سليمان بن صرد
سليمان بن الصرد الخزاعي كان مع الحسين عليه السلام في كربلاء ومعه تسعة آلاف مقاتل . قال بن حبان : سليمان بن صرد الخزاعي أبو مطرف أتاهم النبي صلى الله عليه وسلم فأقام عندهم ثلاثا وقتل مع المختار بن أبي عبيد بعين الوردة في رمضان سنة سبع وستين وكان مع الحسين بن علي رضي الله تعالى عنهما فلما قتل الحسين انفرد من عسكره تسعة آلاف نفس فيهم سليمان بن صرد . كتاب الثقاة لابن حبان ج٣ص١٦١ ملاحظه: انسحاب سليمان بن صرد الخزاعي من معسكر الحسين عليه السلام بعد أستشهاده ومعه تسعة آلاف فارس بمعية الأمام السجاد عليه السلام للحفاظ على ما تبقى من آل البيت عليهم السلام علما كانوا يسموهم بالترابيين وليس التوابين نسبة للأمام علي عليه السلام ابو تراب
يمكن لنا أن نجيب على سؤالكم بعدة نقاط وهي:
١/إن هذا الكلام المنقول عن ابن حبان لا أعتبار له كون الرجل لم ينقل كلامه من مصادر معتبرة عندنا.
٢/لم نعثر على رواية تفيد بأن سليمان بن صرد الخزاعي كان حاضرا في كربلاء ثم أنسحب بعد شهادة الإمام الحسين (عليه السلام) بل الوارد من أخبار تذكر عكس هكذا الكلام وننقل لكم جواب مركز الأبحاث العقائدية عن شخصيته وعدم مشاركته في كربلاء
وحاصله لم يرد في الكتب التاريخية التي بين أيدينا ما يدلّ على أنّ سليمان بن صرد الخزاعي قد سجن أو منع منعاً خاصّاً من المشاركة في كربلاء. فما يذكره المامقاني في (تنقيح المقال) من أنّ عبيد الله بن زياد سجنه لا دليل عليه ولم يذكر مصدره ، وربّما كان نظره إلى ما ورد في (حكاية المختار في الأخذ بالثار) المطبوع في نهاية (اللهوف في قتلى الطفوف) لابن طاووس، حيث ورد فيه أنّ سليمان بن صرد كان في حبس ابن زياد ثم خرج بعد موت يزيد ، ولكن هذه الحكاية من أوّلها إلى آحرها نسجت على منوال القصص، وفيها من الخرافة والتزويق ما لا يخفى، وفيها ما هو مخالف للمثبت في المصادر المعروفة، من أنّ سليمان وإبراهيم الأشتر وصعصة العبدي وغيرهم كانوا في سجن ابن زياد من زمن معاوية مع أنّه لا يوجد أثر لهذا في المصادر المعتبرة، بل لا يوجد ذكر لسجن إبراهيم بن الأشتر، وأمّا صعصعة بن صوحان العبدي فلم يكن موجوداُ ذلك الوقت، فقد توفي في زمن معاوية. نعم، كان هناك منع عام لكلّ أهل الكوفة من الخروج ومساعدة الحسين(عليه السلام)، كما يذكر ذلك في كيفية خروج حبيب بن مظاهر من الكوفة .
وكان سليمان قد كاتب الإمام الحسين(عليه السلام) قبل قدوم مسلم بن عقيل، وحثّه على القدوم إلى الكوفة .
ثمّ إنّ في كون سليمان بن صرد من التوّابين، بل هو رأسهم، وأنّه كان يدعو في أصحابه بضرورة القتال من أجل التوبة والغفران، دلالة على أنّه كان مقصّراً في عدم مشاركته في نصرة الحسين(عليه السلام).
اللّهمّ إلاّ أن يقال: إنّ إطلاق هذا الاسم عليه وهو كونه توّاباً ودعوته للقتال من أجل التوبة كانت من أجل غيره ممّن قصّر في نصرة الحسين(عليه السلام)، فإطلاق العنوان عليه بلحاظ أصحابه، أمّا هو فهو في عذر من ذلك، لعدم قدرته على نصرته من خلال عدم القدرة على الوصول إليه، ولكن هذا ما يحتاج إلى ما يثبته.
بل توجد في أقواله كلمات ينسب التقصير فيها إلى نفسه، إذ قال في خطبته في مجموعة التوّابين لمّا اجتمعوا في داره: ((