ملاك حازم الموسوي ( 16 سنة ) - العراق
منذ سنتين

الشفاعة

السلام عليكم قرأت جميع الاسئلة في تطبيق المجيب التي تخص الشفاعة و لم اجد جوابا للأسئلة التي سأذكرها ... ارجو الاجابة و جزاكم الله خيرا .. اتضح لي بعد قراءة لتفسير الامثل الآية 48 من سورة البقرة و البحث الذي يليها ( الشفاعة) : ان الشفاعة من مفهوم الخاطئ هي: ان يغير الشفيع رأي الخالق بشأن عقوبة المشفوع له (مرتكب الذنب)، وفي هذا اللون من الشفاعة لا يتغير في نفس (المشفوع له ) شيئا . اما الشفاعة من مفهومها الاسلامي الصحيح هي: ان يساعد الشفيع مرتكب الذنب في اصلاح نفسه و العودة الى الطريق الصحيح وبهذا يزيل الله عقوبته، و هذا اللون من الشفاعة يسعى لاصلاح نفس المشفوع له و ليس مجرد تغيير رأي المشفوع عنده. اذن نفرض انه كان هناك احد في زمن المعصوم قد ارتكب ذنب و ندم عليه، فيذهب للمعصوم ليساعده في اصلاح نفسه واعادته الى الصراط المستقيم 1. فهل يكون المعصوم بذلك قد شفع لمرتكب الذنب؟ 2. و ان كان الجواب نعم فكيف يمكن للمعصومين ان يشفعوا لنا ( يساعدونا في اصلاح انفسنا ) و قد توفوا منذ زمن بعيد ؟


بسم الله الرحمن الرحيم وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته اهلا بكم في تطبيقكم المجيب لم يقصد الشيخ الشيرازي في تفسير الامثل ان الشفاعة في مفهومها الصحيح هو ان نذهب إلى المعصوم في حياته ونطلب منه ان يصلحنا بل اراد ان الشفاعة بمفهومها الصحيح تعني بناء الانسان واصلاح نفسه حتى يكون مؤهلا لنيل الشفاعة. وتوضيح كلامه ان الانسان في هذه الدنيا التي مر بالذنوب الكثيرة تجعل اليأس يدب إلى نفسه وانه هالك لا محالة في الاخرة ولكن عندما نقول له اطمئن فهناك الشفاعة يوم القيامة يمكن ان تنتشلك وتنجيك من شر اعمالك، فهنا يستهل فرحا بان النجاة يمكن ان ينالها الا انا نقول له هذه الشفاعة لن تنالها وانت غارق في هذه المعاصي وتزيد في تلوثك بل لهذه الشفاعة شروط منها ان تسعى في تطهير نفسك مابقيت في هذه الدنيا ، ومن هنا سوف يبدأ بالاصلاح الجدي في حياته كي يجعل نفسه مؤهلة لنيل الشفاعة عما بدر منه من الذنوب في غابر الزمان. فهنا الشفاعة عملت دورا ايجابيا كبيرا في تغييره من الحالة السلبية واليأس إلى الحالة الايجابية والامل والتغير والاصلاح وقد اكد الشيخ الشيرازي على هذا المعنى بعبارة واضحة ونص ما ذكره: (الإيمان بالشفاعة يفتح أمام الإنسان نافذة نحو النور، ويبعث فيه الأمل بالعفو والصفح، وهذا الأمل يجعله يسيطر على نفسه، يعيد النظر في مسيرة حياته، بل ويشجعه على تلافي سيئات الماضي. من هنا يمكن القول أن الاهتمام بالشفاعة بمعناها الصحيح عامل رادع بناء، قادر أن يجعل من الفرد المجرم المذنب فردا صالحا. وانطلاقا من هذا الفهم نجد أن مختلف قوانين العالم وضعت فسحة أمل أمام المحكومين بالسجن المؤبد باحتمال العفو بعد مدة إن أصلحوا أنفسهم، كي لا يتسرب اليأس إلى نفوسهم بذلك ويتبدلوا إلى عناصر خطرة داخل السجن أو يصابون باختلالات نفسية.)(الامثل، الشيخ ناصر مكارم شيرازي، ج١/ص٢٠٩). وبعد هذا كله يتضح جليا ان التغيير ليس يرجع إلى لقاء المعصوم وانه يقلب الانسان من الحالة السلبية إلى الايجابية فان هذا يرتبط بالتوبة او بالهداية على يدي المعصوم (عليه السلام) وهو يؤدي الغرض في الاصلاح ولكنه طريق اخر غير طريق الشفاعة وعملية الاصلاح المنشودة منها كما تم توضيحه لجانبكم الكريم. تحياتي لكم ودمتم بحفظ الله ورعايته

3