيث تكون عينها عليه بدل أن تكون عينها على غيره من الرجال كما ورد عَنِ الْحَسَنِ بْنِ جَهْمٍ قَالَ رَأَيْتُ أَبَا الْحَسَنِ (عليه السلام) اخْتَضَبَ فَقُلْتُ جُعِلْتُ فِدَاكَ اخْتَضَبْتَ ؟
فَقَالَ (عليه السلام) : نَعَمْ ، إِنَّ التَّهْيِئَةَ مِمَّا يَزِيدُ فِي عِفَّةِ النِّسَاءِ ، وَ لَقَدْ تَرَكَ النِّسَاءُ الْعِفَّةَ بِتَرْكِ أَزْوَاجِهِنَّ التَّهْيِئَةَ ، ثُمَّ قَالَ : أَيَسُرُّكَ أَنْ تَرَاهَا عَلَى مَا تَرَاكَ عَلَيْهِ إِذَا كُنْتَ عَلَى غَيْرِ تَهْيِئَةٍ ؟
قُلْتُ : لَا .
قَالَ : فَهُوَ ذَاكَ .
ثُمَّ قَالَ (عليه السلام) : " مِنْ أَخْلَاقِ الْأَنْبِيَاءِ ، التَّنَظُّفُ ، وَ التَّطَيُّبُ ، وَ حَلْقُ الشَّعْرِ ، وَ كَثْرَةُ الطَّرُوقَة " .
و في رواية الصدوق قال : دَخَلَ الْحَسَنُ بْنُ الْجَهْمِ عَلَى أَبِي الْحَسَنِ مُوسَى بْنِ جَعْفَرٍ (عليه السلام) وَ قَدِ اخْتَضَبَ بِالسَّوَادِ .
فَقَالَ (عليه السلام) : " إِنَّ فِي الْخِضَابِ أَجْراً وَ الْخِضَابُ وَ التَّهْيِئَةُ مِمَّا يَزِيدُ اللَّهُ عَزَّ وَ جَلَّ فِي عِفَّةِ النِّسَاءِ ، وَ لَقَدْ تَرَكَتْ نِسَاءٌ الْعِفَّةَ بِتَرْكِ أَزْوَاجِهِنَّ التَّهْيِئَةَ " .
فَقَالَ لَهُ : بَلَغَنَا أَنَّ الْحِنَّاءَ تَزِيدُ فِي الشَّيْبِ .
فَقَالَ (عليه السلام) : " أَيُّ شَيْءٍ يَزِيدُ فِي الشَّيْبِ وَ الشَّيْبُ يَزِيدُ فِي كُلِّ يَوْمٍ " .
الأدب الثاني و العشرون : أن يتعاهد الزوج زوجته بالهدية
فإن الهدية مما تجلب المحبة و المودة و تبعد العداوة و البغضاء و الحقد و تحل المشاكل العويصة و الكبيرة ، فينبغي للزوج أن يتعاهد زوجته في الأوقات المختلفة بأن يقدم لها هدية بما يتناسب مع حالها و ما ترغب فيه و هذا مما يزيد في عفتها و قد أكدت على ذلك الروايات المتعددة ، و الهدية لها نتائج طيبة منها :
1 ـ زرع المحبة أو تعميقها كما قال الإمام الصادق (عليه السلام) : " تَهَادَوْا تَحَابُّوا ".
2 ـ أن تذهب بالعداوة ، كما قال الإمام الصادق (عليه السلام) : " الْهَدِيَّةُ تَسُلُّ السَّخَائِمَ " .
و السَّخيمة : الحقد في النفس و الضغائن . أي أن الهدية تسل الحقد من النفس .
3 ـ الهدية من الزوج مما يزيد في عفة الزوجة
كما جاء عن الإمام الصادق (عليه السلام) قوله : " هِبَةُ الرَّجُلِ لِزَوْجَتِهِ تَزِيدُ فِي عِفَّتِهَا " .