علي العسكري ( 18 سنة ) - العراق
منذ سنتين

مفهوم الغيبة وبعض أحكامها

ماهي الغيبة ؟ وماهي أثارها على الفرد والمجتمع ؟


- الغيبة هي: أن يُذكَر المؤمن بعيب في غيبته، سواءً أكان بقصد الانتقاص، أم لم يكن، و سواءً أكان العيب في بدنه، أم في نسبه، أم في خلقه، أم في فعله، أم في قوله، أم في دينه، أم في دنياه، أم في غير ذلك مما يكون عيباً مستوراً عن الناس. كما لا فرق في الذِّكْر بين أن يكون بالقول، أم بالفعل الحاكي عن وجود العيب. - والظاهر اختصاصها بصورة وجود سامع يقصد إفهامه وإعلامه، أو ما هو في حكم ذلك. - كما أنّ الظاهر لا بدّ من تعيين المغتاب، فلو قال: واحد من أهل البلد جبان لا يكون غيبة، و كذا لو قال: أحد أولاد زيد جبان. نعم قد يحرم ذلك من جهة لزوم الإهانة والانتقاص لا من جهة الغيبة. - يجب عند وقوع الغيبة التوبة و النّدم، والأحوط استحباباً الاستحلال من الشخص المغتاب، إذا لم تترتّب على ذلك مفسدة أو الاستغفار له، بل لو عُدَّ الاستحلال تداركاً لما صدر منه من هتك حرمة المغتاب فالأحوط لزوماً القيام به مع عدم المفسدة. - يجب النهي عن الغيبة بمناط وجوب النهي عن المنكر مع توفّر شروطه فإن اقتضى إبراز الانزجار والكراهة أن يترك المكان فالأحوط وجوباً تركه. وذُكر في كتب الأخلاق أنّ للغيبة نتائج سلبية، تنعكس على الفرد والمجتمع، وقد أشارت لذلك الروايات الواردة على النّبيّ الأكرم (صلى الله عليه وآله وسلم) وأهل بيته عليه السلام، منها: ١- آثارها على المستوى الفردي: أنّها تُمحي الحسنات: حيث روي عن النّبيّ الأكرم (صلی الله عليه وآله): «أنّ الغيبة حرام على كل مسلم، وأنّ الغيبة لتأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب». (مستدرك الوسائل، النوري: ج2، ص 107). ٢- آثارها على المستوى الاجتماعي: أنّها تعتبر أحد الأسباب لإشاعة الفحشاء والمنكر ، لأن الذنوب المستورة إذا ظهرت بسبب الغيبة فإن ذلك سيؤدي إلى تشجيع الآخرين على ارتكابها، حيث ورد عن الإمام الصادق(ع): «من قال في مؤمن ما رأته عيناه وسمعته أذناه فهو من الذين قال الله عز وجل: ﴿إنّ الذين يحبّون أن تشيع الفاحشة في الذين آمنوا لهم عذاب أليم﴾». (جامع الأخبار، الشيخ السبزواري: ص١٤٦). أنّها تورث الحقد والعداوة والبغضاء بين الناس لأن أهمّ رأسمال للإنسان في المجتمع هو حيثيته وشخصيته الاجتماعية، والغيبة بإمكانها أن تذيب وتحرق رأس المال هذا فلا يبقى للإنسان شيئا يعتد به في حركة الحياة الاجتماعية. أنّ من شأنها أن تسقط المستغيب في أنظار الآخرين، لأنهم سوف يتصورون أن هذا الشخص الذي يتحدث لهم عن عيوب الآخرين سوف يتحدث عن عيوبهم أيضا للآخرين ويغتابهم، ولذلك ورد في الرواية عن أمير المؤمنين(ع) أنه قال«من نقل إليك، نقل عنك». (غرر الحكم، الآمدي: ٤٤٣٢).

3